العراقيون يسقطون مرشحي رئاسة حكومتهم عبر "فيسبوك"

22 ديسمبر 2019
يستخدم العراقيون السخرية والنقد اللاذع (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

يلجأ العراقيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر انتقاداتهم اللاذعة الموجهة إلى القوى والشخصيات السياسية، ما جعل موقعي "فيسبوك" و"تويتر" يتصدران أي إجراء تتخذه الحكومة العراقية في أي خطة لها لاحتواء التظاهرات، عبر حجبهما كلياً.

ناشطون عراقيون سارعوا إلى استخراج صور وتصريحات ومواقف سابقة وقضايا فساد أو مخالفات لأي مرشح يجري طرحه على أنه اسم محتمل لرئاسة الحكومة، وينقلون الموقف إلى "ساحة التحرير" وسط بغداد، حيث تعلق صورته ويكتب عليها "مرفوض بأمر الشعب"، على غرار مرشحين برزت أسماؤهم سابقاً، مثل محمد شياع السوداني وأسعد العيداني.

ويقول الناشط في تظاهرات بغداد، محمد خالد اللامي، لـ"العربي الجديد"، إن مواقع التواصل الاجتماعي في العراق تفوقت على الفضائيات والمواقع الإخبارية العراقية خلال الأحداث الأخيرة، فمنها يمكن معرفة ما يحصل، وسط التعتيم الإعلامي، مبيناً أن السخرية ملاذ العراقيين في التخفيف عن أنفسهم.

حسين السعيدي استخرج فيديو عمره نحو 8 سنوات من دفاع محمد شياع السوداني، بعد عرض اسمه كمرشح لرئاسة الحكومة، خلال دفاعه عن نوري المالكي بمواجهة بين الأخير والناشطة الحقوقية البارزة هناء إدوارد، قائلاً: "تذكرون هناء إدوارد من رزلة المالكي من قام يدافع عنه، هو نفسه المستقل محمد شياع السوداني"، وختم بالقول: "بعد ما تعبر علينه كلاواتكم (ألاعيبكم)".

المدون محمد جاسم بدوره نشر: "ابن عذاب يقول: الأحزاب صارلهم 15 يوم ما لقوا مرشح لأن ما بيهم شريف. أزمة شرف".

وعلقت صفحة "خاف حرام" الشعبية على طرح اسم عزت الشابندر لرئاسة الحكومة مع لقاء قديم له يتحدث فيه عن تعامل الإيرانيين منه وقتاله الجيش العراقي في فترة الثمانينات: (مرشح لرئاسة الوزراء: الإيرانيين كانوا يتفلون (يبصقون) بوجوهنا لما كنا نقاتل ضد العراق وكانوا يتعاملون معنا بعنصرية). شارك لفضح الفاسدين".

كرار فاهم، في تعليق له على الأسماء المطروحة قال: "المفروض هذه الأسماء تنوخذ للمحاكم مو للرئاسة"، مع صور لعدد من المرشحين.

عبد الحسين القصاب قال في تعليقه على ترشيح إبراهيم بحر العلوم لمنصب رئاسة الحكومة: "ذكر الجحيشي وهو نائب سابق: أن مرشح رئاسة الوزراء فاسد ويتقاضى خمسة رواتب من الدولة العراقية... طلع مو بحر علوم بحر فلوس".

الناشط في التظاهرات وعضو التيار المدني، مناف القيسي، يقول لـ"العربي الجديد"، إن موقع "فيسبوك" تحديداً ساهم في إقصاء أكثر من 5 شخصيات سياسية رشحت للمنصب بسبب هجوم الشارع عليها واستخراج مقاطع فيديو وصور ومواقع ومؤتمرات وملفات كانت منسية.

وأضاف القيسي أن "مواقع التواصل الاجتماعي صارت بمثابة منجم معلومات وقادحة كبيرة للأفكار للصحافيين والقنوات الفضائية وحتى للكتل السياسية المختلفة"، معتبراً أن ما يميز الطابع العراقي في هذه الحالة هو السخرية والنقد اللاذع المباشر.

المساهمون