أبي أحمد يزور البرهان في بورتسودان ويعقدان لقاء "مثمرا"

09 يوليو 2024
البرهان وآبي أحمد في بورتسودان، 9/7/2024 (حساب قيادة الجيش السوداني في إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **لقاء البرهان وأبي أحمد في بورتسودان**: عقد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لقاءً مع رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، حيث أكد البرهان على العلاقات المتطورة بين البلدين، وأشار أبي أحمد إلى تضامنه مع الشعب السوداني.

- **ترحيب القوى السياسية بزيارة أبي أحمد**: رحبت قوى سياسية سودانية بزيارة أبي أحمد، معبرة عن أملها في تحقيق تفاهمات جديدة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل في السودان.

- **تحفظات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية**: اعتذرت التنسيقية عن المشاركة في اجتماع الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، مشيرة إلى غياب الشفافية وسيطرة عناصر النظام السابق.

قال مجلس السيادة الانتقالي السوداني إن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عقد لقاء "مثمراً" مع رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد الذي وصل، اليوم الثلاثاء، إلى مدينة بورتسودان، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها إلى السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إبريل/ نيسان 2023. وقال البرهان عقب اللقاء إن "العلاقات مع إثيوبيا راسخة ومتطورة". وقال أبي أحمد إن زيارته تأتي "للتضامن مع الشعب السوداني في محنته".

ويرافق رئيس الوزراء الإثيوبي وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع نظرائهم في الجانب السوداني، بغرض تطوير وترقية التعاون في مختلف المجالات بين السودان وإثيوبيا. وتأتي الزيارة في وقت تقترب فيه الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع من الوصول إلى الحدود السودانية الإثيوبية بعد سيطرة قوات الدعم، الأسبوع الماضي، على مدن في ولاية سنار، جنوب شرق البلاد. كما تأتي الزيارة قبل يوم من اجتماع القوى السياسية المدنية السودانية بدعوة من الاتحاد الأفريقي، ضمن مساعيه لتحقيق السلام في السودان، وتشمل الخطّة الأفريقية تنظيم لقاء مباشر مع البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو.

وأعلنت قوى سياسية ترحيبها بزيارة أبي أحمد إلى السودان ولقائه مع البرهان، وعبر محيي الدين إبراهيم جمعة، الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية (أحد مكونات تحالف الكتلة الديمقراطية)، عن أمله بأن تنتج الزيارة تفاهمات جديدة بين البلدين وسبل إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل والاستقرار في السودان، كما عبر عن أمله في "عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، والمشاركة الفعالة مع بقية الأشقاء في دول الجوار لدعم الشعب السوداني، وتجاوز محنته الوطنية". 

ويجد التحرك الأفريقي تجاوباً وترحيباً من مختلف أطراف النزاع وأطراف العملية السياسية، لكن تحفظات تبرز وتتعلق بتعارضه مع مبادرات أخرى، وتحفظات بشأن الأطراف التي تشارك فيه. أما التحفظ الأكبر، خصوصاً لدى قوى سياسية مدنية، فيتعلق بنيّة الاتحاد الأفريقي مخاطبة أطراف محسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير. 

وفي هذا السياق، قرّرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية، الاعتذار عن المشاركة في اجتماع المرحلة الأولى من الحوار السياسي الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا غداً الأربعاء. وأوضح بيان من التنسيقية أنها تلقت دعوة في العاشر من الشهر الماضي من محمد بن شمباس، رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، لاجتماع المرحلة الأولى من الحوار السياسي الذي تنظمه الآلية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا في الفترة من 10 إلى 15 من شهر يوليو/ تموز الحالي. وذكرت التنسيقية أنها أخضعت الدعوة للدراسة، وتعاطت معها بأقصى درجات الجدية والمسؤولية "إذ إن قضية وقف الحرب والوصول لسلام مستدام في السودان تعد أولى أولوياتنا وهمنا الشاغل".

ولفت البيان إلى أن الدعوة من الآلية الأفريقية افتقرت للتفاصيل حول الأطراف والمنهجية المتبعة في تصميم العملية، وأن التحالف سارع بكتابة رد إيجابي طلب فيه اجتماعاً مع الآلية للرد على استفسارات لكن لم تقدم لهم أي معلومات عن التفاصيل المطلوبة. كما ذكر البيان أن الآلية الأفريقية تحفظت على إخطارهم بالأطراف المشاركة في الاجتماع، ورفضت التشاور حول ذلك، فيما شدد التحالف على أن العملية السياسية يجب أن تكون مملوكة للسودانيين وبقيادتهم، وأن إطلاقها يجب أن يكون نتيجة لمشاورات حقيقية مع الأطراف السودانية، وأن يعبر عن توافقهم على قضايا الأطراف والأجندة والمراحل والمواقيت ودور الميسرين الإقليميين والدوليين، وهذا ما لم يحدث، حسب ما جاء في البيان.

وأوضحت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، أن المعلومات التي حصلوا عليها في وقت متأخر للغاية، أكدت صحة مخاوفهم من غياب الشفافية حول تصميم الاجتماع. كما "اتضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذا الاجتماع مسيطر عليه بواسطة عناصر النظام السابق وواجهاته وقوى الحرب، وأنه يهمش ويستبعد قوى السلام والتحول المدني الديمقراطي ويضعف دورها، وهو ما لن يقود بكل تأكيد إلا لمنح مشروعية للحرب وقواها، عوضاً عن أن يؤدي لسلام في السودان، لذا قررت الانسحاب مع استمرار تعاطيها الإيجابي مع مبادرات الاتحاد الأفريقي".

وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قد قرر في 22 يونيو/حزيران الماضي، تشكيل لجنة رئاسية خاصة للتواصل والجمع بين البرهان ودقلو تحت رعاية الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيقاد، على أن تتكون اللجنة من رؤساء خمس دول تمثل مختلف جهات القارة، بقيادة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وأبدى المجلس دعمه الجهود الإقليمية والدولية لإجراء الحوار السياسي الشامل.