إصابة عشرات الفلسطينيين جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي فعاليات ضد الاستيطان

23 ديسمبر 2022
وقوع إصابات بين الفلسطينيين بسبب الغاز المسيل للدموع (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عشرات الفلسطينيين، الجمعة، بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقمع فعاليات ومسيرات ضد الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية في عدة مناطق من الضفة الغربية، والتي خُصص عدد منها للاحتجاج على استشهاد الأسير القيادي في حركة فتح ناصر أبو حميد، وكذلك وقعت إصابات خلال التصدي للمستوطنين.

وقمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية الرافضة إقامة بؤرة استيطانية على أراضي بلدة دجن شرق نابلس، شمالي الضفة الغربية، واستنكاراً لاستشهاد الأسير أبو حميد، حيث انطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد الكبير في البلدة، بعدما أديت صلاة الغائب على روح الشهيد أبو حميد والشهيد أحمد دراغمة، الذي استشهد أمس، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الصحافي محمد أبو ثابت، وهو من بيت دجن.

وشهدت مساجد الضفة الغربية أداء صلاة الغائب على روح الشهيد أبو حميد، الذي عانى من إهمال طبي بعد إصابته بمرض السرطان العام الماضي، وأُعلن عن استشهاده الثلاثاء الماضي، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه أو نقله للعلاج في مستشفى مدني.

من جانب آخر، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قرية أوصرين، جنوب نابلس، شهدت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال على مدخل البلدة، وذلك للأسبوع الثالث على التوالي، حيث يطالب الأهالي باسترداد جثمان الشهيد عمار عديلي، الذي أعدمه الاحتلال في بلدة حوارة المجاورة، واحتجز جثمانه.

وقال مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال اعتدت على سيارة طاقم الإسعاف بالرصاص المطاطي، ما أدى إلى كسر الزجاج الأمامي في مواجهات أوصرين".

في بلدة بيتا جنوب نابلس، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المطالبة بإزالة بؤرة استيطانية على أراضي جبل صبيح في البلدة، حيث خُصصت المسيرة استنكاراً لاستشهاد الأسير أبو حميد، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" الكاتب مجدي حمايل، وهو من البلدة.

وأشار حمايل إلى أن قوات الاحتلال استخدمت قنابل ينتشر منها دخان أحمر اللون، لم تعرف طبيعته، وسط خشية من أن يكون ذلك الدخان له تأثيرات مستقبلية على الشبان، بينما أصيب عدد من الشبان في تلك المواجهات.

من جانبه، أفاد مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل، في حصيلة ما تعاملت معه طواقم الهلال في مواجهات محافظة نابلس، بأنها 33 إصابة، بينها 27 إصابة بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع في بيت دجن، و6 إصابات في بلدة بيتا، وفي أوصرين جرى التعامل مع إصابة بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الصدر، و17 إصابة أخرى بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وعولجت جميع الإصابات ميدانياً.

من جهة أخرى، أصيب 4 شبان فلسطينيين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والصحافيين نضال اشتية وعبد المجيد عدوان بقنابل الغاز المباشرة، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال قمع جيش الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية شمالي الضفة، المناهضة للاستيطان، والتي انطلقت تنديداً بجريمة الإهمال الطبي المتعمد الذي نتج عنه استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

واندلعت مواجهات أخرى في بلدة قريوت جنوب نابلس، بعدما تصدى الأهالي لمستوطنين اقتحموا بحماية قوات الاحتلال منطقة النبع في القرية، ما أوقع عشرات الإصابات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، وفق تصريحات للناشط بمقاومة الاستيطان بشار قريوتي.

وكان خمسة فلسطينيين أُصيبوا، الليلة الماضية، بهجوم للمستوطنين على مركباتهم في بلدة حوارة جنوب نابلس، عولجوا ميدانيًا، كما تضررت عدة مركبات، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس.

في شأن آخر، أدى 65 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال، كما اعتقلت شاباً خلال خروجه من المسجد، كما أبعدت شابين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة أسبوعين، بينما كان آلاف المصلين لبوا نداء الفجر العظيم بالصلاة في رحاب المسجد الأقصى.

على صعيد منفصل، تسلمت طواقم الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني، مساء الجمعة، من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على حاجز ترقوميا المقام غرب الخليل جنوبي الضفة، جثمان الشهيدة مها كاظم الزعتري، 24 عاماً، من مدينة الخليل، بعد أكثر من 8 أشهر على استشهادها برصاص الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي، ونقل إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل.

وفي السياق، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير الأردني رأفت وليد عبد القادر عسعوس، 41 عاماً، بعد قضاء مدة محكوميته البالغة 20 عاماً، كما أفرجت عن الشابة المقدسية ياسمين جابر بعد انتهاء محكوميتها البالغة ثلاثين شهراً، فيما اعتقلت شابين من بلدة دورا جنوب الخليل اليوم.

إلى ذلك، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، على جرار زراعي أثناء حراثته أراضي المواطنين بمسافر يطا جنوب الخليل، كما  أخطرت، مساء أمس الخميس، بإزالة "استراحة" في مدينة قلقيلية شمالي الضفة، بحجة أن المنطقة "أثرية".

ونصبت قوات الاحتلال، أمس الخميس، بوابة حديدية على أراضي قرية خربثا بني حارث غرب رام الله، وسط الضفة، في المنطقة الشرقية على الطريق المؤدي إلى جبل الريسان المهدد بالاستيطان.

واقتحم عشرات المستوطنين، مساء الخميس، أطراف حي الطيرة بمدينة رام الله بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية في المكان، فيما اندلعت مواجهات خلال محاولة الشبان التصدي لهم.