استمرار الاحتجاجات في الجنوب السوري ومطالبات بإسقاط النظام

إسطنبول

جلال بكور

avata
جلال بكور
21 اغسطس 2023
مطالبات برحيل الأسد في احتجاجات السويداء جنوبي سورية
+ الخط -

استمرّ الإضراب عن العمل والتظاهرات لليوم الثاني في السويداء جنوبي سورية، احتجاجاً على النظام السوري، بعيد تظاهر العشرات ليل أمس الأحد في داعل بريف درعا المجاورة، مطالبين بإسقاط النظام.

التظاهرات الآخذة في الاتساع، امتدت منذ ساعات الصباح لتشمل أكثر من 35 نقطة، رغم اتجاه معظم المحتجين إلى ساحة السير في مدينة السويداء، مركز المحافظة.

وكان لافتاً اليوم ما شهدته قرى وبلدات في المحافظة، من تضامن المجلس البلدي وأمين وأعضاء فرقة حزب البعث في قرية سهوة بلاطة جنوب شرقي المحافظة مع المحتجين وإغلاق مكاتبهم معلنين إضرابا مفتوحا حتى تحقيق مطالب الاحتجاجات.

وتعد هذه الخطوة من قبل قياديين في حزب البعث، الأولى من نوعها على مستوى المحافظة.

وقال شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري الذي أثنى على استمرار الاحتجاجات، إن "البلد ومقدراتها حق للشعب وليس هنالك تفويض لأي أحد مهما كان ببيع أو رهن أو تأجير هذه المقدرات"، بإشارة مبطنة لرأس النظام "بشار الأسد".

وتعيد هذه التظاهرات في مناطق سيطرة النظام، المشهد إلى بداية الثورة السورية في عام 2011 عندما خرج السوريون مطالبين بالحرية وإسقاط حكم نظام الأسد الاستبدادي. وسرعان ما واجه الأخير الثورة بحملة قمع وحشية أسفرت عن تهجير وقتل الملايين وتمزق البلاد وغرقها في حرب أهلية مستمرة حتى اليوم.

وبينت مقاطع مصورة بثتها "شبكة الراصد الإخبارية" المحلية، مشاركة رجال الدين في الاحتجاجات وسط ساحة الكرامة، مؤكدين وقوفهم إلى جانب أبناء شعبهم السوري. وناشد هؤلاء المحافظات لـ"القيامة لكرامتهم وكرامة أبنائهم التي استساغت السلطة إهدارها".

وقال عدد من المحتجين لـ"العربي الجديد"، إنهم ينوون الاستمرار في الاحتجاجات، حتى نيل الحقوق كاملة بدءا بالعيش الكريم والخدمات "وانتهاء بالتغيير السياسي الذي لم تعد مقبولة المماطلة فيه".

وحول احتمال استمرار هذه الاحتجاجات، قال الناشط المدني حسن العلي لـ"العربي الحديد": "ستستمر المظاهرات هذه المرة حتى تحقيق المطالب الشرعية للشعب. الشعب لم يعد يحتمل. سقطت كل جدران الخوف ولم يعد لديه ما يخسره إلا الكرامة، وهذا ما يرفضه الناس حيث يعتبرون الكرامة خطا أحمر، والدليل إغلاق الفرق الحزبية التي أيقن المواطنون أنها ليست إلا أدوات للمساعدة على الاستبداد وفرض السطوة ونهب الثروات".

وطالب المحتجون بتطبيق القرارات الأممية والحلول الدولية التي طرحت لإنقاذ الشعب السوري من خلال انتقال سياسي يضمن الاستقرار والإعمار. وحملوا لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254.

وقالت الناشطة الحقوقية هديل أبو محمود في حديثها لـ"العربي الجديد": "في الاحتجاجات الحالية، أكثر ما يلفت النظر مطالبة الناس في السويداء بتطبيق القرارات الأممية التي كان قد وقع عليها النظام أصلا، وهذا يكفي لبث الرسالة لهذا النظام عن الوعي الجماهيري وفشل رهانه على طمس الوعي الثوري لديهم، من خلال الترهيب".

