الفيضانات تكشف عن متحجرة ديناصور عمرها 200 مليون سنة في البرازيل

19 يوليو 2024
هيكل ديناصور معروض في مركز كابّا البرازيلي، 2 ديسمبر 2019 (كارل دي سوزا/ فرانس برس)
+ الخط -

أدّت غزارة الأمطار التي تسببت في فيضانات تاريخية في جنوب البرازيل إلى اكتشاف متحجرة ديناصور عمرها قرابة 200 مليون عام في "حالة جيدة جداً من الحفظ"، وفق فريق العلماء الذي اكتشفها.

وجرى التعرف إلى هذه المتحجرة في مايو/ أيار الماضي، في منطقة ساو جواو دو بوليسين، على بعد حوالى 300 كيلومتر من بورتو أليغري، في أحد منخفضات البامبا التي تزخر بكنوز كثيرة تثير اهتمام محبي علم الحفريات في البرازيل.

ويعود تاريخ المتحجرة إلى العصر الترياسي، أي في الفترة من 250 إلى 200 مليون سنة قبل الميلاد، قبل العصر الجوراسي، الذي عُرف عالمياً بفضل فيلم "جوارسيك بارك" الهوليوودي الشهير.

بعد أربعة أيام من أعمال التنقيب، تمكّن فريق من علماء الحفريات من جامعة سانتا ماريا الفدرالية (UFSM)، من إزالة ونقل كتلة الصخور التي تحتوي على الهيكل العظمي المتحجر إلى مركز أبحاثها. بحسب الملاحظات الأولى لهذا المركز الشهير، تعود متحجرة ديناصور منفخضات البامبا إلى عينة من عائلة الهيريراصوريات، وهي حيوانات آكلة للحوم طويلة الذيل كانت تسير على قدمين وتسكن الأراضي التي تقع حالياً في الأرجنتين والبرازيل.

وقال المسؤول عن عمليات التنقيب رودريغو تيم مولر، لوكالة فرانس برس: "إنها  حفرية ديناصور من الأقدم في العالم، كما أنّها في حالة جيدة جداً من الحفظ، وستزوّدنا بالكثير من المعلومات حول تشريح هذه الديناصورات"، كما أشار إلى أنه من المحتمل أن تكون المتحجرة الثانية الأكثر اكتمالاً المعروفة حتى الآن في عائلة الهيريراصوريات.

سبق أن شهدت المنطقة نفسها اكتشاف متحجرة أولى عام 2014، وهو ما سمح بالتعرف إلى نوع جديد ذي مخالب معقوفة، سُمّي gnathovorax cabreirai. ستكون هناك حاجة لإجراء الكثير من التحليلات حتى يتمكن العلماء من تحديد ما إذا كانت المتحجرة المستخرجة من الصخر في مايو الماضي تنتمي إلى النوع نفسه أم لا.

وأشار رودريغو تيم مولر إلى أن هذا العمل "دقيق جداً، ويكاد يكون جراحياً"، وقد يستغرق "أشهراً عدة"، كما شدّد على أن "أصغر جزء يمكن أن يحتوي على معلومات لا يمكننا الحصول عليها إذا تعرّضت للتلف". في نهاية العمل، يُتوقع نشر نتائج البحث في مجلة علمية.

تخفي سهول البامبا في جنوب البرازيل، بالقرب من الحدود مع الأرجنتين والأوروغواي، تحت تربتها الحمراء حوالي مئة من الرواسب الغنية بالحفريات التي تكشف عن كنوز من عصر الديناصورات الأولى.

أدّت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت المنطقة في مايو إلى مقتل أكثر من 180 شخصاً، وتسببت في أضرار مادية هائلة. لكن بالنسبة لأبحاث علم الحفريات، لعبت هذه الترسبات الاستثنائية دوراً مفيداً جزئياً، من خلال "تسريع التآكل"، وبالتالي الكشف عن المتحجرة من عائلة الهيريراصوريات، والتي لم يكن من الممكن اكتشافها إلّا بعد وقت طويل في الظروف العادية، وفق رودريغو تيمب مولر.

في الوقت نفسه توجد عيوب أيضاً، إذ إن الأمطار الغزيرة "تدمّر الكثير من المواد" في المتحجرات، وخصوصاً الشظايا الصغيرة. لهذا السبب يراقب علماء الحفريات الرواسب عن كثب، ويبحثون عن الأجزاء المكشوفة في الهواء الطلق، ويضاعفون جهودهم أثناء عمليات التنقيب حتى يتمكنوا من استعادة الحفريات في أفضل حالة ممكنة.

(فرانس برس)

المساهمون