"مارفل" تتراجع... البطلة الخارقة صبرا لم تعد إسرائيلية

18 يوليو 2024
يبدأ عرض الفيلم في فبراير 2025 (تشاد بوشانان/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إعلان فيلم "كابتن أميركا: نيو وورلد أوردر"**: أعلنت مارفل وديزني عن الفيلم المقرر عرضه في فبراير 2025، مع أنتوني ماكي وشيرا هاس بدور "صبرا"، مما أثار انتقادات واسعة بسبب تجسيد شخصية صبرا المرتبطة بالموساد.

- **تغييرات في شخصية صبرا**: بعد الجدل، قامت مارفل بإزالة الهوية الإسرائيلية لشخصية صبرا واستبدالها بشخصية أميركية "روث بات- سيراف"، مع الحفاظ على الممثلة شيرا هاس، مما أثار انتقادات من المدافعين عن الاحتلال الإسرائيلي.

- **ردود الفعل الإسرائيلية والدولية**: التغييرات أثارت انتقادات من اللجنة اليهودية الأميركية وصحيفة هآرتس، بينما رأى معهد تفاهم الشرق الأوسط أن مارفل تروج لعنف إسرائيل ضد الفلسطينيين.

في سبتمبر/أيلول 2022، كشفت استديوهات مارفل، بالتعاون مع شركة ديزني، خلال مهرجان "دي 23 إكسبو" عن فريق عمل فيلم "كابتن أميركا: نيو وورلد أوردر"، الجديد الذي سيعرض في فبراير/شباط 2025. وتبيّن أن أبطال الفيلم الجديد، هم أنتوني ماكي، إلى جانب الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس، بدور البطلة الخارقة "صبرا"، العميلة السابقة لـ"الموساد"، وهي شخصية ابتكرتها مارفل عام 1980، لكنها لم تحظَ بشهرة وقتها، وها هي تعيدها إلى الواجهة. وقد ظهرت هذه الشخصية سابقاً وهي ترتدي زياً خارقاً عليه علم الاحتلال الإسرائيلي ونجمة داود.
وكانت شيرا هاس قد اكتسبت شهرة عالمية من خلال بطولة سلسلة Unorthodox على شبكة "نتفليكس". أما دورها الجديد، فلم تظهر ملامحه الكاملة عند الإعلان عن الفيلم.
وقتها أثار اختيار هاس انتقادات عدة، وانتشر هاشتاغ #CaptainApartheid على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعا ناشطون إلى مقاطعة منتجات استديوهات مارفل، وإدراجها ضمن القائمة السوداء، ما لم تتراجع عن قرارها في تمثيل شخصية صبرا.

تغييرات في الشخصية

بعد عامين من هذا الإعلان والجدل، يبدو أن استديوهات مارفل أزالت الهوية الإسرائيلية لشخصية صبرا واستبدلتها بشخصية أميركية، مع الحفاظ على الممثلة الإسرائيلية. ففي الإعلان التشويقي للفيلم القادم، الذي بدأ بثه أخيراً، تظهر الشخصية، التي تؤدي دورها شيرا هاس، على أنها مسؤولة حكومية أميركية رفيعة المستوى وجاسوسة روسية سابقة. كذلك يظهر أن الشخصية ستحمل اسمًا جديدًا، "روث بات- سيراف"، بدلاً من صبرا، وهو الاسم الذي استخدم طويلاً في سلسلة كوميكس "كابتن أميركا".
شخصية هاس تعتبر أيضًا حليفة لـ"ثاديوس ثاندربولت روس"، الذي يؤدي دوره الممثل هاريسون فورد، وهو الرئيس الأميركي المنتخب حديثًا، الذي يسعى ليعطي "كابتن أميركا" منصبًا عسكريًا رسميًا. من ضمن التغييرات أيضاً التي طاولت الشخصية، غياب زي صبرا الأزرق والأبيض - ألوان علم دولة الاحتلال الإسرائيلي- وكذلك غياب نجمة داود عن الزيّ.
ومنذ ظهورها الأول قبل أكثر من أربعين عاماً، لاقت شخصية صبرا الإسرائيلية انتقادات دائمة، بسبب تصويرها السلبي للشخصيات الفلسطينية والعربية، التي كانت تظهر غالبًا على أنها عنيفة ومليئة بالكراهية تجاه النساء. وبحسب قصة "مارفل"، فإن صبرا، التي ظهرت للمرة الأولى عام 1980، تربّت في كيبوتس تديره الحكومة الإسرائيلية "لتنمية" قدراتها، وتستخدم قواها المتحولة لدعم الدولة. وتصف نفسها في الرسوم المتحركة بأنها "البطلة الخارقة لدولة إسرائيل".
ولعل أبرز الانتقادات التي طاولت الشخصية كانت من حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، التي وصفت الشخصية بـ "العنصرية البشعة" في الكوميكس الأصلي، ووصفت دورها بأنه "مقزز". كما غرّد معهد تفاهم الشرق الأوسط، عند الإعلان عن الفيلم، أن "مارفل تروّج لعنف إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتمكن القمع المستمر لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي الاستبدادي".

