أُعيد انتخاب رئيس كازاخستان المنتهية ولايته قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأحد، إثر انتخابات مبكرة شهدها هذا البلد الأكبر في آسيا الوسطى، بحسب استطلاع للرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع.
وأظهر استطلاع أجري لحساب الإذاعة والتلفزيون الرسميين فوز توكاييف (69 عاماً) بـ82,45% من الأصوات.
وأفادت التقديرات الأولى للجنة الانتخابية أن نسبة المشاركة في الجمهورية السوفييتية السابقة بلغت 69,43%.
وبذلك، سيتاح لتوكاييف في الأعوام السبعة المقبلة تعزيز سلطته بعد عام أسود شهد أعمال شغب دامية ونزاعاً حادّاً بين أجنحة السلطة.
واحتجّ نحو 15 شخصاً في العاصمة الاقتصادية ألماتي للمطالبة بانتخابات حرّة، وأوقفتهم الشرطة جميعاً، وفق وكالة فرانس برس. وأكّد متحدث باسم وزارة الداخلية أن محاضر توقيف 15 شخصاً أُرسلت إلى المحكمة.
غرقت هذه الجمهورية السوفييتية السابقة الغنية بالنفط والواقعة على مفترق طرق تجارية مهمة في حالة من الفوضى في يناير/ كانون الثاني، عندما تحولت تظاهرات احتجاج على غلاء المعيشة إلى "أعمال شغب"، قبل قمعها بوحشية، ما تسبب بمقتل 238 شخصاً.
وما زالت البلاد تحت صدمة هذه الأزمة، وفي مؤشر إلى استمرار التوتر، أعلنت السلطات، الخميس، أنها اعتقلت سبعة من أنصار أحد المعارضين في المنفى بتهمة التحريض على "انقلاب".
وأدلى توكافييف بصوته في وقت مبكر في العاصمة أستانة، ونافسه في الاقتراع خمسة مرشحين غير معروفين لدى الناخبين.
"انقلاب"
قال توكاييف: "المهمّ ألّا يكون هناك احتكار للسلطة"، علماً أن كازاخستان حكمها نور سلطان نزارباييف لثلاثة عقود.
في أستانة وألماتي أكبر مدينتين في البلاد رأى صحافيو وكالة فرانس برس عدداً من الناخبين يلتقطون صوراً لأنفسهم خارج مراكز الاقتراع، وتحدث بعضهم عن "واجب" إظهار الصورة في مكان العمل.
وهدفت هذه الانتخابات إلى طي صفحة عام صعب، لكن كذلك إلى تكريس عهد الرئيس توكاييف (69 عاماً)، الذي كان يحاول منذ أشهر الحد من نفوذ مجموعة سلفه القوي وراعيه نور سلطان نزارباييف الذي حكم ثلاثة عقود.
وشهد هذا العام أيضاً تحول توكاييف الدبلوماسي المحترف إلى رئيس عنيد أطلق النار على "مثيري الشغب" في يناير/ كانون الثاني، كما اعتقل أقارب نزارباييف ووقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معارضاً غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط.
وقام توكاييف بحملة حول مشروعه لإنشاء "كازاخستان الجديدة" أكثر ديمقراطية وأكثر مساواة، لكن الصعوبات الاقتصادية مستمرة وكذلك ردود الفعل الاستبدادية.
ووصل توكاييف إلى السلطة في عام 2019، بعد الاستقالة المفاجئة لنزارباييف وتعهده رسمياً بالعمل لتسوية أزمة يناير/ كانون الثاني، بعدما كان يعتبر لفترة طويلة الذراع اليمنى لسلفه.
"أمل"
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي صدم الجمهوريات السوفييتية السابقة، حاول توكاييف تعزيز العلاقات مع الصين وكذلك مع أوروبا كقوة تحقق توازناً مع النفوذ الروسي.
وفي الأشهر الأخيرة، تلقى زيارات من رؤساء الدول الروسي والتركي والصيني ومسؤولين أوروبيين كبار، وحتى البابا فرنسيس.
وتجد وعود الانفتاح الديموقراطي والإصلاح الاقتصادي صدى لدى الناخبين.
وقال الكولونيل في الشرطة والمؤيد للرئيس المنتهية ولايته نورلان إنه "منذ الاستقلال قبل ثلاثين عاماً لم يتغير شيء تقريباً، آمل أن أرى تغييرات كبيرة".
من جهته، قال مورزادا ماسالينا (68 عاماً)، وهو متقاعد في ألماتي، إن "توكاييف هو المرشح المناسب لأنه يتمتع بخبرة كبيرة".
لكن هذه الانتخابات التي يفترض أن تدشن حقبة "كازاخستان الجديدة" لا توحي بتغيير مع مشهد سياسي مقفر بمعارضة شكلية وضغوط من السلطات.
وهذا يكفي لجعل العديد من الناخبين محبطين مثل الطالبة علياء بوكيتشوفا (19 عاماً) التي أدلت بصوتها في أستانة، وقد قالت لفرانس برس إنها "مضيعة للوقت، نعرف مسبقاً من سيفوز ولا نعرف المرشحين الآخرين".
وفي تقرير، عبر مراقبو الانتخابات الدوليون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن أسفهم لأن توصياتهم "المتعلقة بالحريات الأساسية وشروط الأهلية وتسجيل المرشحين (...) لم تلق تجاوباً".
(فرانس برس)