يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة الولايات المتحدة الأميركية الشهر الجاري، للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، دون أن يكون في جدول زيارته حتى الآن لقاء مبرمج مع الرئيس الأميركي جو بايدن.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر في الرئاسة التركية، اليوم الخميس، قولها إن أردوغان يزور الولايات المتحدة في الفترة ما بين 19-22 أيلول/سبتمبر الحالي، بهدف المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في 21 من الشهر الحالي.
وتعد هذه الزيارة الأولى لأردوغان بعد تولي الرئيس جو بايدن مهامه قبل أشهر. وأفادت صحيفة "خبر تورك"، بأن "برنامج أردوغان لا يحتوي حاليا على لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي، وليس من الواضح حتى الآن إن كان هناك لقاء يجمعهما"، فيما ينتظر الكشف عن ذلك رسميا في وقت لاحق.
وقالت مصادر تركية لـ"العربي الجديد"، إن احتمالات لقاء بايدن وأردوغان تبدو ضعيفة، مشيرًة إلى أن التطورات الدولية قد تدفعهما للقاء مفاجئ يرتب في اللحظات الأخيرة، إذ يرغب الجانب التركي بمثل هذا اللقاء، بحسب المصادر.
من ناحيتها، قالت صحيفة "حرييت"، إن أردوغان سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه سيعقد لقاءات ثنائية مع قادة دول العالم المتواجدين والمشاركين في اجتماعات الجمعية العمومية، فيما يعتزم أردوغان افتتاح البيت التركي في نيويورك كذلك.
ويبدو أن اللقاء الذي جرى بين أردوغان وبايدن على هامش اجتماعات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل منتصف حزيران/يونيو المنصرم، لم يبدد الخلافات القائمة بين الطرفين حيال ملفات عديدة شكلت أزمة في العلاقات بين البلدين.
ويتألف البيت التركي الذي يعتزم أردوغان افتتاحه من 35 طابقا، حيث جرى تشييده بعد أن تضاعف الدور التركي الخارجي، إذ كان المقر سابقا بعثة دبلوماسية لكن تم إنشاء بناء جديد فيه منذ عام 2013، قرب مقر الأمم المتحدة.
وعادت مؤخرا أزمة صواريخ (إس 400) مجددا لتعيد للعلاقات التركية الأميركية اضطراباتها، حيث أكد مسؤول روسي أن أنقرة وموسكو قريبتان من التوافق على باقة ثانية من الصواريخ، وهو ما حظي بتأييد من أردوغان لاحقا، لكن رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير أكد أن هناك اتفاقاعلى بطارية صواريخ جديدة إلا أن شروط التعاقد لم تستوف بعد.
وفرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على تركيا بسبب الصواريخ الروسية، معتبرة أنها تشكل خطرا على المقاتلات الأميركية الحديثة (إف 35)، حيث فرضت عقوبات على مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير، فيما حرمت تركيا من مقاتلات (إف 35 ) وأخرجتها من برنامج إنتاجها المشترك.
ونظرا للمواقف الأميركية، تتريث أنقرة في البث بمسألة شراء بطارية صواريخ ثانية، لأن خطوة كهذه ربما تزيد من الغضب الأميركي، ما قد يدفعها لفرض مزيد من العقوبات.
كما أن هناك خلافات أخرى بين البلدين تتعلق بمنطقة شرق الفرات، حيث تدعم الولايات المتحدة و"حدات الحماية الكردية" و"قوات سورية الديمقراطية"، اللتين تعتبرهما أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد، وهي بنظر أنقرة "منظمات تشكل تهديدا أمنيا لتركيا".
ولا تزال هناك خلافات تتعلق بدعم أميركا لجماعة الخدمة المتهمة بالضلوع بالمحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، حيث يقيم زعيم الجماعة فتح الله غولن في الولايات المتحدة الأميركية، فيما رفضت واشنطن مطالب أنقرة تسليمه مع قيادات آخرين رغم تقديم الوثائق من قبل تركيا للمؤسسات العدلية الأميركية.
وكذلك هناك أزمة أخرى تتعلق بالعقوبات الأميركية على مصرف "خلق بانك" الحكومي، حيث تتهم المؤسسات العدلية الأميركية المصرف بخرق العقوبات الأميركية المفروضة على إيران والقيام بأعمال غير مشروعة.