أمير عسير يتدخّل لإنقاذ مغرد من السجن

تدخل أمير منطقة عسير، فيصل بن خالد، لمنع تحويل ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي للتحقيق، بعد أن قام بتوثيق أسلاك كهرباء تخترق مبنى تحت الإنشاء بمحايل عسير (جنوب السعودية)، مقدماً له الشكر على التوثيق للمخالفة الخطيرة.

ونقض أمير عسير قرارًا كانت اتخذته اللجنة المكلفة بالتحقيق في الواقعة، بحجة أن المصور أساء لهم، ولم يبلغهم أولاً قبل نشر المقطع الذي أثار الكثير من الجدل في السعودية خلال الساعات الماضية.

وأكد محافظ محايل محمد المتحمي، الذي رأس اللجنة، اليوم الخميس، أن أمير المنطقة قرر تقديم الشكر للمصور بدلاً من سجنه، لأنه نبّه لهذه المخالفة، وإفهامه بأن الطريقة التي اتبعها فيها إثارة وتستوجب المساءلة، وأنه كان الواجب عليه إشعار الأمانة بالأمر بدلاً من نشر المقطع.

وبرر المحافظ حينها قرار تحويل المصور للتحقيق بأنه أثار الرأي العام ولم يسلك الطرق النظامية، فالبلدية لديها رقم مجاني، وكذلك هيئة مكافحة الفساد لديها رقم مجاني، وشركة الكهرباء لو كان اتصل ستسجل مكالمته، ولكنه خالف الأنظمة بنشر المقطع.

وكان قرار اللجنة بتحويل مصور الفيديو قد أثار غضب الناشطين على "تويتر"، معتبرين أن مثل هذا القرار سيجعل المواطنين يتخوفون من تصوير المخالفات التي تقع من المسؤولين، لأنه سيدخلهم السجن.

وأكد الكاتب في صحيفة "الحياة" عبدالعزيز السويد أن الفيديو أدان شركة الكهرباء أولاً وبقية الأجهزة الحكومية المعنية ثانياً. وبدلاً من شكر صاحب المقطع وتقديم مكافأة له تم تداول أخبار عن محضر رسمي، جاء في أحد بنوده التوصية بالتحقيق معه، وأضاف: "هناك اعتراف رسمي بالتقصير، لكن هذا لا يكفي، بل لا بد من جرجرة مصور المقطع، وهو ما يفتح باب سوء استخدام (الجرائم المعلوماتية) بشكل رسمي للحد من الكشف عن التقصير والإهمال، لأنه إذا ما تم استدعاء المصور للتحقيق فقط فهي خطوة وحدها كافية لإحجام المواطنين عن الاهتمام بقضايا من هذا النوع أو أكبر منها".

في الاتجاه ذاته، أكد الإعلامي حبشي الشمري على أن فكرة تحويل ناشط وثق قصورا حكوميا تجعل أي مواطن يشاهد الخلل يتقاعس عن توثيقة، لأنه سيقول في نفسه "لماذا أورط نفسي".

وقال لـ"العربي الجديد": "ما يحدث من تهديد لمن يوثق المخالفات حماية للفساد، خاصة عندما يكون الخلل في الأمور التي تهدد السلامة أو إهدار المال العام، واعتبار توثيق ذلك جريمة معلوماتية سيكون ضرره أكثر من نفعه، وسيقود في نهاية المطاف لعدم تفاعل المواطن مع المخالفات، وهذا سيعطي الفاسدين أرضا خصبة تحميهم من المحاسبة".

في الجانب ذاته، استغرب مغردون فكرة التحقيق من الأساس، مشددين على أن المصور لم يخالف أيا من الأنظمة والقوانين، وقال وليام: "من أمر بإحالة مصور أسلاك الكهرباء للادعاء هو من هرم الفساد بعينه وهو من المشجعين والمدافعين عن الفساد".

وكان عدد من المحامين تبرعوا بالدفاع عن مصور المقطع في حال وصول القضية للقضاء.