دوما تختنق... والعالم شريكٌ في الجريمة

09 ابريل 2018
مجزرة جديدة (الأناضول)
+ الخط -
يتكرّر المشهد نفسه؛ صور جثث أطفال ونساء ورجال اختنقوا بعد قصف النظام السوري بالغازات السامة، يتكدّسون فوق بعضهم. صور ومقاطع فيديو لأطفال يبكون بينما يهرع مسعفون لإنقاذهم. وصور رضّع مختنقين في أحضان أهلهم... بعد عامٍ بالضبط، إثر مجزرة خان شيخون، يُكرّر النظام مجزرته بنفس الدم البارد، في دوما هذه المرّة، وعلى مرأى العالم أجمع أيضاً. بعد وعيدٍ من الإدارة الأميركيّة الجديدة بقيادة دونالد ترامب، وتخاذلٍ واضح من الأمم المتحدة، والكثير الكثير من بيانات التنديد بقتل السوريين. هي الصورة نفسها، والمجرم نفسه، والمتفرّجون أنفسهم.
قُتل أكثر من 150 مدنياً، وأُصيب أكثر من ألف آخرين، بينهم نساء وأطفال، بحالات اختناق، مساء السبت، نتيجة قصف قوات النظام مدينة دوما المحاصرة، في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، بالغازات السامة.

هكذا، كانت الصورة في الإعلام العالمي أمس، والذي نقل عن الكوادر الطبيّة الميدانيّة الأخبار عن ارتكاب النظام مجزرة جديدة بالكيميائي. وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي انشغلت بالجريمة أمس، عبر وسوم عدّة، وصل بينها "#الاسد_يقصف_دوما_بالكيماوي" إلى لائحة الأكثر تداولاً عالمياً.

وعنونت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية "مقتل العشرات في هجوم كيميائي مشتبه به على الجيب السوري المتمرّد" وأشارت، إضافة إلى التطورات الميدانيّة، إلى نفي وسائل إعلام النظام الجريمة، وإصرار الأخير على الزعم أنّ المعارضة هي التي تروّج لأخبارٍ كاذبة. وقالت الصحيفة "دوما هي آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية. وقتل ما يقرب من ألفي مدني في حملة استمرت شهرين على أيدي قوات الأسد المدعومة من موسكو، للإطاحة بالمعارضين من معقلهم الأخير قرب العاصمة السورية. وأدانت جماعات حقوق الإنسان ومسؤولو الأمم المتحدة الهجوم، واتخذ مجلس الأمن قرارا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ سبع سنوات".
من جهتها، عنونت "ذا إندبندنت": "عشرات المدنيين قتلوا في هجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية". أما "تايم" فكتبت "ناشطون ومتطوعون يقولون إن هجوما بالغاز قرب العاصمة السورية قتل على الأقل 40 شخصا". وعنونت "بي بي سي": "حرب سورية: ما لا يقل عن 70 قتيلاً في هجوم كيميائي مشتبه به في دوما". بينما كتبت "سي إن بي سي": "العشرات قُتلوا في هجوم يشتبه بأنه غاز في سورية؛ ودمشق تنفي".



على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر السوريون والعرب عن غضبهم من المجزرة، عبر وسوم "#الغوطة_الشرقية" و"#الاسد_يقصف_دوما_بالكيماوي" و"#دوما_تقصف_بالكيماوي". كما انتشرت الأخبار الأساسيّة عن ارتكاب المجزرة من هناك، فقال حساب الدفاع المدني السوري الرسمي في تغريدة على تويتر: "إبادة جماعية بحق أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية، أكثر من ألف مصاب وأنباء عن عشرات الشهداء خنقاً في الأقبية، بعد استهداف مدينة دوما بالغازات السامة للمرة الثانية، ما تزال فرق الدفاع المدني في حالة الاستجابة".
وأكد الناشط براء عبد الرحمن من دوما أخبار القصف، بالقول: "خروج مشفى دوما النقطة واحد عن الخدمة بشكل كامل بعد استهدافه بكافة أنواع الأسلحة، بما فيها الغازات السامة وخروج شعبة الهلال الأحمر في دوما، واستهداف الدفاع المدني وخروج الإطفاء عن الخدمة واستهداف منظومة الإسعاف وخروجها عن الخدمة".


وقال أسامة أبو زيد: عائلات بأكملها باتت في عداد الموتى بعد استهداف دوما بالغازات السامة قبل قليل. مئات المدنيين بين شهيد وجريح وفي حضرة الشهداء بلا دماء، لا يسعني إلا أن أقول من لديه أصدقاء كأصدقاء الشعب السوري ليس بحاجة أعداء تباً لكم جميعاً بلا استثناء.
وقال هادي العبدالله في مقطع على تويتر "دوما تختنق وكل العالم شريك في خنقها مع الأسد وروسيا! غازات سامة من جديد في دوما بغوطة دمشق.. بانتظار اجتماعات المباركة للجريمة من دول العالم!".
وغردت عليا "روسيا وصبيها بشار الأسد يحرقون #دوما بأهلها، مئات الناس تختنق بغازات النظام السامة، عشرات الشهداء قضوا نحبهم، والعالم يدير ظهره ويغلق أذنيه، لا شيء سوى الموت، ولكني لم أعد أميز حقا الميت من الحي".

وقال أنور مالك "دوما في غوطة دمشق تواجه وحشية بوتين وحقد خامنئي ونذالة الأسد، الذين اجتمعوا على إبادتها بأسلحة محرمة دولياً، وللأسف لا مجلس الأمن يتحرّك، ولا الأمم المتحدة تقلق على الأقل، ولا الجامعة العربية تشعر ببعض الخجل. لكم ربكم يا أهلنا في سورية!"
وكتب وليد "#دوما_تقصف_بالكيماوي اختناق عائلات كاملة بالغازات السامة في #دوما الآن في #الغوطة الشرقية، في جريمة جديدة من قبل نظام #الاسد المدعوم من #ايران و#روسيا وسط صمت #اوربا و #امريكا و#منظمة_الامم_المتحدة_ضدنا".

وقال جابر الحرمي ".. وتستمر المجازر بحق الشعب السوري.. مدينة #دوما_تقصف_بالكيماوي في ليلة مروعة ذهب ضحيته أكثر من 150 شخصا ومئات الإصابات.. ثم يأتي من يقول: #الاسد باق في السلطة.. ألا يخجلون وهم يرون هذه المجازر.. الفاعل والساكت في الجريمة سواء.. #مجزرة_الكيماوي_في_دوما".
وكتب يوسف حسين "قهر لا يوصف من قصف المجرم بشار الأسد للأطفال والمدنيين المسالمين في دوما.. قهر لا يوصف أكبر من حكام العرب اللي بدل ما يتحاموا ببعض لمواجهة أعدائنا.. تسابقوا لنيل رضا مجرمين زي بوتين وترامب! #الاسد_يقصف_دوما_بالكيماوي".
وغردت روعة أوجيه "صراخهم كصراخنا.. بدون صوت! موتنا كموتهم.. بدون دماء! نطالع صورهم يختنقون بالكيماوي، ونحن نختنق بعجزنا.. توجعني أرواح الأبرياء تضيع ظلماً.. أين العدالة في زمن السفّاحين والمصالح؟ #مجزرة_الكيماوي".







المساهمون