مصر: نوفمبر شهر اتهام الإعلاميين بـ"إهانة الرئيس"

06 ديسمبر 2017
وثّق المرصد 50 انتهاكاً الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -
أصدر "المرصد العربي لحرية الإعلام" تقريراً حول الانتهاكات ضد الإعلاميين في مصر، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورصد فيه 50 انتهاكاً، وحالة إفراج واحدة، و16 إجراءً قضائياً، بزيادة 7 انتهاكات مقارنة بشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبلغ عدد الصحافيين السجناء بنهاية الشهر الماضي 87 صحافياً، ما يؤكد استمرار قمع الصحافيين وحبسهم، وفقاً للتقرير.

وأشار التقرير إلى أن "التهمة الأكثر وضوحاً كانت إهانة الرئيس، وطاولت العديد من الصحافيين والإعلاميين، وسُجن العديد منهم بسبب هذه التهمة التي لم تُعرّف بشكل واضح في القانون إلى الآن".

وكانت نيابة جنوب الجيزة الكلية قد قررت إحالة الصحافية في موقع "فكرة" الإلكتروني، أسماء زيدان، إلى محكمة الجنايات، لتحديد جلسة لنظر اتهامها بإهانة المشير عبدالفتاح السيسي، في القضية المتهمة فيها بنشر صور من شأنها تكدير السلم العام، وإهانة رئيس الجمهورية على "فيسبوك".

وحصل أمر مماثل مع الكاتبة الصحافية في صحيفة "المصري اليوم"، غادة الشريف، إذ أحال النائب العام بلاغاً مقدماً من أحد المحامين ضدها، يتهمها بإهانة السيسي، وتهديد الأمن القومي المصري وتكدير السلم الاجتماعي، إلى نيابة وسط القاهرة لمباشرة التحقيق في هذه التهمة ايضاً.

كما فُصلت الإعلامية عبير حمدي الفخراني، بعد حرمانها من تقديم برنامجها على قناة "الدلتا"، والتحقيق معها بتهمة إهانة السيسي والسخرية منه على صفحتها على "فيسبوك".

وفي السياق نفسه، أحالت إدارة الشؤون القانونية المركزية التابعة لرئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المذيعة في قناة "القاهرة"، عزة الحناوي، إلى النيابة الإدارية لاستكمال التحقيقات معها في واقعتي إجراء مداخلة هاتفية على قناة "الجزيرة الإخبارية"، والتهكم على قيادات "ماسبيرو" (الإذاعة والتلفزيون المصري)، وإهانة السيسي عبر "فيسبوك".

وعلى صعيد الاعتقال والإخفاء القسري، شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني 6 حالات، شملت محمود خليل، المذيع في "إذاعة القرآن الكريم"، والسيد طه إبراهيم، الصحافي في وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، الذي تم احتجازه وإخفاؤه قسرياً، بالإضافة إلى احتجاز المدون إسلام الرفاعي وإخفائه قسرياً مدة 3 أيام، والصحافي أحمد علي عبدالعزيز، كما احتُجز الصحافي سعيد حشاد من موقع "فكرة" والمراسل المستقل أحمد علي، وأُخفيا قسرياً قبل ظهورهما بعد 4 أيام في مقر نيابة أمن الدولة.

أما بالنسبة للإفراجات، فقد شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني حالتين شملتا الصحافي محمود مصطفى سعد من صحيفة "النهار"، والصحافي حسن القباني من صحيفة "الكرامة"، بتدابير احترازية، بعد حبس احتياطي تجاوز السنتين على ذمة قضية التخابر مع النرويج.

كما سجل شهر نوفمبر/تشرين الثاني 4 حالات انتهاك بحق الصحافيين السجناء، كان بطلها الصحافي المستقل أحمد السخاوي، مسجلاً انتهاكين متتاليين، إذ أكد تعرضه للتعذيب للاعتراف بأنه يتعاون مع قناة "الجزيرة" ويعمل لصالحها، وسُجن في "العقرب" في زنزانة حُرم فيها من كل الحقوق، ما دفعه إلى محاولة الانتحار بقطع بعض الشرايين والإضراب عن الطعام.

