قطايف الحاجة "زاهرة".. "فاكهة" الصائمين في رمضان

الأناضول

avata
الأناضول
06 يوليو 2015
775C0A70-1830-4F22-A875-698AF21B660C
+ الخط -

مع ساعات الفجر الأولى، تنهمك الفلسطينية زاهرة عبدو (50عاماً)، وأولادها وشقيقها في صناعة أقراص "القطايف"، تلبية لاحتياجات زبائنهم، في شهر رمضان المبارك.

وفي ركن من أركان بيتها الكائن بالقرب من مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، أطلقت على محلها اسم "الوفاء للقطايف"، حتى بات مقصداً للكثير من المواطنين الذين يسارعون للحجز منذ ساعات الصباح، ليتسنى لهم الحصول على طلباتهم من هذه الحلوى التي يعتبرونها "فاكهة" شهر الصيام. تقول زاهرة، الأم لأربعة أبناء، إنها تعيش من وراء هذه المهنة التي تعمل فيها منذ 27 عاماً.

و"القطايف" حلوى تنتشر في كثير من الدول العربية، وهي عبارة عن عجين من الدقيق والحليب، وقليل من الملح، وبيكربونات الصوديوم، ونصف كوب من اللبن الرائب، ثم يُسكب المزيج على شكل أقراص دائرية على صفيحة ساخنة بأحجام صغيرة وكبيرة، ويتم تحضيرها وحشوها بطرق مختلفة. وتضيف زاهرة في حديثها: "قبل أن يتوفى زوجي، كنت أعمل أنا وهو وشقيقي، والآن بعد وفاته أصبحت أعيش من عملي هذا الذي يزدهر في شهر رمضان".

وتشتهر قطايف الحاجة زاهرة بالطابع المنزلي، كونها تتخذ من أحد أركان المنزل مكاناً يطل على الشارع الرئيسي، لإعداد هذه الحلوى، وتستخدم لها أغطية لتحافظ عليها من الأتربة والغبار، وعن هذا تقول: "العين التي تأكل قبل الفم، كل من يشتري القطايف يعود مرة أخرى، الناس هنا يلقبونني ملك ملوك القطايف، يُبدون سعادتهم وارتياحهم من عملي". ويكمن سر شهرتها باستخدامها كميات خاصة من الحليب، والسكر في العجنة، بحسب قولها.

وبينما كانت تعمل على ترتيب كميات كبيرة من "القطايف"، وتقسمها في أكياس خاصة لزبائنها حسب الطلب، حدثتنا مبتسمة : "قبل وفاة الرئيس ياسر عرفات (2004)، كان يأتي موظفون من مكتبه لشراء القطايف، وأخبروني أنها للرئيس، لأنها نالت إعجابه".
شقيق زاهرة، حمادة عبدو (40 عاماً)، يعمل معها طوال شهر رمضان المبارك، يقول: "أعمل أحد عشر شهراً خياطاً، وفي رمضان أعمل صانع قطايف، من الساعة الخامسة فجراً وحتى السادسة مساءً، فهذه المهنة فرصة لي لكسب الرزق خلال الشهر الفضيل، خاصة وأن زبائننا يأتون إلينا من مختلف محافظات الضفة". ويباع الكيلوغرام من القطايف في رام الله، بعشرة شواقل (الدولار يعادل 3.82 شيقل)، بينما يُباع لدى الحاجة عبدو بـ15 شيقلاً، إلا أنها تقول إن "جاء شخص غير قادر على شرائه أقدمه له مجاناً".

وأبدت المواطنة سناء صقر (60 عاماً) إعجابها بقطايف عبدو، وقالت: "ذات مرة أحضرت إحدى بناتي قطايف من هذا المكان، ومنذ ذلك الوقت ونحن لا نقدم على سفرتنا غيرها، فهي بمثابة فاكهة الشهر". وتعتبر بلاد الشام (سورية، ولبنان، وفلسطين، والأردن) من أكثر المناطق التي تشتهر بصناعة "القطايف"، غير أنه لا تُعرف لها أصول موثقة.

اقرأ أيضاً: قطايف أبو عفيف أبرز معالم مدينة السلط

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
المساهمون