ألمانيا تواجه انتقادات لترددها في إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا

21 يناير 2023
الألمان لم يتخذوا بعد قراراً بشأن دبابات ليوبارد (Getty)
+ الخط -

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يشعر بالأسف، لعدم إرسال الدول الغربية دبابات ثقيلة لقواته، رغم دفعات الأسلحة الجديدة الضخمة التي أعلنها الحلفاء، فيما تعزز القوات الروسية هجومها في باخموت وجنوب أوكرانيا.

وفي انتقاد علني نادر، حضّ وزراء خارجية دول البلطيق برلين، صباح اليوم السبت، على "تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد فوراً"، معتبرين أن ألمانيا "كونها القوة الكبرى في أوروبا، تتحمّل مسؤولية خاصة في هذا الصدد".

من جهتها، أعربت أوكرانيا، السبت، عن أسفها "للتردد العام" من جانب حلفائها الغربيين، الذين رفضوا في اليوم السابق تزويدها بدبابات ثقيلة، وهو قرار "يؤدي إلى قتل المزيد من مواطنينا"، وفقاً لمستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك.

وكتب بودولياك على "تويتر": "التردد في هذه المرحلة يقتل المزيد من مواطنينا" داعيا حلفاء كييف إلى "التفكير بشكل أسرع".

وفي انتقاد علني نادر حضّ وزراء خارجية دول البلطيق برلين، على "تزويد أوكرانيا دبابات ليوبارد فورا"

ومساء الجمعة، اعتبر زيلينسكي أن "لا خيار آخر" سوى أن ترسل الدول الغربية دبابات ثقيلة إلى بلاده، معرباً عن أسفه لموقف ألمانيا الحذر في هذا الشأن.

كذلك، وجّه السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام انتقادات مباشرة إلى برلين عقب زيارة إلى كييف الجمعة.

وكتب على "تويتر": "لقد سئمت من مهزلة من سيرسل دبابات ومتى. أقول للألمان: أرسلوا دبابات لأوكرانيا لأنها بحاجة إليها (...) وإلى إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن: أرسلوا دبابات أميركية حتى يحذو الآخرون حذونا".

في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، لم تتوافق الدول الخمسون الممثلة، الجمعة، على إرسال دبابات ثقيلة إلى كييف رغم مطالباتها المتكررة.

ونقلت إذاعة "ذي فويس أوف أميركا"، عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن جنودا أوكرانيين سيتدربون قريبا على دبابات ليوبارد في بولندا، مضيفا: "سنبدأ بذلك، وسنرى ما سيحدث لاحقا".

من جهته، بدا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كأنه يرجئ الأمر بقوله إنه لا تزال هناك "فرصة سانحة بين الآن والربيع" لتسليم دبابات غربية.

وبحسب روسيا، فإن إرسال هذه الدبابات لن يغيّر شيئا في الوضع على الأرض، فيما اتهم الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الدول الغربية "بالتشبث بوهم مأساوي حول قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

لكن بالنسبة إلى العديد من الخبراء، فإن دبابات ثقيلة حديثة ستحدث فارقا حقيقيا لكييف في المعارك في شرق أوكرانيا، حيث استأنفت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات كبرى في الخريف.

أعلام منكّسة

في كييف، ودّع فولوديمير زيلينسكي وزوجته أولينا زيلينسكا، بالإضافة إلى العديد من القادة الأوكرانيين، صباح السبت، وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي الذي قتل الأربعاء بحادث تحطم مروحية مع 13 شخصا.

داخل المبنى الذي أقيمت فيه المراسم والواقع قرب ساحة ميدان في قلب كييف، وضعت سبعة نعوش حملها رجال بالزي العسكري ملفوفة بالعلم الأوكراني وإلى جانبها صور الضحايا بالأبيض والأسود.

وفي الخارج، نكّست الأعلام الأوكرانية والأوروبية، فيما شوهد وجود كثيف للشرطة في كل أنحاء المبنى.

ومن المقرر أن تُقام جنازة موناستيرسكي في وقت لاحق السبت في مقبرة تاريخية في وسط العاصمة الأوكرانية.

تحركات في منطقة زابوريجيا

وفي أماكن أخرى في أوكرانيا، أبلغت سلطات الاحتلال الروسي، الجمعة، عن "زيادة حدة" المعارك في المنطقة حيث تجري مواجهات "على طول خط الجبهة".

وأفاد فلاديمير روغوف، أحد قادة سلطات الاحتلال المحلية التي شكلتها موسكو في زابوريجيا، عبر "تليغرام": "ازدادت حدّة الأعمال العسكرية بشدّة باتجاه زابوريجيا". وأضاف: "لم يحصل ذلك من قبل".

وفي تقريره الصباحي السبت، قال الجيش الأوكراني إنه تعرض لـ"إطلاق نار" في الليلة السابقة في عشرات القرى في المنطقة.

من جهته، قال الجيش الروسي، السبت، إن قواته شنت هجوما على منطقة زابوريجيا.

وأوضحت القوات الروسية في تقريرها اليومي "في ناحية زابوريجيا، أنه وإثر عمليات هجومية، سيطرت وحدات المنطقة العسكرية الشرقية على خطوط ومواقع مؤاتية أكثر"، من دون إضافة تفاصيل.

ويشهد خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في هذه المنطقة الجنوبية جمودا منذ أشهر، ولم تحدث أي اشتباكات كبيرة هناك، بخلاف منطقتي خيرسون (جنوب) حتى نوفمبر/ تشرين الثاني، ودونيتسك (شرق) مركز الاشتباكات الحالية.

في محيط باخموت، استمرت الاشتباكات العنيفة، الجمعة، بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي المدعوم من مجموعة فاغنر، التي صنفتها الولايات المتحدة، الجمعة، منظمة إجرامية.

وقال مسؤول أميركي كبير إن أوكرانيا يجب أن تركز على هجوم مضاد كبير في الربيع، وليس على الدفاع عن هذه المدينة، التي دمّرت بشكل شبه كامل وأصبحت خالية من سكانها تقريبا.

لكن باخموت أصبحت قضية سياسية ذات رمزية كبيرة. وتفقد فولوديمير زيلينسكي خط المواجهة في ديسمبر/ كانون الأول لدعم قواته، في حين تسعى روسيا لتحقيق انتصار بعد سلسلة من النكسات في الخريف.

(فرانس برس)