- بعد شكوى من راكبة واتهامه بـ"ممارسة التمييز"، تم إلغاء عضويته لكنه طالب بإعادة النظر في القرار وهدد باتخاذ إجراءات قانونية، مما أدى إلى حملة دعم اجتماعي وإعادة تنشيط حسابه من قبل ليفت.
- كوستين يطالب بتفسير واعتذار علني من ليفت قبل العودة للعمل، مؤكدًا على أهمية التعبير عن الدعم للفلسطينيين والتفاعل الإيجابي من الركاب حول المواضيع السياسية والإنسانية.
قال عضو حركة كود بينك الناشطة ضد الحروب الأميركية سيرغي كوستين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه تلقى بريداً إلكترونياً من شركة النقل التشاركي "ليفت"، وهي إحدى أكبر شركات النقل التشاركي في الولايات المتحدة، تخطره فيها بوقف عمله سائقاً لديها، وذلك بسبب ملصق داخل السيارة يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
ويعيش سيرغي كوستين في العاصمة واشنطن، وهو من أصول أوكرانية روسية، وأشار إلى أنه عمل مع الشركة لمدة تتجاوز ثماني سنوات، حتى يوم الخميس من الأسبوع الماضي، لافتاً إلى أن سيارته مليئة بأنواع مختلفة من الملصقات والكتب، إحداها تقول "نحن اليهود نطالب بوقف إطلاق النار"، إضافة لكتاب بعنوان "استعادة اليهودية من الصهيونية"، وكتاب لكاتب أيرلندي زار فلسطين، ومجموعة من الملصقات لمنظمة كود بينك كود، وملصق آخر: فلسطين حرة، وآخر عن جوليان أسانج.
وتُعدّ منظمة كود بينك إحدى المنظمات الناشطة من أجل السلام في الولايات المتحدة الأميركية، وهي منظمة نسائية ولكن تشجع الرجال على الانضمام إليها، ويتوجه أعضاؤها بشكل يومي إلى الكونغرس الأميركي للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، ووقف الإبادة الجماعية، وإنهاء دعم إسرائيل.
وشرح كوستين تفاصيل ما حدث معه قائلاً: "قالت إحدى الراكبات، عندما دخلت السيارة الأسبوع الماضي، إنها غير مرتاحة في هذا المكان، وخرجت مباشرة هي وصديقتها، ولم نتحدث على الإطلاق، ولذا فهمت على الأرجح أنها رأت الملصقات في السيارة، ولم تكن مرتاحة لها، وبعد 24 ساعة، تلقيت بريداً إلكترونياً من الشركة، يخبرني بأنه تم تعليق عضويتي كسائق عبر منصتها، بزعم ممارستي التمييز ضد أحد الركاب، وبعد 24 ساعة، ألغي حسابي نهائياً لأسباب تتعلق بالتمييز، بناء على ملصق وبعض الكتب، دون حتى الاتصال بي للاستماع إلى وجهة نظري".
واستغرب كوستين قرار الشركة بـ"طرده" دون الاتصال به والاستماع لوجهة نظره، وأشار إلى أن الراكبة عمدت إلى التقاط صورة للملصق في السيارة قبل مغادرتها، وأنه أرسل رداً عبر البريد الإلكتروني بعد ذلك، طلب من الشركة إعادة النظر في موقفها، مؤكداً أنه ستكون هناك مسؤولية قانونية ضد الشركة بسبب التمييز ضده، وبسبب محاولة الحد من حريته في التعبير عن رأيه، وأنه ستكون هناك حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضدها، فكان الرد أن القرار نهائي، وأنه لا يجب عليه التواصل مع أي أقسام أخرى داخل الشركة، وفق قوله.
وأوضح كوستين أنه أعاد السيارة التي كان قد استأجرها من ليفت، ونشر بعد ذلك مقابلة مع ميديا بنجامين، مؤسسة كود بينك، على صفحات التواصل الاجتماعي، لافتاً أن هذه المقابلات انتشرت على نطاق واسع على منصات إكس وفيسبوك وتيك توك ويوتيوب، مشيراً إلى أنه عقب مشاهدة أكثر من 100 ألف شخص هذه المقابلة التي يشرح فيها تفاصيل الواقعة، كتبت شركة ليفت تعليقات على المنصات تقول إنه تمت إعادة تنشيط حسابه، وأنه منذ ساعات قليلة تلقى بريداً إلكترونياً جديداً منها لإبلاغه بأنها أعادت تنشيط حسابه، بناءً على السنوات التي قضاها وعلى التقييم المرتفع الذي يتلقاه من الركاب.
We are aware of the situation and have already reached out to Sergei to offer our assistance. After review, we have reactivated Sergei’s account and will continue to work with him to make sure he is fully supported.
— Lyft (@lyft) June 24, 2024
وحتى الآن يرفض سيرغي اتخاذ قرار نهائي بالعمل مع الشركة من جديد من عدمه، خصوصاً أنه يخشى تكرار ما حدث معه مع آخرين، حيث يقول: "حتى الآن، ليس هناك تفسير لما حدث معي، كما أنه لم تعتذر لي الشركة عما حدث، وأنتظر اعتذاراً ويفضل أن يكون علنياً، كما أريد أن أفهم ما حدث حتى لا يتكرر مع سائقين آخرين".
وأشار إلى أنه بدأ بوضع هذه اللافتات داخل سيارته منذ نحو ثمانية أشهر، بعد أيام قليلة من الأسبوع الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لعدة أسباب، أولها أن هذا الشعار رفعته منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام في تظاهرة ضخمة في العاصمة واشنطن، بالإضافة لعضويته في منظمته كود بينك، وأنه يرغب أن يكون صوتاً للفلسطينيين في هذه المرحلة الصعبة، مضيفاً أن الإبادة الجماعية التي تحدث للشعب الفلسطيني لا تشبه أي شيء شهدته البشرية من قبل، وأن الحكومة الأميركية متواطئة في هذه الإبادة.
وكشف عن أنه طوال الثمانية أشهر الماضية، يلاقي رد فعل إيجابياً جداً على هذه الملصقات، وقال: "الركاب، بأغلبية ساحقة، يشكرونني بمجرد دخولهم السيارة، وندخل في نقاش مباشر، وبعضهم يرغب في التعلم، ونتبادل الحوار والمحادثات العميقة حول مدى فظاعة ما تفعله الحكومة الأميركية وإسرائيل لشعب فلسطين، ليس اليوم فقط، ولكن خلال الـ75 عاماً الماضية".