استمع إلى الملخص
- يُختتم المهرجان بفيلم "نحن في الداخل" لفرح قاسم، الذي يستكشف العلاقة بين الأب وابنته من خلال لغة الشعر، مسلطاً الضوء على قوة الكلمات في التواصل.
- من الأفلام البارزة "الفيلم عمل فدائي" لكمال الجعفري و"باي باي طبريا" للينا سويلم، اللذان يستعرضان قضايا الهوية والذاكرة الفلسطينية.
مساء اليوم، تُفتتح الدورة الـ19 لـ"شاشات الواقع: لقاء بيروت للفيلم الوثائقي"، التي تُنظّمها "جمعية سينما متروبوليس" حتى 21 يناير/كانون الثاني 2025، في "صالة سينما متروبوليس" و"صالة مونتاني" (المعهد الفرنسي في بيروت).
الافتتاح معقودٌ على "رسائل" (إنتاج لبناني، 2024، 90 دقيقة)، فكرة وإنتاج جوزف خلّوف، إخراج 18 مخرجاً ومخرجة لبنانيين "للتعبير عن مشاعرهم عبر رسائل" متبادلة بينهم/بينهنّ، أو مع آخرين/أخريات، بدءاً من أواخر عام 2023، مع اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزّة، ومحوّلين تلك الرسائل إلى أفلامٍ قصيرة، اكتمل العمل عليها أواخر مايو/أيار 2024، "من دون إدراكهم أنّ العدوان الشامل يتّجه نحوهم، ليصبح لبنان الهدف التالي للدمار". يُذكر أنّ "رسائل" يُعرض للمرة الأولى في لبنان بفضل "شاشات الواقع".
أمّا الختام، فمعقودٌ على "نحن في الداخل" (2024، 180 دقيقة) لفرح قاسم: بعد غياب 15 عاماً، تعود فرح إلى لبنان للعيش مع والدها المُسنّ، فيحاولان معاً العثور على لغة مشتركة، تسمح لهما بإجراء محادثة أخيرة. في النهاية، يتّضح أنّ اللغة الوحيدة التي يفهمها الأب ستكون الشعر. فالأب "شاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية، ولا يعرف عالماً غيرهما. يتشارك مع أشباهه من أدباء المدينة شغفه الأدبي، ويمضي جُلّ وقته معهم. شعراء في سبعينيات أعمارهم، يتبادلون الكلمات، ويعيدون فيما بينهم صوغ أبيات شعرية يكتبونها، كأنّها تبقيهم أحياء" (العربي الجديد، 15 يوليو/تموز 2024).
من الأفلام المختارة: "الفيلم عمل فدائي" (2024، 70 دقيقة) لكمال الجعفري: صيف عام 1982، يجتاح الجيش الإسرائيلي بيروت، ويقتحم "مركز الأبحاث الفلسطيني"، وينهب أرشيفه كلّه. انطلاقاً من هذا الحدث، يستكشف الفيلم عمل الصورة البصرية لهذا النهب، ويوظّف صُوراً موجودة حالياً في أرشيف الاحتلال (العربي الجديد، 23 مايو/أيار 2024).
"باي باي طبريا" (2023، 82 دقيقة) للينا سويلم: قبل سنين، تغادر هيام عبّاس قريتها الفلسطينية، حيث ترعرعت، لتحقيق حلمها بالعمل ممثلة في أوروبا، تاركة خلفها والدتها وجدّتها وشقيقاتها السبع. بعد 30 عاماً، تعود ابنتها سويلم معها إلى القرية، لتُساءل والدتها للمرة الأولى عن الخيارات الجريئة التي اتّخذتها، وعن منفاها المختار، كما تأثير النساء في العائلة على حياتهما. يتأرجح الفيلم بين الماضي والحاضر، مُبرزاً صُوراً من الحاضر، ولقطات فيديو عائلية تعود إلى تسعينيات القرن الـ20، وأرشيفات تاريخية، لتوثيق أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الشجاعات، اللواتي يحافظن على قصتهنّ وإرثهنّ بروابط متينة تجمعهنّ، رغم المنفى والحرمان والأسى (العربي الجديد، 18 ديسمبر/كانون الأول 2023).
هناك أيضاً جديد غسان سلهب، "النهار هو الليل" (2024، 345 دقيقة): مُدوّنة لسجل أحداثٍ، يبدأ قبل أيامٍ من انتفاضة "17 أكتوبر" (2019) اللبنانية، ويتشكّل معها ويرافقها، ويفقد زخمه مع حلول كورونا. يحاول "كاتبها" الهرب إلى الجبل، فيصطدم بخسارات متتالية، ثم يصل خريف 2023، والمجازر في غزة. الفيلم شاهدٌ حميميّ وجماعيّ في آنٍ واحد.