استنفر النظام السوري معظم عناصر فروع الأمن والمخابرات والشرطة في الشوارع بالمناطق التي يسيطر عليها في عموم البلاد، بهدف دفع المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات، تحت التهديد بلقمة العيش والمحاسبة في حال لم عدم الامتثال بالتوجه لمراكز الانتخابات والمشاركة بها.
واحتشد عناصر الأمن والمخابرات في معظم الدوائر الحكومية والجامعات والمدارس، حيث جرى "سوق" الطلاب والموظفين للمشاركة في التصويت عنوة، وتحت طائلة المساءلة، وتسجيل أسماء الغائبين عن المشاركة أيضا.
وذكرت مصادر من دمشق لـ"العربي الجديد"، أن مجموعة من عناصر أمن النظام بالزي المدني مع مجموعات من الشبيحة وعناصر مليشيات "حزب البعث" أحاطوا طابورا للمدنيين على الفرن الآلي في منطقة الزاهرة، وأجبروهم على الذهاب للتصويت في الانتخابات، مقابل الحصول على الخبز.
وأضافت المصادر أن مجموعات أخرى انتشرت في مواقف الحافلات، وبدأت برصد من ينوي ركوب الحافلات ثم اقتياده إلى المركز الانتخابي القريب من أجل التصويت، مضيفا أنه جرى اعتقال العديد من الشبان أيضا خلال هذه العملية، بدافع السوق إلى التجنيد الإجباري عقب إجبارهم على التصويت.
ونقلت مصادر من مدينة اللاذقية أيضا لـ"العربي الجديد" أن أمن النظام داهم جميع وحدات السكن الجامعي في المدينة وأغلق كافة الأبواب، بالإضافة إلى إغلاق الجامعة وحصار الطلاب، وإجبارهم على الذهاب إلى المركز الانتخابي، مضيفة أن أمن النظام بالتعاون مع مخبريه في "الهيئات الإدارية" بالجامعة وفي الوحدات السكنية قام بنشر إشاعة حول تسجيل أسماء المتغيبين عن الانتخابات، بهدف حرمانهم من المشاركة في الامتحانات الجامعية القادمة، وهو ما دفع بالطلاب إلى الاحتشاد عند المراكز الانتخابية والتصويت لبشار الأسد.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هناك مراكز انتخابية في المشافي والمستوصفات والدوائر الحكومية والمراكز لا يوجد فيها ناخب واحد، وقام مخاتير النظام وأمناء الفرق الحزبية بجمع هويات العجائز والنساء من أجل التصويت بها لصالح بشار الأسد دون ذهابهم إلى المراكز.
وبحسب المصادر فإن عدد عناصر النظام من أمن وشرطة يتجاوز 300 ألف في عموم المناطق الخاضعة للنظام، وهم مشاركون في عملية التصويت، وفي عملية إجبار الناس على المشاركة في الانتخابات الشكلية الهزلية.
وأكد أحد المواطنين في مدينة حمص لـ"العربي الجديد" أنه يمكن للشخص الانتخاب في عدة مراكز وفي عدة مناطق، دون اعتراض من أحد، خاصة أنه لن يصوت لأحد سوى لبشار الأسد، مؤكدا أن هذا يحصل في عموم المناطق وليس فقط في حمص.
وخلال الأسبوع الماضي كان النظام قد وجه في عموم المناطق التي يسيطر عليها تحذيرا للموظفين والعاملين في الدوائر الحكومية، بضرورة الذهاب والمشاركة في الانتخابات تحت طائلة المحاسبة والفصل من العمل، وترافق ذلك مع حشد الطلاب وتهديدهم بالفصل والحرمان من الامتحانات.