رضوان الفرخ: أرسم حباً بفلسطين

في قرية العباسيّة التي تقع في جنوب لبنان، أنشأ الفنّان رضوان الفرخ، محترفه الفنيّ بجهده الخاص، ليكون أقرب إلى المتحف، حيث يضم كل ما يُنجزه من لوحات مرسومة بالألوان الزيتيّة والمائيّة وكذلك المنحوتات والمجسّمات التي يصنعها من الشمع أحياناً، ومن الحجارة حيناً آخر.
في حديث لـ"العربي الجديد”، يقول الفرخ: "ولدت في مدينة صور جنوب لبنان من أب سوري وأم لبنانيّة، وعشت كل حياتي في جنوب لبنان، وخلال طفولتي كنت تلميذاً مشاغباً في المدرسة، ولم أكمل تعليمي وتركت مقاعد الدراسة، بعد أن طردوني عندما كنت في صف الأول متوسط "إعدادي".
يضيف: "كانت نقطة بدايتي بعد ترك المدرسة، لأنني شعرت بفراغ كبير في حياتي رغم أنني كنت في الثالثة عشرة من عمري، ولأنني كنت أهوى الرسم بدأت أرسم لوحات على الكرتون لأملأ الفراغ في حياتي، وبدأت رحلتي مع الرسم وصرت أطور نفسي وأتعلم وأحاول أن أشاهد لوحات لرسامين معروفين وآخذ الفكرة منهم، وصرت أذهب إلى المعارض لأتعرف على الرسامين، وتعلمت دروساً من اللوحات دون توجيه من أحد وصرت أتعلم من أخطائي".
عندما صرت في السادسة عشرة من عمري أقمت أول معرض خاص للوحاتي في مدينة صور (جنوب لبنان) كان يضم حوالي 50 لوحة منوّعة ما بين رسومات زيتية ومائية وكاريكاتير".
يلفت الفرخ إلى أنه اتجه لرسم الكاريكاتير بدافع حبه للقضيّة الفلسطينيّة، وحبه للرسام الفلسطيني الشهيد، ناجي العلي، رغم أنه لم يعاصره. ولكن، أكثر ما أثر فيه هو فيلم "ناجي العلي" الذي قام ببطولته الراحل نور الشريف.
وقال الفرخ: "أقمت معارض عدة في مناطق مختلفة من لبنان، وأحد المعارض ضم 160 لوحة في مدينة صيدا، كما شاركت في معارض دولية عدة وحصلت على جوائز، وفي عام 2010 أسست "محترف لبنان الفنّي" لتنظيم نشاطات لبنانيّة ودوليّة، منها مسابقة في الرسم بوجود لجنة تحكيم، إلى أن صار هناك جائزة سنويّة تحت اسم "جائزة رضوان الفرخ الدوليّة للفنون والأدب" يشترك فيها 34 دولة عربية وأجنبيّة وتقام في صور وبيروت وفي المحترف الفني، وستنطلق الدورة الخامسة من الجائزة قريباً، وهي تعنى بالرسم والتصوير والشعر، والجوائز عادة تقديرية وليست ماديّة وهي من تصميمي".
أنشأ رضوان الفرخ في حديقة محترفه "القرية الفنيّة" التي تضم مجسمات من تصميمه بالإضافة إلى أدوات قديمة تدل على الحياة القروية بطابع فني.