تداعيات "هجوم أربيل" تقلب الطاولة على محاولات بغداد لثني واشنطن عن إغلاق سفارتها

01 أكتوبر 2020
"الحشد الشعبي" يرفض الاتهامات الموجهة له (أميرة يورلماز/الأناضول)
+ الخط -

قال مسؤولون عراقيون إن الهجوم الصاروخي قرب مطار أربيل الدولي في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، أمس الأربعاء، عقّد محاولات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لثني واشنطن عن قرار إغلاق سفارتها في بغداد، مؤكدا أن تداعيات الهجوم الأخير ستكون حاضرة خلال حواراته مع الجانب الأميركي. 

وأعلن الجيش العراقي، عقب هجوم أمس، الذي نفذ بستة صواريخ انطلقت من حدود برطلة (سهل نينوى) بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق يسيطر عليها "الحشد الشعبي"، توقيف المسؤول عن أمن المنطقة وفتح تحقيق بالحادث. 

ووفقا لمسؤول حكومي في بغداد، فإن "الكاظمي أجرى أمس اتصالات مع رئيس حكومة الإقليم، ومسؤولين كرد، فضلا عن قيادات أمنية عراقية وأميركية لمتابعة القصف"، مبينا، لـ"العربي الجديد"، أن "القصف جاء على غير ما تتوقعه الحكومة، إذ إنها تريد تقديم ضمانات لواشنطن بحماية سفارتها ببغداد مقابل عدم إغلاقها". 

وأوضح المسؤول الحكومي أن "القصف في أربيل جعل من المشهد شائكا، وسيفقد ثقة واشنطن بالحكومة العراقية بشكل كامل، في ظل عدم قدرتها على اتخاذ أي إجراء يمنع تلك الهجمات"، مؤكدا أنه "من المفترض أن يعقد الكاظمي اليوم، اجتماعا مع القيادات الأمنية لتحديد خطوات لاحقة لضبط إيقاع الفصائل ومنع هجماتها"، مبينا أن "الكاظمي من المفترض أن يخرج بمخرجات وضمانات يقدمها للجانب الأميركي خلال اليومين المقبلين، كتعهدات مقابل عدم إغلاق السفارة". 

وأكد أن "هجوم أربيل قلب الطاولة على محاولات الكاظمي لثني واشنطن عن غلق سفارتها، وستكون تداعياته حاضرة خلال الحوار المرتقب"، مشيرا إلى أن "المشهد تعقد كثيرا، وأن الهجوم صعّب من محاولات الكاظمي لإقناع واشنطن بالتراجع عن قرارها".

 واتهمت سلطات الإقليم في أربيل "الحشد الشعبي" بالمسؤولية عن الصواريخ التي استهدفت، الأربعاء، موقعاً قرب مطار أربيل الدولي، حيث يتمركز جنود أميركيون ضمن مهام التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، فيما وصفت خلية الإعلام الأمني العراقية المنفذين بأنهم "مجموعة إرهابية".

 

وتشير أصابع الاتهام إلى تورط عناصر من مليشيا "حشد الشبك"، المعروفة باسم اللواء 30، المدعومة من إيران، بالهجوم، إذ إن الاعتداء نفذ في مناطق سيطرتهم وبواسطة صواريخ يصل مداها إلى أكثر من 50 كم استخدمتها المليشيا في وقت سابق خلال الحرب ضد مسلحي تنظيم "داعش". 

وأدان رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الهجمات التي تعرضت لها أربيل، وقال إن الإقليم "سيقف بقوة" ضد أي محاولة لزعزعة استقراره.

وقال بارزاني، في تغريدة، إنه اتصل هاتفيا برئيس وزراء الحكومة الاتحادية مصطفى الكاظمي لحثه على "محاسبة الفاعلين". 

من جهته، عدّ النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، الهجوم "رسالة إلى أميركا بأنه سيتم استهداف قواتها في كل مكان"، مؤكدا، في تغريدة له، "أياً كانت الجهة التي قامت بالقصف الصاروخي الإرهابي على أربيل، فإن اللواء 30 للحشد الشعبي هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة للهجوم، لأن الهجوم تم من منطقة تحت سيطرة هذا اللواء". 

 فيما علق رئيس حزب الحل، جمال الكربولي، بأن "نفوذ اللادولة أضعف إرادة الدولة"، مبينا في تغريدة له: "لدى أجهزتنا الأمنية معلومات كاملة عن جميع المليشيات الإرهابية التي تستهدف المواطنين والبعثات الدولية، ولكن نفوذ اللادولة وتغلغلها في مفاصل القرار الأمني والسياسي يمنعان كشف الحقائق بقصد إبقاء الدولة ضعيفة ومسلوبة الإرادة أمام غول اللادولة".

إلى ذلك، انتقدت قيادة "الحشد الشعبي" في نينوى المواقف التي صدرت عن بعض الأطراف، والتي وجهت أصابع الاتهام لها بتنفيذ الهجوم، ولا سيما أن الصواريخ أطلقت من منطقة تحت سيطرتها.

وقالت مليشيا الحشد، في بيان صدر في وقت متأخر من ليلة أمس، إنها "تابعت التصريحات والمواقف الصادرة بخصوص عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق"، مؤكدة أن "المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ تعتبر منطقة فراغ غير مسكونة، وتقع بين مثلث يحيط به الجيش وقوات الحشد الشعبي من أبناء الشبك، وقوات البيشمركة".

وأضافت أنها فتحت "تحقيقا في الحادث، وسيتم رصد الكاميرات لمعرفة من أين جاءت السيارة المحملة بالصواريخ، كما توجهت قوة بقيادة آمر لواء 30 بالحشد الشعبي للبحث والتعقب عن مطلقي الصواريخ، وسيتم الإعلان عن المكان الذي انطلقت منه السيارة والجهة التي تسيطر على المكان".

وتتسارع الأحداث في العراق بشكل لافت، بعد قرار واشنطن إغلاق سفارتها ببغداد، إذ إن هجوم أربيل يفتح جبهة ثانية أمام الحكومة العراقية، ولا سيما أن عددا من الفصائل المسلحة يصر على الاستمرار بتنفيذ الهجمات.

المساهمون