تسلم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة أنقرة، خلال لقاء جمعه مع السفير التركي ببغداد، رضا كوناي.
ووفقاُ لبيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) فإن السوداني استقبل، مساء الخميس، كوناي، رسالة تضمنت دعوة رسمية من الرئيس أردوغان لزيارة تركيا.
وأضاف البيان، أن "السوداني وعد بتلبية الدعوة في أقرب فرصة ممكنة"، مشيراً إلى أن "أردوغان أعرب بالرسالة عن الرغبة باستئناف اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي العراقي التركي".
وتابع البيان أن "اللقاء شهد التباحث في مجمل العلاقات الاقتصادية الثنائية وسبل تنميتها، وكذلك البحث في مشروع القناة الجافّة، وتشكيل لجنة مشتركة تختصّ بالتنسيق بشأن مراحل المشروع، وكذلك إجراءات تسهيل منح سمات الدخول للمستثمرين والفنيين الأتراك العاملين في العراق".
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يستقبل السفير التركي لدى العراق السيد علي رضا كوناي.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) December 29, 2022
وشهد اللقاء البحث في مشروع القناة الجافّة، وتشكيل لجنة مشتركة تختصّ بالتنسيق بشأن مراحل المشروع، وكذلك إجراءات تسهيل منح سمات الدخول للمستثمرين والفنيين الأتراك العاملين في العراق. pic.twitter.com/MNHdxKEVwD
مسؤول بوزارة الخارجية العراقية في العاصمة بغداد، قال في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه من المرجح تلبية الدعوة لزيارة أنقرة الشهر المقبل، بعد تهيئة العراق الملفات التي يريد بحثها مع المسؤولين الأتراك.
وقال أيضاً إن "ملف الهجمات التركية داخل الأراضي العراقية ووجودها العسكري في بلدات حدودية بإقليم كردستان، إلى جانب ملف حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات والتبادل التجاري وفتح معبر حدودي جديد بين البلدين ستتصدر المباحثات".
وبين أن المشاورات المباشرة توقفت بين البلدين منذ منتصف العام الحالي، بسبب ربط الأتراك أي تقدم بالمفاوضات بما يقدمه العراق في ملف حزب العمال الكردستاني ووجوده داخل العراق، حيث تتهم العراق بعدم الجدية في منع الحزب استخدام أراضي عراقية لتنفيذ هجمات على قواته ومصالحه داخل الأراضي الحدودية التركية".
واعتبر أن "توقف المحادثات بين البلدين كان بسبب ضغوطات تعرضت لها حكومة مصطفى الكاظمي من قبل قوى سياسية ضمن (الإطار التنسيقي)، وضعت عدة عقبات أمام استمرار التفاوض خاصة فيما يتعلق بملف مدينة سنجار وطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني منها".
ويأتي لقاء السفير التركي علي رضا كوناي بعد أيام قليلة من لقاء جمعه بالرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد، حيث سلمه السفير التركي رسالة خطية من أردوغان، تضمنت دعوة الرئيس العراقي لزيارة أنقرة لـ "تعزيز العلاقات ودعم الاستقرار الإقليمي"، وفقاً لبيان صدر عن ديوان الرئاسة العراقية.
فخامة رئيس الجمهورية @LJRashid يستقبل، في قصر السلام ببغداد، سفير الجمهورية التركية لدى العراق السيد علي رضا كوناي، واكد السيد الرئيس أهمية توطيد أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري وباقي المجالات تعزيزا للعلاقات المشتركة وبما يعود بالمنفعة المتبادلة للبلدين والشعبين الصديقين. pic.twitter.com/1Qdm4bMrls
— رئاسة جمهورية العراق (@IraqiPresidency) October 25, 2022
وتعليقاً على ذلك قال الخبير بالشأن العراقي أحمد النعيمي، إن الجانب التركي يربط تقدم علاقاته بالعراق من زاوية أمنية وهي أنشطة حزب العمال الكردستاني المتنامية داخل الشمال العراقي.
وأضاف النعيمي أن "أنقرة تعتبر بغداد لا تقوم بما يجب عليها فعله في منع الحزب من تنفيذ اعتداءات على المصالح التركية انطلاقا من الأراضي العراقية، لذا فإن أي توسع أو تطور بالعلاقات بين البلدين سيبقى محكوما بما سيقدمه العراق من ضمانات أمنية حيال أنشطة حزب العمال خاصة في مناطق سيدكان وسوران وسنجار ومخمور وقنديل، أبرز معاقل الحزب حالياً".
وأعرب عن اعتقاده بأن "ورقة الجفاف وحاجة العراق لزيارة الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات خلال فصل الصيف المقبل، قد تدفع حكومة السوداني إلى تقديم إجراءات إيجابية في هذا الإطار، خاصة أن هذه المسألة باتت تشكل مصدر نقمة على الحكومة منذ فترة في الجنوب العراقي صاحب الثقل السكاني الانتخابي الأكبر الذي يحتاجه التحالف الحاكم في العراق"، في إشارة إلى تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي شكّل أخيراً حكومة محمد شياع السوداني.