سجال "الزين اللي فيك"... تابع

01 يونيو 2015
- نبيل عيوش (Getty)
+ الخط -
انتقدت أطراف ذات توجهات يسارية وحداثية وعدد من الفنانين المغاربة، قرارَ منع فيلم "الزين اللي فيك"، للمخرج نبيل عيوش، من العرض في القاعات السينمائية داخل البلاد، "رغم أنّ الجهة الرقابية لم تشاهد الشريط كاملاً"، وفق قول المعترضين، الذين اعتبروا الأمر نوعاً من تقييد حريّة التعبير من طرف حكومة الإسلاميين في المغرب، ودعوة إلى ما وصفته "محاكم التفتيش".
وكان الفيلم قد مُنع بدعوى "تضمّنه مشاهد تسيء لصورة البلاد، وتمسّ بكرامة المرأة المغربية"، وهو من إخراج المغربي الفرنسي عيوش وبطولة لبنى أبيضار وداني بوشبل.
وهاجمت خديجة الرويسي، القيادية في حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، اعتماد الحكومة المغربية على المنع لإعدام عمل فني وإبداعي، معتبرة في تصريحات إلى "العربي الجديد"، أنّ الحظر يُظهِر ضيق صدر الحكومة من الإبداع الفني، خاصة الذي له صلة بالمرأة.
واستطردت المتحدّثة بأنّ "الفنّ في عهد حكومة الإسلاميين سيعاني في المستقبل القريب المزيد من التضييق والمنع، وأيضاً من الرقابة الذاتية، لأنّ عدم الترخيص لفيلم يعالج ظاهرة اجتماعية مثل الدعارة سيدفع الفنّانين إلى تحديد وتأطير موضوعاتهم مخافة الحظر أيضاً".
وسارت منظمة "بيت الحكمة"، ذات التوجّه العلماني، على المنوال نفسه، حيث اعتبرت أن "حكومة الإسلاميين بالمغرب تنظر إلى موضوع الفنون بميزان الأخلاق، ومنطق "الحلال والحرام"، بهدف مصادرة حرية الفنّ والإبداع في البلاد، وأن منع فيلم عيوش هو حلقة جديدة من الحلقات التي تستهدف في العمق مشروع الحداثة الفكرية والثقافية بالمغرب، مبدية تخوفها من راهن ومستقبل الحرية الفكرية والإبداعية، التي ناضلت أجيال من أجل تحصينها وتثبيتها، كمكتسبات تاريخية في البلاد".
هذه التخوفات والاتهامات بدّدها القيادي في "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، عبد العزيز أفتاتي، الذي أكد بأن "الفيلم تافه، وأجمع على مسّه بكرامة المغربيات وإساءته لصورة البلاد في الخارج، نقاد ومبدعون من داخل البيت الفني". وذهب القيادي الإسلامي إلى أنّ "الحطّ من قدر المرأة المغربية، وتصويرها كشيء مبتذل، وتعمّد تعرية جسدها، لا يرفضه الإسلاميون فقط، بل كلّ أحرار العالم، وجميع من ينادون بكرامة المرأة والدفاع عن حقوقها"، مشيراً إلى أنه "حتى في الدول الغربية هناك داعون إلى صون الفنّ والمرأة من الابتذال".
ويستند الداعمون لموقف الحكومة في تعاطيها الإيجابي مع ملف الفنون وحرية التعبير، على مبادرات سابقة قامت بها لصالح شريحة الفنانين بالمغرب، خاصة بعد أن ساد تخوّف من طريقة تعامل حكومة يقودها حزب "إسلامي" مع الإبداع وحرية التعبير.
وسبق لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أن التقى مع عدد من الفنانين بمختلف مشاربهم، ممثلين ومطربين وموسيقيين.. بتوجهات محافظة وأخرى حداثية، قصد مناقشة مطالبهم ومشاكل أوضاع الفن بالبلاد، فضلاً عن حضور أعضاء من الحكومة لعدد من المهرجانات الفنية المقامة بالمغرب.

إقرأ أيضاً: لباس جنيفر لوبيز يثير عاصفة سياسية واجتماعية في المغرب
دلالات
المساهمون