استخبارات السيسي تسرح مئات الصحافيين: إغلاق OnLive وDmc Sports

28 يوليو 2018
تسبب الإغلاق بخسارة كثير من الصحافيين لأعمالهم (Getty)
+ الخط -


أعلنت مجموعة "إعلام المصريين" الإعلامية، المالكة لشبكة قنوات "أون إي" الفضائية، توقف بث قناة "أون لايف" الإخبارية بدءاً من فجر اليوم، السبت، بذريعة إعادة هيكلة القنوات التابعة للمجموعة المملوكة للاستخبارات، وذلك من دون سابق إنذار للعاملين فيها، وإطلاق قناة "أون سبورت 2" كإضافة جديدة على نفس تردد قناة "أون لايف" بعد توقفها.

وعزا رئيس مجلس إدارة المجموعة، تامر مرسي، وقف القناة الإخبارية، إلى "تقديم ما يتناسب مع مكانة مصر الإعلامية، ودعم الاتجاه المستقبلي لمجموعة القنوات الفضائية"، معتبراً أن انطلاق قناة "أون سبورت 2" يدعم توجه إستراتيجية المجموعة التوسعية، التي تركز على التغطية الاحترافية للرياضات المختلفة، بما يخدم توجه الدولة المصرية لدعم الرياضة والشباب.

وأفاد مرسي، في بيان مقتضب، مساء الجمعة، بأن قنوات المجموعة ستستمر في تطوير أدواتها، وتحسين معاييرها لتقديم محتوى احترافي في كل المجالات، من أجل إعلام مصري يتقدم نحو الأفضل. ولم يتطرق رئيس مجلس إدارة المجموعة إلى حقوق المئات من الصحافيين والمراسلين والفنيين العاملين في القناة، والذين فوجئوا بقرار غلقها، بحسب تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت المراسلة في قناة "أون لايف"، لمياء حمدين، على صفحتها الشخصية بموقع "فيسبوك"، قائلة: "طب مشوني منها بس بلاش تقفولها.. حرام سنين الشقا والتعب تتدفن كده!"، في حين علق الصحافي محمد الخولي، بالقول: "ليلة الغلق.. ربنا يكون في عون العاملين في OnLive وDmc Sports.. ويكون في عون العاملين في مجال الإعلام في مصر".

ووجه عضو مجلس نقابة الصحافيين، محمود كامل، حديثه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلاً: "اقفل قنوات واحجب مواقع صحافية كل اللي شغالين فيها شباب.. اخرب بيوت الشباب.. وبعدين اطلع اعملهم مؤتمر شباب وقولهم مش مهم تأكلوا"، في إشارة منهم إلى مؤتمر الشباب الذي ترعاه الرئاسة المصرية، وسينعقد على مدار يومي السبت والأحد بجامعة القاهرة.


وقال رئيس قناة "اكسترا نيوز"، الإعلامي ألبرت شفيق، إن "قناة أون لايف كانت مدرسة لعدد كبير من العاملين في الحقل الإعلامي، وتأسست بمجموعة من الشباب، الذين أصبحوا فيما بعد إعلاميين وصحافيين ذوي شأن عظيم في مجال الإعلام"، مضيفاً "للأسف إحدى القنوات التي أسستها، وحزني مختلف بشكل شخصي".

واستحوذت مجموعة "إعلام المصريين" على شبكة تليفزيون "الحياة" في الخامس من يوليو/تموز الجاري، بعد إصدار مرسي قراراً بتعيين ضابط الاستخبارات السابق، ياسر سليم، نائباً لرئيس مجلس إدارة المجموعة الإعلامية، التي تمتلك أيضاً "راديو النيل"، وموقع وجريدة "اليوم السابع"، إلى جانب شركات للإنتاج والإعلان والعلاقات العامة، والتسويق الرياضي، وخدمات الإعلام الرقمي.

وفي سياق متصل، قررت مجموعة قنوات "دي إم سي" المملوكة للاستخبارات كذلك، وقف إذاعة أي برامج على الهواء مباشرة بقناة "دي إم سي سبورت"، والاكتفاء بعرض البرامج المسجلة، تمهيداً لغلق القناة، وهو ما يُنذر بتسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها، في الوقت الذي يتفاوض فيه مقدمو برامجها مع قناة "بيراميدز" الجديدة، التي من المقرر أن تنطلق خلال أيام قليلة، والمملوكة لرئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل الشيخ.

وقال الإعلامي إبراهيم فايق، في تغريدة له على موقع "تويتر": "اليوم انتهت علاقتي بقناة Dmc Sports.. سنتين استمتعت فيهم بتجربة شبابية رائدة.. واتكلمنا في كل المواقف بحرية وشفافية.. كان ربنا وضميرنا هو الحكم لا غير.. فتحنا كل الملفات مع فريق عمل شجاع وموهوب.. شكرا للجميع لمن وثق فينا ومن تحملنا.. ونعتذر عن أي تقصير".

وكان "العربي الجديد" قد كشف في مايو/أيار الماضي، أن نظام الرئيس السيسي بدأ في عملية إعادة هيكلة وسائل الإعلام التي يمتلكها، وتشرف عليها أجهزته الاستخباراتية، في أعقاب تعيين مدير مكتبه، اللواء عباس كامل، مديراً للاستخبارات العامة، لا سيما وأنها كانت قد شهدت خلافات حادة فيما بينها في السابق، وأزمات وصلت إلى حد مقاطعة بعضها البعض.

وتنقسم المؤسسات الإعلامية التابعة لنظام السيسي إلى فرعين اثنين، الأول تمتلكه الاستخبارات العامة، ويضم مجموعة "إعلام المصريين" التي تمتلك قنوات "أون إي" و"الحياة" وموقع "اليوم السابع"، والثاني يتبع جهاز الاستخبارات الحربية، ويشمل مجموعة قنوات "دي إم سي" وراديو "9090"، وبعض المؤسسات الإعلامية الأخرى.

تجدر الإشارة إلى استحواذ شركة "إيغل كابيتال للاستثمارات المالية"، التابعة للاستخبارات العامة، وتترأس مجلس إدارتها وزيرة الاستثمار السابقة، داليا خورشيد، على حصة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة في شركة "إعلام المصريين للتدريب والاستشارات الإعلامية"، رغم أنه جرى تأسيسها منذ عام واحد، وغير مقيدة في البورصة المصرية.

المساهمون