اعتمد البرلمان الإسباني، أمس الثلاثاء، نصاً يطلب من رئيس الوزراء بيدرو سانشيز الاعتراف بمرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا اللاجئ في إسبانيا، منذ الأحد الفائت، فائزاً في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يوليو/تموز في مواجهة نيكولاس مادورو.
الاقتراح الذي قدمه الحزب الشعبي، أبرز تنظيم معارضة من اليمين، اعتمد بغالبية 177 صوتاً من أصل 350. ولكن ليس له سوى قيمة رمزية، لأن الاعتراف أم لا بغونزاليس أوروتيا رئيساً لفنزويلا هو قرار يعود إلى حكومة سانشيز.
وتطلب هذه الوثيقة، بشكل ملموس، من رئيس الحكومة الاشتراكية الاعتراف بإدموندو غونزاليس أوروتيا "فائزاً شرعياً في الانتخابات" التي جرت في 28 يوليو/تموز الفائت "وبالتالي رئيساً منتخباً وشرعياً لفنزويلا". وتطلب من جانب آخر من سانشيز "العمل من أجل الاعتراف بإدموندو غونزاليس أوروتيا داخل الهيئات الأوروبية والدولية، بهدف ضمان توليه منصبه رئيساً جديداً لفنزويلا في 10 يناير/كانون الثاني 2025". ونال هذا النص دعم جميع نواب حزب الشعب وفوكس (أقصى اليمين) لكنه رفض من قبل الاشتراكيين.
وتطالب مدريد مثل كل العواصم الأوروبية الأخرى، منذ عدة أسابيع السلطات الفنزويلية بالنشر الكامل لمحاضر مراكز الاقتراع، وهو ما لم تفعله الأخيرة قائلة إنها تعرضت لقرصنة معلوماتية. لكن خلافاً للولايات المتحدة، امتنعت دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن عن الاعتراف بفوز إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي وصل إلى إسبانيا الأحد في طائرة عسكرية إسبانية بعد فراره من فنزويلا، حيث صدرت بحقه مذكرة اعتقال.
وأثار إعلان فوز مادورو (61 عاماً) بولاية ثالثة تظاهرات عفوية قُمِعت بوحشية. وقُتل في التظاهرات 27 شخصاً وأُصيب 192 بجروح، فيما اعتقل 2400 شخص، وفق مصادر رسمية. ويتهم مادورو بانتظام غونزاليس أوروتيا بالمسؤولية عن أعمال العنف، ويصفه بـ"الجبان".
وأكد بيدرو سانشيز، اليوم الأربعاء، من الصين حيث يقوم بزيارة رسمية، أن "الحكومة الإسبانية، منذ تنظيم الانتخابات، كانت واضحة"، موضحاً أنها منحت حق اللجوء لغونزاليس في "بادرة إنسانية". وقال "لقد قمنا بأمر مهم جداً: العمل من أجل الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي"، وهذا سيفسح "المجال أمام وساطة بحلول نهاية السنة لإيجاد حل يعكس الإرادة الديمقراطية التي عبر عنها الشعب الفنزويلي".
وأعلن المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي فوز الرئيس نيكولاس مادورو بالانتخابات الرئاسية بنسبة 52% من الأصوات. لكن بحسب المعارضة التي نشرت المحاضر التي قدمها مدققوها، فإن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا حصل على أكثر من 60% من الأصوات. وغونزاليس أوروتيا، السفير السابق البالغ من العمر 75 عاماً، كان يعيش في شبه سرية، ولم يظهر علناً منذ 30 يوليو/تموز الفائت.
(فرانس برس، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
