اختبار جديد لأوكرانيا في الحرب عنوانه "كيفية استخدام الأسلحة الغربية"

15 يناير 2023
تساؤلات حول مدى قدرة الجنود على التأقلم مع الأسلحة الجديدة (متين اكتاس/ الأناضول)
+ الخط -

يضع الوصول المرتقب لمدرعات خفيفة غربية الصنع أو حتى دبابات ألمانية ثقيلة "ليوبارد 2" إلى ساحة الحرب في أوكرانيا، كييف أمام تحدي تدريب قواتها على استخدام وصيانة مجموعة متنوعة من المعدات العسكرية، بعضها معقد للغاية.

منذ بداية الغزو الروسي قبل عام تقريبا، قام حلفاء كييف الأوروبيون بتسليم ما يقارب 300 دبابة سوفييتية تم تحديثها، لكنهم لم يسلموها حتى الآن دبابات ثقيلة من صنع غربي، رغم طلبات أوكرانيا المتكررة.

يقول الكابتن الأوكراني فولوديمير تشايكوفسكي المتمركز في محيط باخموت (شرق) حيث تدور معارك دامية ضد الروس، لـ"فرانس برس": "للدبابات الحديثة المتوافقة مع معايير الناتو (حلف شمال الأطلسي) مثل ليوبارد وتشالنجر وأبرامز نظام دقيق يسمح بالتصويب على هدف مباشرةً وتدميره بضربة واحدة. إنها منفعة كبرى".

يبدو أن المحرمات التي كانت قائمة منذ بداية الحرب لم تعد تشكل عائقا، فالأربعاء قالت بولندا إنها مستعدة لتسليم 14 دبابة ثقيلة من طراز "ليوبارد 2".

يعتبر هذا النموذج الألماني من الدبابات الهجومية، الذي يُعد من الأفضل أداء في العالم، رائجا في أوروبا مما يضمن تأمين قطع الغيار والذخيرة.

لكن برلين كانت مترددة حتى الآن في تسليمها لكييف، خوفًا من تصعيد مع موسكو.

وأشارت فنلندا الجمعة إلى أنها لا تعارض ذلك بعد نقاش بين الدول الأوروبية التي تملك مثل هذه الدبابات. وقالت تاريا ياكولا المسؤولة في وزارة الدفاع "لا يتطلب الأمر تسليم المعدات نفسها فحسب، بل أيضا التدريب على استخدامها وتأمين الخبرات للقيام بالصيانة في أوكرانيا".

لا يستبعد البريطانيون من جانبهم إمداد أوكرانيا بدبابات "تشالنجر 2".

وقد تصدر إعلانات جديدة في 20 يناير/ كانون الثاني خلال الاجتماع المقبل لحلفاء أوكرانيا في رامشتاين (ألمانيا).

الأسبوع الماضي، مهدت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الطريق من خلال قطع وعود بإرسال مدرعات مشاة أو استطلاع (40 ماردر ألمانية و50 برادلي أميركية وأه أم أكس 10 آر سي فرنسية).

وذكر مصدر فرنسي مطلع على الملف، أن باريس قد تبيع ما مجموعه أربعون من هذه المعدات المتحركة.

لكن مصدرا عسكريا أميركيا أوضح أن "تسليم كل هذه المعدات شيء واستخدامها شيء آخر".

منذ بداية الحرب، أثبت الأوكرانيون قدرة مميزة على التأقلم مع الكم الكبير من المعدات العسكرية المرسلة إليهم. وبشأن الدبابات الثقيلة، فإن الجيش الأوكراني لم يبدأ من الصفر: قبل 24 فبراير/ شباط، يوم بدأت روسيا حربها على أوكرانيا، كان لديه أسطول يضم نحو 900 دبابة سوفييتية الصنع.

وحذر ضابط في سلاح الفرسان الفرنسي من أن "الدبابات السوفييتية بسيطة للغاية وهي مزودة بأجهزة إلكترونية محدودة. نظرا إلى تنوع الدبابات والمدرعات الغربية الموعودة، فقد يشكل ذلك معضلة لوجستية بالنسبة لهم". وأضاف "النماذج مختلفة تماما ولكل منها أنظمة أسلحته ومحامله ومحركاته ...".

تطلق "ليوبارد 2" مثل "لوكليرك" الفرنسية و"أبرامز" الأميركية قذائف من عيار 120 ملم. من ناحية أخرى، تم تجهيز دبابة "تشالنجر 2" البريطانية بمدفع من عيار 120 ملم يتطلب ذخيرة محددة. أما بالنسبة لـ"أه أم أكس 10 آر سي" الفرنسية، المركبة على عجلات وليس على مسارات، فتعد صيانتها أقل تعقيدا لكنها تستخدم ذخيرة من عيار 105 ملم.

صيانة معقدة

ومع ذلك، فإن كثافة المعارك تجعل من الضروري صيانة المعدات التي تخضع لاختبار شديد، خصوصا بالنسبة للمعدات التي تستخدم على خطوط الجبهة.

لكن "أوكرانيا في حالة تعبئة عامة، ولديها يد عاملة وافرة. ولديهم البنى التحتية والأجهزة الداخلية لاستيعاب كل هذه المعدات المختلفة" كما يقول ليو بيريا-بينييه خبير الأسلحة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.

إن كان يتم إصلاح الأضرار الطفيفة بشكل تقليدي بواسطة ميكانيكيين منتشرين قرب خط الجبهة، فإن عمليات الصيانة الثقيلة تجرى بعيدا عنه.

لمساعدة الأوكرانيين في هذا المجال، بذل الحلفاء جهودا "للصيانة أثناء التشغيل" وهو مصطلح يطلق على الصيانة في المصطلحات العسكرية.

على سبيل المثال، فتحت المجموعة الفرنسية الألمانية "كاي ان دي اس"، التي تضم الألمانية "كاي ام دبليو" والفرنسية "نيكستر"، في نوفمبر/ تشرين الثاني مركز صيانة في سلوفاكيا لإصلاح المعدات الأرضية الفرنسية والألمانية المستخدمة في أوكرانيا، وتحديداً مدافع "سيزار" و"بي زد اتش 2000" ومدرعات "غيبارد" المضادة للطائرات أو قاذفات الصواريخ المتعددة "مارس 2".

ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن يرسل الغربيون دبابات ومدرعات بكميات كبيرة وليس بأعداد محدودة، وإلا سيترتب عن ذلك نتائج عكسية، بحسب ليو بيريا بينييه.

وتابع أن "الدبابة القتالية هي أكثر المركبات العسكرية تعقيدا من حيث الصيانة على الأرض".

وحذر الباحث من أن "إرسال بريطانيا 10 دبابات من طراز تشالنجر 2 لن يعود بفائدة. سيتطلب ذلك تعبئة شبكة كاملة للتدريب والصيانة لمعدل توافر محدود، ما يعني تأثيرا ضئيلا على الأرض".

(فرانس برس، العربي الجديد) 

المساهمون