واجهة المجاز: ماء يرسم جمال الشارقة المعماري

07 ديسمبر 2014
واجهة المجاز (العربي الجديد)
+ الخط -
تجمع واجهة المجاز المائية التي تطلّ على بحيرة خالد في الشارقة بين فنون بصرية عديدة، منها النافورات والعروض السينمائية والموسيقى والفنون التشكيلية، وغيرها، ما يجعلها جذّابة للزوّار، فضلاً عن أنّها تجسّد سيرة تطور إمارة الشارقة عبر تاريخها، وتؤالف بين التسلية والمعرفة والفائدة.

تسبح تلك الفنون في فضاء مفتوح، يتقاطر إليه زوار كثيرون، بعدما باتت المجاز المائية واحة الشارقة. كان الكورنيش، الذي قامت عليه هذه الواجهة في ربيع عام 2012، مكاناً خالياً سنوات طويلة، كما لو أن الشارقة تدير ظهرها للواجهة المائية الكبيرة، التي باتت الآن تجمع بين الألوان الضوئية والألحان الموسيقية، والتصاميم الهندسية التي ابتكرها مصمّمون ومعماريون بمساحة 231 ألف قدم مربع، بتكلفة 12 مليون درهم.

وفي العروض الفنية، يظهر في الأفق اللونان الأخضر والأزرق، وتلتقي مسطحات خضراء بالأفق الأزرق المطل على مياه البحيرة. وتظهر "نافورة الشارقة" في البحيرة واحدة من أضخم النوافير وأعلاها في المنطقة، يصل ارتفاعها إلى نحو مائة متر، كما أن عرض البحيرة يصل إلى 220 متراً.

وتضم أكبر شاشتي عرض مائيتين، ومزودة بأحدث التقنيات في هندسة الصوت والإضاءة والحركة، وتقدم للمارة والسائحين عروضاً يومية مبهرة تتجدد كل نصف ساعة، تتخللها لوحات مائية راقصة بمؤثرات خاصة من فنون الليزر، وتصاحبها أنغام متنوعة من الموسيقى العالمية. تضاف إلى ذلك، حديقة "مرايا الفنون" التي تعد جزءاً مهماً من مرافق واجهة المجاز، ومنصة عرض خارجية ومفتوحة للمشروعات والمعارض الفنية العالمية.

أخرجت واجهة المجاز المائية إمارة الشارقة من عزلتها واختناقها، وأعطتها أفقاً متألقاً لم يكن موجوداً، إذ كانت بحيرة خالد بعيدة عن الناس، وتكاد تكون مهجورة، لم يتمكن الناس من التمتع بها كما يجب، لافتقارها إلى هذا الفضاء الواسع الذي أطلقوا عليه المجاز. وبذلك، تحولت إلى ما يمكن أن نطلق عليه الرئة المائية لإمارة الشارقة، التي اجتاحتها الأبراج الشاهقة والأبنية الإسمنتية.

واجهة المجاز المائية مكان للعيش والابتهاج والتنزه، تنتشر فيه مطاعم ومقاه راقية، منها "تي جي آي فرايديز"، و"كاريبو كوفي"، و"فاتبرجر"، و"إل كافيه دي روما"، و"بيتزارو"، و"باجا فريش"، و"زهر الليمون"، و"تيم هورتنز"، و"كولد ستون"، و"مطعم المنزه للمأكولات المغربية"، و"مطعم شكسبير"، وغيرها من مطاعم تجمع بين الأذواق الشرقية والغربية، وتستجيب لرغبات الجميع.

أبو سعيد، أحد مرتادي المجاز، يقول: "نقضي أوقاتنا في عطلة نهاية الأسبوع في هذا المكان، لأنه يحتوي على كل شيء تقريباً، وخصوصاً أمكنة ألعاب الأطفال للأعمار كافة، مغطاة ومفتوحة، يمارس فيها الأطفال الرسم وهواياتهم الأخرى. ويوجد لنا، نحن الكبار، مضمار لرياضة المشي والجري، وكذلك ركوب الدراجات ومساحات خضراء للتنزه، وهذا يعني أن العائلة تتمتع بأفرادها كافة في ما توفره لنا واجهة المجاز المائية".

ويقول منصور، الذي يسكن قرب البحيرة، "تهمني من واجهة المجاز المائي العروض الفنية التي تُقدم، ومنها عروض مجانية ممتعة، تساهم في إحياء المنطقة وتنشيطها، فنرى الألعاب البهلوانية التي تقوم بها الفرق الفنية التي تأتي من أنحاء العالم، منها العروض الكوميدية الجوّالة. وكذلك الألعاب المائية التي تروي تاريخ إمارة الشارقة، بالأضواء الملونة بصورة فنية بعيدة عن الجمود".

ويفخر مدير واجهة المجاز المائية، محمد المزروعي، بقوله: "تحوّل المكان في عامين فقط إلى أيقونة الشارقة، وأصبح شرياناً لحياة أهل المدينة وقاطنيها، وحاضنة لأهم أنشطتها واحتفالاتها وفعالياتها الوطنية والشعبية على مدار العام، بمساحاته الخضراء النضرة، وواجهته المائية على البحيرة، ورحابته ومرافقه المتميزة".

وتحظى واجهة المجاز المائية بإقبال جماهيري كبير، وخصوصاً في الإجازات والمواسم والأعياد، حيث يحرص آلاف الزوار من مختلف الجنسيات على زيارتها باستمرار، للاستمتاع بالمناظر الخلابة والعروض والفعاليات المتميزة التي تقدمها. ويزيد في جمالها أن المباني المحيطة بها صُممت بشكل معماري بديع، تجسّد الوجه الحضاري لإماراة الشارقة، وتعزز مكانتها وجهة سياحية متكاملة ومثالية.

يمكن القول إن واجهة المجاز المائية استطاعت أن تضع بصمتها على خريطة المدينة المعمارية، وغيّرت من عادات الناس وطقوسهم اليومية، وجلعتهم أكثر قرباً من الفعاليات الفنية والشعبية، وأكثر تذوقاً لمعنى الحياة على الكورنيش.
دلالات
المساهمون