صيف رام الله بلا مهرجانات: الإغاثة أولاً

18 يوليو 2024
سيستبدل سوق الحرجة بسوق الحرفيين (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إلغاء المهرجانات والفعاليات:** بلدية رام الله تلغي المهرجانات الصيفية مثل "وين ع رام الله" و"نوّار نيسان" و"سوق الحرجة" بسبب الحرب على غزّة، وتحوّل الميزانيات إلى توثيق الحرب وتدخلات إغاثية.

- **بدائل لدعم الحرفيين والتعليم:** تنظيم "سوق الحرفيين" لدعم الحرف اليدوية، واستمرار برامج تعليمية حول "النكبة" و"الموروث الثقافي". تأجيل مهرجان رام الله للرقص المعاصر إلى أغسطس 2025.

- **دعم الفنانين وبرامج التفريغ النفسي:** إلغاء مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص لصيف 2024، مع تنظيم فعاليات تضامنية ودعم برامج تفريغ نفسي للأطفال والنساء في غزّة والضفة الغربية.

لن تشهد مدينة رام الله صيفاً مليئاً بالمهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية، إذ تغيب كلّها تحت وطأة حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.
في هذا السياق، تؤكد مديرة الدائرة الثقافية في مدينة رام الله، سالي أبو بكر، إلغاء المهرجانات والفعاليات ذات الطابع الاحتفالي التي تنظمها بلدية رام الله كل صيف هذا العام، مثل مهرجانات "وين ع رام الله"، و"نوّار نيسان" للأطفال، و"سوق الحرجة"، وغيرها، وقالت لـ"العربي الجديد" إن البلدية قرّرت عدم تنظيم كل المهرجانات ذات الطابع الاحتفالي، بسبب تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على أبناء شعبنا في قطاع غزّة، والجرائم المستمرّة والمتصاعدة في الضفة الغربية أيضاً، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وقرّرت البلدية أيضا تحويل ميزانيات المهرجانات إلى منح لإنتاج أعمال فنيّة، جلّها أدائي، يحاكي حرب الإبادة غير المسبوقة وتداعياتها، أو استثمارها في تدخّلات ذات طابع إغاثي، وهذا ليس تقليلاً من أهمية دور المهرجانات، التي عمدت إلى دعم الفنانين المحليّين، وتساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي والمدني، لكن إقامتها لا تتناسب وطبيعة المرحلة الحالية "التي نتجه فيها نحو دعم توثيق رواية حرب الإبادة فنيّاً عبر منح إنتاجية، ما يشجع الفنانين على تقديم تدخلات توثق المرحلة التي نعيشها حالياً بكلّ الأشكال الإبداعية".
ولفتت أبو بكر إلى أنه مع إلغاء "سوق الحرجة" بطابعه الاحتفالي، ولعدم تضرّر الحرفيّين الذين اعتادوا المشاركة فيه سنوياً، ومع تفاقم الأوضاع الاقتصادية سوءاً، سيُستبدل بـ"سوق الحرفيّين" المخصص للأفراد بالدرجة الأولى ممن يعملون في مجالات الحرف اليدوية، خاصة التقليدية، ويروّجون لها، ويحافظون عليها كجزء أصيل من هويتنا، وهو المتوقع تنظيمه في الفترة الممتدة من نهاية شهر يوليو/تموز الحالي، حتى نهاية شهر أغسطس/آب المقبل، مع استمرار البلدية في مشاركتها ببرامج موجهة للمدارس، أحدها يتعلق بـ"النكبة"، والثاني بـ"الموروث الثقافي".
ولفت المدير التنفيذي لسرية رام الله الأولى ومدير مهرجان رام الله للرقص المعاصر، خالد عليان، إلى أنه أُعلن عن تنظيم دورة عام 2024 من المهرجان في أغسطس/ آب 2025.
وفي الوقت الذي أدت فيه سرية رام الله الأولى دوراً إغاثياً، سواء لعمّال غزّة في الداخل الفلسطيني المحتل ممّن تقطعت بهم السبل بعد 7 أكتوبر، أو عبر مساعدات مخصصة للقطاع المكلوم وأهله، تعمل فِرق السرية على استكمال عرض فنّي يقوم على لوحات من الدبكة الشعبية من مدينة دير البلح في قطاع غزّة، بدأ الإعداد له قبل الحرب، إذ يبتعد عن الصورة النمطية التي تكرّست حول القطاع المحاصر منطقة حرب ودمار وبلا تاريخ، لتأكيد أهمية تاريخ قطاع غزّة وتراثه، والدور النسوي الطليعي في مدينة دير البلح.
وقالت مديرة مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والرقص، إيمان حموري، ل"العربي الجديد" إن ترتيبات نسخة صيف 2024 من المهرجان ألغيت في أعقاب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزّة، وأنه يجري التنسيق مع إدارات مؤسسات ومهرجانات أخرى، لتنظيم فعاليات مشتركة للتضامن مع غزّة شكلاً ومضموناً، يذهب ريعها دعماً إغاثياً لسكان القطاع الذي يعاني من جرائم قد تكون غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، مشيرة إلى أنه تم التوافق على تنظيم فعاليات كهذه في ظل استمرار حرب الإبادة.

وتحدثت حموري عن دعم مركز الفن الشعبي لفنانين وممثلي مؤسسات ثقافية وفنية ومجتمعية في مدن قطاع غزّة وبلداته ومخيماته، منذ بدء العدوان، لتنفيذ برامج تفريغ نفسي عبر الفنون، خاصة الدبكة الشعبية، والدراما، والغناء الوطني، بعضها موجّه إلى الأطفال، وبعضها الآخر موجه إلى النساء، خاصة أمهات الشهداء.

تتركز هذه الأيام إما في مدارس الإيواء أو ما تبقى منها، أو في خيام النازحين، التي باتت هدفاً للاحتلال، أو شمال قطاع غزّة، علاوة على الجانب الإغاثي الذي يُعنى به المركز أيضاً، إضافة إلى تدخلات المركز في الأماكن المستهدفة أكثر من غيرها في الضفة الغربية، مثل مخيمات طولكرم ونور شمس، معربة عن أملها في توقف الحرب، وتنظيم مهرجان فلسطين الدولي صيف 2025 حول غزّة، وبمشاركة فنانين وفرق منها، بطريقة أو بأخرى.
 

المساهمون