"مارفل" تتفادى التعليق

اليوم وبعد كل هذه التغييرات، صرّحت "مارفل" بأن صنّاع الفيلم "سيتبعون نهجًا جديدًا للشخصية"، من دون تقديم تفاصيل إضافية أو التعليق على التغييرات التي ظهرت في الإعلان الترويجي، الذي بدأ بثه يوم الجمعة الماضي.
لكن التغييرات أثارت انتقادات المدافعين عن الاحتلال، في ظل تواصل حرب الإبادة على قطاع غزة. إذ رأى هؤلاء أن في التغيير هذا، تقليصا لتمثيل الإسرائيليين واليهود على الشاشة. وكتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً بعنوان "سوبر هيرو صبرا في فيلم مارفل (كابتن أميركا) يجرد من هويته الإسرائيلية وسط ردود فعل مؤيدة للفلسطينيين"، بينما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست "مارفل تزيل الهوية الإسرائيلية للبطلة اليهودية صبرا في فيلم كابتن أميركا الجديد".

انتقادات إسرائيلية

أشارت اللجنة اليهودية الأميركية، عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أن "قرار مارفل بتجريد صبرا من هويتها الإسرائيلية يُعد خيانة لمبدعي الشخصية ومعجبيها وخضوعًا للترهيب. صبرا هي بطلة إسرائيلية فخورة ويجب أن تُصوَّر على هذا النحو. تجريدها من جزء مركزي من هويتها سيكون مثل جعل كابتن أميركا كنديًا".
ويستخدم اسم صبرا، ويعني أساسًاً شجرة الصبار، للدلالة على "الأشخاص الذين ولدوا في إسرائيل" بحسب المعاجم الغربية، ومنها ميريام ويبستر. بينما بالنسبة للعرب والفلسطينيين، فهو يحيل تلقائياً إلى مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، الذي شهد عام 1982 مع مخيم شاتيلا الذي يجاوره، واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال وحلفاؤه في لبنان، وأودت بحياة أكثر من 3 آلاف شهيد.
لكن اليوم يبدو أن كل الجدل حول شخصية صبرا قد انتهى، إذ اختارت "مارفل" إلباسها ثوباً ودوراً مختلفاً، لكن تبقى تساؤلات عدة حول تصوير الإسرائيليين في هوليوود بعد حرب الإبادة المتواصلة على القطاع والتي خلفات عشرات آلاف الشهداء. فبحسب مجلة "نيوزويك"، فإن فكرة "البطل الإسرائيلي في مارفل تشكل صداعًا كبيرًا لشركة ديزني". لذا يبدو أن ديزني، وفي ظل استمرار العدوان، وموجة التعاطف والتضامن الدوليين مع الفلسطينيين، اختارت ديزني كخطوة أولى، إقصاء هذه الشخصية وتغييرها، تفادياً "للصداع".

المساهمون