استمع إلى الملخص
- جمعيات حماية الأطفال ومنظمة "ماتقيش ولدي" وصفت الأغنية بأنها "خادشة للحياء" وتحرض على استغلال واغتصاب القاصرات، مما أثار موجة من الانتقادات وطلبات بحذف الأغنية من يوتيوب.
- رغم الجدل، دافع المغنيان عن الأغنية بأنها رسالة تحذيرية للآباء، وسط مناقشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الحكم ومدى قسوته، مع تباين الآراء حول تأثيرها ومحتواها الفني.
حكمت محكمة الاستئناف في مدينة فاس وسط المغرب، أمس الثلاثاء، بخفض الحكم على صاحبَي أغنية "شر كبي أتاي" من سنتين إلى أربعة أشهر. وهي الأغنية التي أثارت جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي وأغضبت ناشطين رفعوا دعوى ضدها ما تسبّب في سجن المؤديين وتغريمهما.
وكانت المحكمة الابتدائية في فاس قد أدانت صاحبَي "شر كبي أتاي" بـ"تحريض القاصرين على الدعارة أو البغاء، والتحريض على ارتكاب جناية أو جنحة بواسطة وسيلة إلكترونية تحقق شرط العلنية والمشاركة في ذلك"، وحكمت عليهما بسنتين سجناً نافذاً لكل واحد منهما، مع غرامة قدرها 500 درهم (نحو 50 دولاراً)، وطلبت حذف الأغنية من "يوتيوب".
"شر كبي أتاي" تغضب الجمعيات
كانت جمعيات حماية الأطفال قد تقدّمت بشكاية ضد الأغنية بتهمة "التحريض على استغلال القاصرات"، ووصفتها منظمة حماية الطفل "ماتقيش ولدي" بأنها "خادشة للحياء" لأن كلماتها تضمّنت عبارات تدعو إلى "استغلال القاصرات جنسياً" و"اغتصابهن" بشكل صريح ومباشر. وحذّرت في بيان من وصول الأطفال إلى هذا النوع من المقاطع، التي اعتبرتها "لا تراعي أخلاقيات الفن والموسيقى وأهدافها ويستعملونها لتمرير رسائل مباشرة خطيرة كالتحريض على الاستغلال الجنسي للقاصرات واغتصابهن".
مواقع التواصل تناقش "شر كبي أتاي"
في المقابل، لاقت "شر كبي أتاي" انتشاراً مهماً في "يوتيوب" و"تيك توك" و"إنستغرام"، مازجةً بين إيقاعات من التراث الأمازيغي وكلمات مثيرة للجدل. وردّ المغنيان على الجدل بأن "شر كبي أتاي" لا تحرّض على استغلال القاصرات أو اغتصابهن، بل هي رسالة تحذيرية للآباء مما قد يحدث لبناتهم. وبعد الحكم الأول بسنتين، قال المحامي المغربي، محمد بن دكاك، في منشور عبر حسابه في "فيسبوك"، إن العقوبة كانت قاسية بالرغم من اعتباره أن الفعل الذي ارتكبه الشابان "جريمة لا تغتفر"، بحسب تعبيره.
وتابعت مواقع التواصل قصة "شر كبي أتاي" قبل المحاكمة وفي أثنائها وبعدها، وبينما رحّب البعض بحذف الأغنية وطالب باحترام "العادات والتقاليد" في المجتمع المغربي، اعتبر آخرون أن الحكم كان قاسياً، ولا يجب وضع فنّانين بجانب المجرمين بحسب تعبيرهم، منتقدين أغاني أشهر لفنانين أبرز يتناولون المواضيع نفسها، لكنهم لم يتعرّضوا لأي نوع من العقاب.