إسرائيل تتهرّب من تعويضات غزّة وتتوسّط لاستعادة جثتي الجنديين

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، النقاب عن مشروع اقتراح يعتزم وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، تمريره في جلسة الحكومة الأسبوع المقبل، يقضي بالإعلان عن قطاع غزة "أرض عدو"، وذلك لتفادي اضطرار إسرائيل لدفع التعويضات المالية لسكان القطاع عن الأضرار الهائلة التي سببها العدوان لممتلكاتهم.

ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى قوله إن معنى قرار كهذا، في حال اتخاذه، هو أن  إسرائيل لن تكون مسؤولة في قضايا التعويض عن الأضرار التي قد يرفعها سكان قطاع غزة، عن عمليات الاحتلال خلال الأسبوع الأول من العدوان.

وأضافت الصحيفة أن نص مشروع القرار كان قد نشر على موقع الحكومة الإسرائيلية، لكن سرعان ما جرى حذفه من جدول أعمال الحكومة لجلسة الأحد المقبل.
وأشار الموقع إلى أن حكومة إسرائيل كانت قد أعلنت قطاع غزة منطقة معادية في سبتمبر/ أيلول عام 2007، وفرضت قيوداً على تحرك الفلسطينيين وتنقلاتهم سرعان ما تحولت إلى حصار شامل، بعد سيطرة "حماس" على قطاع غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن القرار الحالي سيحوّل القطاع من "منطقة معادية" إلى "بلاد عدو" مع ما يترتب على ذلك من تداعيات قانونية، ولا سيما أن النص المقترح يتحدث عن تطبيق سريان القرار بأثر رجعي منذ السابع من يوليو/ تموز الماضي، أي قبل بدء العمليات البرية في العدوان الحالي، ومع إطلاق العدوان رسمياً عبر القصف الجوي.

ووفقاً للموقع، فإن نص القرار المقترح يقول إن القرار يهدف إلى "إعطاء وإضفاء بُعد قضائي إضافي لمكانة قطاع غزة وفقاً لقوانين التعويضات المدنية". ولا يتطرق القرار المقترح إلى مجالات أخرى في العلاقات بين إسرائيل و"دول العدو" مثل أوامر التجارة التي تمنع الاستيراد والتصدير من وإلى "دول العدو".

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن مثل هذا القرار سيقلّص، إلى حد كبير، الموارد التي ستكون لازمة لمعالجة شكاوى وقضايا التعويض التي من شأن الفلسطينيين رفعها ضد إسرائيل عن أضرار سببتها قوات الاحتلال لممتلكاتهم والعمليات المستقبلية للجيش الإسرائيلي.

في غضون ذلك، اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، برئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي، بيتر ماورير، اليوم الخميس، وطالبه بتقديم المساعدة في استعادة إسرائيل لجثتي اثنين من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب، وهما شاؤول أورون وهدار غولدين. ولم يتمكن الجيش من العثور على جثثهم، ومن المفترض أن تكون الجثتان لدى المقاومة في القطاع.

وفي السياق، قال موقع "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو أبلغ ماورير أن إسرائيل توافق على تمرير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.