اعتصام مفتوح لليوم الثاني شمال غربيّ باكستان ضد عمليات الجيش

21 يوليو 2024
تظاهرة ضد العملية العسكرية في منطقة بنو، 19 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -

تنظم قبائل منطقة بنو شمال غربيّ باكستان والقبائل المجاورة لها، اعتصاماً مفتوحاً لليوم الثاني، ضدّ عمليات الجيش الباكستاني، حيث يرفع المتظاهرون هتافات، يؤكدون خلالها أنه لن يُسمَح للجيش بإجراء أي عملية في المنطقة، متهمين إياه بقتل المدنيين من أبناء القبائل.

وعمّ الغضب في أوساط القبائل بعد مقتل أربعة أشخاص وإصابة 27 آخرين جراء إطلاق الجنود الباكستانيين النار على المتظاهرين من أبناء القبائل في منطقة بنو يوم الجمعة، إذ خرج آلاف من القبائل في المظاهرات التي سمّوها الحراك من أجل الأمن.

وتعرّض احتجاج يوم الجمعة لإطلاق نار من الجنود، كما تؤكد المصادر القبلية وحكومة إقليم خيبربختونخوا التي يتزعمها حزب عمران خان، ما أوقع قتلى وجرحى.

وفي الشأن، قال الناطق باسم الحكومة المحلية في إقليم خيبربختونخوا، برستر سيف، في بيان مصور له، إن الحكومة تعرب عن أسفها الشديد حيال مقتل المدنيين العُزَّل، موضحاً أن الأنباء الأولية تشير إلى أن قوات الجيش الباكستاني هي التي أطلقت النار على المتظاهرين.

كذلك أعلنت الحكومة المحلية التي يقودها حزب عمران إجراء التحقيق في القضية، مشيرة إلى أنها ستعلن نتائجها لاحقاً.

أما الجيش الباكستاني، فلم يعلّق على القضية، غير أن مصادر مختلفة في وسائل إعلام باكستانية تحدثت لـ"العربي الجديد" عن أن رسالة وجهت من قبل الحكومة وهي في الأصل من المؤسسة العسكرية تطلب من جميع وسائل الإعلام أن لا تغطي أي خبر مما يحدث في شمال غرب البلاد، وهو ما جعل كل وسائل الإعلام تهتم فقط بالمواقف الرسمية.

وعقب مقتل المدنيين وإصابتهم بجراح في احتجاج الجمعة، أعلنت القبائل الاعتصام المفتوح في المدينة، والإضراب عن العمل منذ صباح يوم السبت، وهو مستمر حتى الآن، وتشارك فيه كل شرائح القبائل من التجار وعلماء الدين والناشطين والزعامة القبلية.

وتطلب القبائل من الجيش وقف العمليات العسكرية، وأعلنت أن أعداداً كبيرة من المسلحين المجهولين تمركزوا داخل مدينة بنو وفي قراها، وقد جاءت تحت إشراف المؤسسة العسكرية. وطلبت القبائل منهم الخروج، وقد خرجت أعداد منهم يوم الجمعة عقب الأحداث، خشية هجوم القبليين عليهم.

وبدأت الأمور تسير نحو التصعيد في منطقة بنو عقب هجوم المسلحين على مقر للجيش في الـ16 من شهر يوليو/تموز الجاري، ما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر الجيش.

وأعلن الجيش حينها أن "عشرة انتحاريين دخلوا إلى المركز وجرت تصفيتهم"، لكن قبائل المنطقة أعلنت لاحقاً أن عدد المسلحين كان خمسة فقط، أما الخمسة الآخرون من أبناء القبائل، فقتلهم الجيش، وسموهم المهاجمين، إذ كان بداخل مقر الجيش سجن، وعندما انتهت العملية أخرجت قوات الجيش بحسب رواية القبائل خمسة من المعتقلين من أبناء المنطقة وقتلتهم ثم ألقت السلاح إلى جانبهم، وقالوا إنهم من بين المهاجمين.

ويقول الزعيم القبلي في المنطقة حزب الله خان لـ"العربي الجديد" إن من بين القتلى كان شخص من منطقة بنو اسمه قاري محمد فواد، كانت قوات الجيش قد اعتقلته قبل سنة، وكان داخل السجن في مقر الجيش، ولكن الجيش أعلن أنه كان من المهاجمين، وهذا شأن أربعة آخرين.

ويضيف خان أن القبائل عندما حاولت الوصول إلى أولئك القتلى وإخراجهم، أطلقت قوات الجيش عليها النيران، ما أدى إلى مقتل خمسة آخرين. وعقب ذلك أعلنت القبائل احتجاج الجمعة، ما نجم عنه الأحداث الأخرى. ومنذ يوم الجمعة عمدت الحكومة الباكستانية إلى قطع شبكات الهاتف والإنترنت من المنطقة. كذلك لا يمكن الحصول على الرعاية الصحية واحتياجات الحياة الأساسية بسبب الإضراب العام عن العمل.

المساهمون