الأمّ الأميركية

12 مايو 2015
العيد الثالث بعد الميلاد والفالانتاين(Getty))
+ الخط -

تحتفل البلدان حول العالم بعيد الأمّ في تواريخ مختلفة. فبينما يحلّ في معظم الدول العربية في 21 آذار/مارس، مرتبطاً ببداية الربيع ومعاني العطاء والأمل، يحتفل به الأميركيون في الأحد الثاني من شهر أيار/مايو كلّ عام، كذلك دول شرق آسيا أبرزها الصين والفلبين. ويعدّ عطلة وطنية تستقبل بكثير من الحماس والبهجة في الولايات المتحدة، حيث ترفع الأعلام على المنازل والمباني الهامة، وتنفق مليارات الدولارات على الهدايا المختلفة الأسعار، التي تتراوح بين الزهور والمجوهرات الثمينة.

ويحتل عيد الأم المرتبة الثالثة، بعد عيد الميلاد المجيد وعيد الحب، من حيث كثافة المحتفلين. إذ تسجّل خطوط الهاتف حركة كثيفة، وتمتلئ المطاعم بالعائلات المحتفلة.

وتشير المعلومات إلى أن الأميركيين يتبادلون نحو 120 مليون بطاقة معايدة سنوياً في هذا اليوم. وقد قدّر "الاتحاد الوطني لمبيعات التجزئة" إنفاق المستهلكين في الولايات المتّحدة بما يقرب من 21.2 مليار دولار بعيد الأمّ في عام 2015. وأنّ أكثر الأموال تنفق على شراء المجوهرات، والتي يقدر حجم الإنفاق عليها بنحو 4.3 مليارات دولار.


وتعتبر أزهار القرنفل الأزهار الرسمية لعيد الأم في الولايات المتحدة، يخصّص القرنفل الأحمر أو الوردي للأمهات على قيد الحياة، والقرنفل الأبيض يوضع على قبور المتوفيات منهن.

وتعود هذه العادة إلى عام 1908، حين أطلقت الناشطة، آنا جارفيس، حملة على مستوى البلاد لاعتماد عيد الأم على الصعيد الوطني، تكريماً لأمّها الراحلة، التي كانت ناشطة اجتماعية. وكانت جارفيس أوّل من بدأ تقليد وضع قرنفلة حيث دفنت أمّها، ليقرّ الرئيس وودرو ويلسون، في 9 أيار/مايو 1914، عيد الأم عيداً وطنياً.

ولكن جارفيس عبّرت لاحقاً عن قلقها من تحول تلك المناسبة إلى حدث تسويقي استهلاكي. وأسفت قبل وفاتها، في عام 1948 لفكرتها تلك، حتى أنّها أنفقت ما تبقّى من ثروتها لمحاربة "عيد الأم"، ورفعت دعوى ضدّ الجماعات التي روّجت له كمناسبة استهلاكية، وضغطت على الحكومة لحذفها من جدول العطلات الرسمية.

من جهتها، تقول الأميركية شيري جونسون عن هذا العيد: "مناسبة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع مع الأسرة. الأزواج يقومون بطهي الطعام المفضّل لزوجاتهنّ وأمهاتهن، والأطفال يغدقون على الأمهات الحب والعناق. فهم في هذا اليوم يظهرون مدى تقديرهم لأمهاتهم وكل ما قمن به من أجلهم".

وتحتفل مي يعقوب مرتين في السنة، كونها لبنانية مقيمة في لوس أنجلوس، وأماً لطفلين لبنانيين أميركيين، تقول لـ "العربي الجديد": "أحتفل بأمي في لبنان في مارس/آذار، أتواصل معها عبر الهاتف، إن كان السفر متعذّرا، والآن يحتفل أطفالي بي، يأتون إلى المنزل ومعهم هدايا ثمينة على بساطتها، صنعوها بأيديهم مع أترابهم ومعلماتهم في الصف. شعور جميل جداً عندما نتلقى هكذا هدية، لا تقدّر بثمن".

اقرأ أيضا:بالفيديو... هكذا هنّأ أوباما الأمهات بعيدهن
المساهمون