تحليل: تكتيكات روسية جديدة للتدخل في الانتخابات الأميركية

07 نوفمبر 2018
لم تتوقف الحسابات بعد فوز ترامب (رالف فريسكو/Getty)
+ الخط -
رصد محققون حكوميون وأكاديميون وشركات أمنية، نشر وكلاء روس يُعتقد أنهم مرتبطون بالحكومة الروسية محتوى مثيراً للانقسام ومعززاً للمواضيع المتطرفة، قبل الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي.

 

ونقلت وكالة "رويترز" عن الباحثين، الذين يدرسون انتشار المعلومات المضللة على "فيسبوك" و"تويتر" و"ريديت" ومنصات أخرى، أن التكتيكات الجديدة سمحت بالتغلب على عمليات التطهير التي تقوم بها شركات الإعلام الاجتماعي الكبرى وتجنبت التدقيق الحكومي.

روسيا لم تتوقف بعد 2016

وقال مدير مختبر الأبحاث الرقمية التابع للمجلس الأطلسي، غراهام بروكاي: "إن الروس لا يجلسون بالتأكيد مكتوفي الأيدي. لقد تكيفوا مع مرور الوقت لزيادة التركيز على عمليات التأثير في أميركا".

وتقول وكالات الاستخبارات والأمن في الولايات المتحدة، إن روسيا استخدمت المعلومات المضللة وغيرها من الأساليب لدعم حملة الرئيس دونالد ترامب في 2016.

ورفضت الحكومة الروسية ادعاءات بالتدخل في الانتخابات. وامتنع المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء عن التعليق على مزاعم عن المزيد من التدخل في الفترة التي تسبق الانتخابات النصفية. 

وقال ديمتري بيسكوف للصحافيين: "لا يمكننا الرد على بعض المحللين المجردين في مجال الأمن السيبراني لأننا لا نعرف من هم وما إذا كانوا يفهمون أي شيء عن الأمن السيبراني". وقال إن موسكو لا تتوقع أي تحسن ملحوظ في علاقاتها المتوترة مع واشنطن بعد التصويت.

دليل ملموس على التدخل الروسي

ظهرت علامة واضحة على التزام روسي مستمر بتعطيل الحياة السياسية الأميركية، وذلك في اتهامات وجهت الشهر الماضي ضد امرأة روسية تعمل كمحاسبة في شركة  في سان بطرسبرغ معروفة باسم وكالة أبحاث الإنترنت.

وبعد أن أنفقت 12 مليون دولار على مشروع للتأثير في الانتخابات الأميركية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية في عام 2016، خصصت الشركة 12.2 مليون دولار للعام الماضي، ثم اقترحت إنفاق 10 ملايين دولار في النصف الأول من عام 2018، حسبما أظهرت ملفات المحكمة.

وذكرت لائحة الاتهام أن وكالة أبحاث الإنترنت قد استخدمت حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية المزيفة لنشر المحتوى حول القضايا المشحونة سياسياً، بما في ذلك العرق ومراقبة الأسلحة والهجرة، من الجانبين. 

 

الأهداف نفسها... لكن تكتيكات جديدة

يقول الباحثون إن أهداف نشر المحتوى المثير للانقسام قد ظلت على حالها، لكن الأساليب تطورت بطرق متعددة؛ من بينها اعتماد أقل على الخيال الخالص، خصوصاً بعدما تمت توعية الناس بالحذر من القصص الكاذبة تماماً، واستخدام موقع "فيسبوك" مدققين خارجيين لإبطاء انتشار الأكاذيب.

وقالت المسؤولة السابقة في وكالة الأمن القومي، ومحللة التهديدات، بريسيلا موريوشي: "لقد أجرينا الكثير من الأبحاث حول الأخبار المزيفة وأصبح الناس يحرزون تقدما في معرفتها، لذا أصبح هذا التكتيك أقل فعالية".

وبدلاً من ذلك، تعمل الحسابات الروسية على تضخيم القصص و"الميمز" عبر الإنترنت، التي جاءت في البداية من الولايات المتحدة، من أقصى اليسار أو أقصى اليمين. تبدو مثل هذه الإعلانات أكثر تفرّداً، يصعب التعرف إليها على أنها أجنبية، وأسهل في إنتاجها من القصص المصطنعة. 

وقال مدير الأبحاث في شركة "نيو نوليدج" الأمنية، رينيه ديريستا، إن شركته قامت بتجميع قائمة بالحسابات الروسية المشتبه بها على "فيسبوك" و"تويتر"، وكانت مشابهة لتلك الموقوفة بعد حملة 2016.

واستغل بعضها ترشيح مرشحين معينين، واستخدم آخرون منشورات من الديمقراطيين اليساريين، وتم إنشاء حسابات قدمت نفسها على أنها لخبراء يمينيين متطرفين، وكان لديهم حسابات في Gab، الشبكة الاجتماعية التي يفضلها اليمين المتطرف.

وتستغل الحسابات موضوعاً رئيسياً مثيراً للانقسام، مثل دعوة الأميركيين من ذوي البشرة الداكنة، للخروج من الحزب الديمقراطي، حينما نُشرت 250 ألف تغريدة وسم الدعوة "بليكسيت" لمدة 15 ساعة الأسبوع الماضي، ثم تبيّن أن 40 ألفاً من هذه التغريدات أتت من حسابات شاركت سابقاً في حملات إعلامية روسية.

وجاءت تكتيكات روسية أخرى أكثر تعقيداً، إذ أظهرت السجلات أن المحرضين استخدموا خدمة "ماسينجر" لمحاولة دفع الآخرين إلى شراء الإعلانات لهم وتجنيد المتطرفين الأميركيين لتعزيز الاحتجاجات في العالم الحقيقي. هذه التحركات سمحت للروس بالتهرب من أنظمة الكشف المعززة والاختلاط مع الحشد.

المساهمون