وفي الواقعة الثانية، أطلق السخاوي استغاثة طلب فيها علاجه.

أما الحالة الثانية فتخص الإعلامي الشاب، أحمد فاروق أحمد صالح، المقبوض عليه مع إعلاميين شباب بتاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، وأعلن الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله لمدة عام من دون معرفة الأسباب.

ويكمل الصحافي إسماعيل الإسكندراني هذه الانتهاكات، إذ لم يتم الإفراج عنه والإبقاء عليه بمحبسه رغم أنه أنهى فترة الحبس الاحتياطي، ويتوجب الإفراج عنه وفقاً للقانون.

وعلى صعيد المحاكمات والبلاغات، سجل شهر نوفمبر/تشرين الثاني 41 حالة محاكمات وبلاغات، منها 16 حالة إجرائية و25 تمثل انتهاكات، تمثلت في التجديد وحبس صحافيين، والحكم على آخرين بأحكام بالحبس والغرامة.

وشمل هذه الباب عدة انتهاكات، تمثلت في الحكم بالحبس لمدة عام غيابياً على الصحافية عبير الصفتي، وحبس الصحافي أحمد علي عبدالعزيز لمدة 15 يوماً، وكذلك حبس الصحافية أسماء زيدان، فضلاً عن تجديد حبس عدد كبير من الصحافيين، بينهم بدر محمد بدر وأحمد زهران ومحمود شوكان وحمدي مختار وأسامة البشبيشي، وسامحي مصطفى وعبدالله الفخراني وأحمد السخاوي ومحمد الحسيني وأنغام غنيم ومحمد الشاعر وممدوح الماتع.

كما صدرت أحكام بالغرامة ضد محمد الباز، ورفض استئناف في حكم آخر عليه بغرامة 20 ألفاً، فضلاً عن قبول عدة بلاغات أخرى ضد صحافيين وإعلاميين.

وفي المقابل ومن الناحية الإجرائية، تمت تبرئة رئيس تحرير "الأهرام"، علاء ثابت، وتأجيل العديد من القضايا والبلاغات.

وفي باب المنع من التغطية، شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني 10 حالات، كان بطلها أحداث مسجد الروضة، شمال سيناء، حيث منعت قوات الجيش والشرطة الصحافيين من التصوير عقب الأحداث. كما منعت إجراء أي أحاديث صحافية مع المصابين في مستشفيات القاهرة.

كما جاءت المحاكم أيضا في مقدمة الأماكن التي منع الصحافيين من التغطية فيها، سواء في مجلس الدولة أو معهد أمناء الشرطة، حيث انعقد عدد من المحاكمات، بالإضافة إلى نادي الجمهورية في شبين الكوم، حيث منع الأمن في النادي الصحافيين من تغطية انتخابات الجمعية العمومية.

كما شهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني حالة اعتداءات بدنية واحدة، تمثلت في القبض على المصور والمدون محمد إبراهيم الشهير بـ"محمد أكسجين"، صاحب قناة "يوتيوب" الشهيرة "أكسجين مصر"، والاعتداء عليه قبل أن يطلق سراحه.

وبخصوص حجب البرامج والفضائيات، سجل شهر نوفمبر/تشرين الثاني 4 حالات منع وحجب، حيث تم تحويل الإذاعي محمود خليل في "إذاعة القرآن الكريم" للشؤون الإدارية ومنع من العمل (إضافة إلى حبسه احتياطياً)، فضلا عن حرمان العديد من علماء الدين من الظهور على القنوات الفضائية بعد تحديد قائمة من 50 شخصا فقط للظهور، والحديث عن أمور الدين ومنع أي شخص آخر.

المساهمون