وأضافت الناشطة: "يأس الأهالي في السويداء ومناطق سيطرة النظام، أفرز قناعة تامة لدى أكثر من 90 في المئة منهم بأن التغيير أصبح شيئا أساسيا ومطلبا أوليا، حتى أن قناعة ترسخت لديهم بأن هذا النظام قد سقط فعليا".

وردد المحتجون في ساحة السير بالسويداء، هتاف: "يا أهالي الشام، يا أهالي الشام، عنا بسويدا سقط النظام".

وانضم التجار إلى إعلان العصيان العام، مؤكدين أنهم يقومون بذلك "إيمانا" منهم بأنهم أيضا متضررون "وواجبهم" الانخراط في حملة الإضراب إلى جانب مواطنيهم.

وقال الناشط الإعلامي "حمزة المعروفي" المحرر في شبكة الراصد؛ إن إضراب التجار سيضمن خسائر لـ"حيتان المال" في المحافظة والذين يشكلون الذراع الأقوى للنظام.

وقال: "الخوف تقلص في نفوس العامة، وخصوصا العاملين في الدولة الذين باتوا يرون أنفسهم أداة تستخدمها السلطة للوقوف في وجه أبناء جلدتهم".

ويرى الناشط الإعلامي، أن الأمور تسير هذه المرة إلى حراك أكثر وعيا، وقال: "إن حصل وتوقف الحراك فلن يسجل ذلك كفشل بل سيكون قد ترك أثر الفراشة، كونه استطاع أن يهز هيبة السلطة".

واعتبر أن النشاط السياسي المرافق للاحتجاجات يكشف عن وعي جديد تتبناه قوى سياسية شبابية وطنية، ويؤشر على مرحلة جديدة قد تكون الخطوة الأولى للحل في سورية عموما، "بشرط التنسيق مع باقي القوى السياسية الشبابية غير الموجهة من قوى تقليدية في المحافظات الأخرى".

وقال إن الاحتجاجات تبدو كأنها تتجه للتوسع من خلال تفاعل السوريين بمختلف أطيافهم.

بدوره، طالب الناشط الإعلامي والصحافي "كنان وقاف" من محافظة طرطوس في مقطع مصور بثه، أمس، أهل الساحل للتحرك اقتداء بالسويداء، قائلا إن "الحق يؤخذ ولا يمنح". وحذّر من "أن يبقى الشعب ضمن إطار الخوف الذي يزرعه النظام في رؤوسهم وأنه الحامي لهم".

وفي محافظة درعا، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من أهالي مدينة داعل في ريف المحافظة خرجوا بتظاهرة مساء أمس، مطالبين بإسقاط النظام السوري.

وأضاف الناشط أن تظاهرة أخرى خرجت في مدينة الصنمين شمالي درعا، وسبقتها تظاهرات في بلدات تسيل، والشجرة، وسحم الجولان، غربي درعا.

وحملت التظاهرات مطالب بإسقاط النظام السوري، وشعارات تنادي بالحرية والكرامة، ورفض الظلم، كما حيا المتظاهرون العمل المعارض في السويداء المجاورة.

وشهدت محافظة السويداء جنوبي سورية أمس إضرابات وتظاهرات في أكثر من 42 نقطة، بحسب ما أفادت به شبكة "السويداء 24". وتأتي تلك الاحتجاجات على خلفية الواقع المعيشي والأمني المتردي، وتطالب أيضاً بإسقاط النظام.

ذات صلة

الصورة
سمير عثمان الشيخ يؤدي اليمين أمام الأسد، (صورة متداولة عبر إكس)

سياسة

اعتقلت سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة الأميركية، ضابط المخابرات السورية السابق، سمير عثمان الشيخ، في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا.
الصورة
صندوق اقتراع بأحد مراكز التصويت بدمشق، 15 يوليو 2024 (رويترز)

سياسة

انعكست الظروف المعيشية المتردية والأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها سورية، على انتخابات مجلس الشعب التابع للنظام السوري، التي جرت أمس الاثنين
الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
لونا الشبل (تويتر)

سياسة

نعت رئاسة النظام السوري المستشارة لونا الشبل التي توفيت اليوم الجمعة بعد أيام من تعرضها لحادث سير نقلت على أثره إلى العناية المركزة