أكد حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" استعداده للحوار مع النظام السوري، لكنه انتقد طريقة تعاطي النظام مع هذا الحوار، فيما حثت "الإدارة الذاتية" الكردية نظام الأسد على مراعاة "خصوصية" مناطقها.
وتأتي هذه التعليقات رداً على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة، والتي حث فيها القوى الكردية في سورية على الحوار مع نظام الأسد.
وقالت الناطقة باسم حزب "الاتحاد الديمقراطي" سما بكداش لـ"العربي الجديد": "نحن دائماً مستعدون للحوار لأن الأمور دائماً مهما طال الزمن لا تحلّ إلا بالحوار، لكن لحدّ الآن، ما زال النظام السوري ينظر إلى الأمور بحسب العقلية القديمة ما قبل 2011، وليس هناك أي تغيیر في ذهنيته". وأضافت أنه "منذ عشر سنوات، هناك إدارة ذاتية تمثل كلّ المكونات في شمال وشرق سورية، وقامت بحماية أراضيها ضد تنظيم "داعش" ولا يعقل أن يتم تجاهل هذه الإدارة. نحن جزء من سورية ونطالب بأن نكون ضمن سورية ديمقراطية تعددية يشارك فيها الجميع".
من جهتها، قالت "الإدارة الذاتية" الكردية في بيان لها إنها مستعدة "للحوار مع دمشق، لكن مع ضرورة مراعاة خصوصية مناطقنا والتضحيات التي تم تقديمها في الدرجة الأولى ضد الإرهاب". واعتبر البيان أن حديث وزير الخارجية الروسي أمس حول الحوار مع دمشق خطوة إيجابية نحو الحل.
وكان لافروف قد دعا في تصريح له أمس "الإدارة الذاتية" إلى "إبداء استقلاليتهم، وبدء الحوار مع نظام الأسد".
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، في موسكو، قال لافروف إن روسيا "تشجع على إجراء اتصالات مباشرة بين الأكراد وحكومة دمشق، بهدف التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية التعايش معاً في دولة واحدة"، معتبراً أن "العراق مثال جيد يمكن الاستفادة منه"، وفق ما نقلت عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضاف أن روسيا "على تواصل مع الهياكل الكردية ونطلعها على مواقفنا، لكن الأهم هو أن تبدي استقلاليتها واهتمامها بحل كل المسائل العالقة مع الحكومة المركزية".
وأعرب عن أمله في أن الأكراد، الذين يسعون إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، "يدركون خطورة المساعي الأميركية الرامية إلى تحريض بعض التنظيمات الكردية على الانفصال".
وشدد لافروف على أن على "الدول التي بررت وجودها العسكري غير القانوني في الأراضي السورية بمحاربة الإرهاب، أن تعمل قبل كل شيء على إزالة هذا الخطر وليس احتلال أجزاء واسعة من الأراضي السورية واستغلال مواردها الطبيعية بشكل غير قانوني".
ورحب بقرار المنامة إعادة فتح سفارتها في دمشق، مبدياً استعداد روسيا لمواصلة تبادل التقييمات مع الجانب البحريني في سورية على مستوى الممثليات الدبلوماسية، مشيراً إلى أن "روسيا تنظر إلى أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية خطوة قريبة مهمة". وأضاف أن مفاوضاته مع نظيره البحريني تناولت بشكل خاص عدم وجود أي بديل عن التسوية السلمية والسياسية للنزاع في سورية بناء، على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، معتبراً أن "تحقيق هذا الهدف يقتضي بذل جهود ملموسة فوراً لحلّ التحديات الإنسانية الخطيرة في سورية".
وقلّل الوزير الروسي من تهديد تنظيم "داعش"، معتبراً أن تهديده لم يتصاعد بشكل خطير في سورية والعراق.
وكانت قد جرت محادثات بين وفد من "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) (وهو الذراع السياسية لقوات سورية الديمقراطية) وبين النظام السوري، في يناير/ كانون الثاني الماضي، لم تكن ناجحة، وسبقت تلك الزيارة زيارات أخرى فاشلة، بحسب تصريحات سابقة للقائد العام لقوات "قسد" مظلوم عبدي، قال فيها إن التفاهمات العسكرية مع النظام رهن بالتفاهمات مع الجانب الروسي كطرف ضامن لها، لكنها لم تتطور إلى اتفاقات موسعة، نظراً إلى تهرب النظام من التزاماته، وعدم قبوله أي تنازلات تسهم في بناء الثقة بين الطرفين، وتمهد الأرضية للانتقال من التفاهمات العسكرية إلى إطلاق حوار سياسي وطني جاد.