اعتقلت قوات الشرطة الأميركية، أمس الأربعاء، نحو 150 شخصاً تظاهروا داخل مبنى الكونغرس الرئيسي من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة ووقف التمويل الأميركي للحرب الإسرائيلية على القطاع، قبل أن تعود وتفرج عنهم بعد ساعات.
ورفع المتظاهرون لافتات "توقفوا عن تمويل العنف ضد مجتمعاتنا"، و"الناس اختاروا الحياة.. أوقفوا إطلاق النار"، كما رددوا شعارات تندد بالإبادة الجماعية في غزة والموقف الأميركي.
وشارك في الفعالية أعضاء وقادة نحو 80 حركة احتجاجية من مختلف الولايات، من ضمنها كاليفورنيا ونيويورك وبنسلفانيا وميشيغن وشيكاغو وماريلاند، مطالبين بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
كما أعلنت هذه الحركات اعتراضها على حزمة المساعدات العسكرية التي اقترحتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإرسال مليارات دولارات دافعي الضرائب إلى إسرائيل، وعلى ما وصفوه بعسكرة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وأشاروا إلى أن مجلس الشيوخ الأميركي يناقش حزمة الإنفاق البالغة 106 مليارات دولار، وأن بايدن وأعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ يشيرون إلى استعدادهم للاستسلام لمطالب الجمهوريين بإجراء إصلاحات شاملة للهجرة من أجل تمرير الحزمة قبل عطلة الكونغرس.
وأكد المتظاهرون أنه إذا أُقرت هذه الحزمة، فإنها ستؤدي إلى زيادة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حيث ترفض إدارة بايدن الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتسبب ضرراً للمهاجرين في الولايات المتحدة وعلى الحدود، على حد تعبيرهم.
يضم التحالف المتنوع قادة من الفلسطينيين والمهاجرين واليهود والمحاربين القدامى ومجموعات المناخ والعمال والشباب الذين يمثلون مصالح عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك ناخبو الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن ومينيسوتا وواشنطن وفلوريدا.
وألقت قوات الأمن القبض على معظم المشاركين في التظاهرة الذين بلغ عددهم نحو 150 فرداً، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم القبض فيها على متظاهرين في العاصمة واشنطن خلال المظاهرات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث تم القبض خلال الشهرين الماضيين على متظاهرين من حركة "يهود من أجل السلام" من داخل الكونغرس، كما تم القبض على متظاهرين من أمام مقر لجنة الحزب الديمقراطي.
ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بلغت المساعدات الأميركية العسكرية التي قُدمت لإسرائيل 14 مليار دولار، وهي أكبر مساعدة تقدمها واشنطن للاحتلال دفعة واحدة، ومع هذه الزيادة في الدعم العسكري، فإن ما تقتطعه الولايات المتحدة الأميركية من جيوب المواطنين الأميركيين يعادل 10.4 ملايين دولار تُرسل يومياً لإسرائيل.