تفجير بيروت... السخرية وحدها في الساحة

13 يونيو 2016
(حسين بيضون/ العربي الجديد)
+ الخط -
في لبنان، تُعاد الكرّة في كُلّ مرّة. كلّما هزّ حدث أمنيّ البلاد، تتحوّل مواقع التواصل إلى ناقل للخبر والصور، مُحلّل للأسباب والخلفيّات والنتائج، وإلى مصدر للسخرية. هذا تحديداً ما حدث ليل أمس، عندما هزّ تفجير منطقة فردان في بيروت، مستهدفاً مبنى مصرف "بلوم بنك".

التحذيرات الأمنيّة التي أطلقتها سفارات أجنبيّة ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة خلال الأسبوعين الأخيرين، كانت حاضراً بارزاً في تعليقات اللبنانيين على مواقع التواصل، إذ أعادوا نشر الرسائل التحذيريّة، متسائلين عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الدولة اللبنانيّة. وبعد التعليقات الكثيفة حول الموضوع، نفت السفارة الكندية في لبنان، في تغريدة لها، أن تكون قد أرسلت أيّ تحذيرات خلال نهاية الأسبوع.




وكانت التحليلات أوّل ما نُشر على مواقع التواصل، فاعتبر البعض أنّ استهداف المصرف يتبع مباشرةً للتهديدات التي خرجت عن "حزب الله" إثر تطبيق قانون أميركي يمنع مسؤولي الحزب بفتح حسابات في المصارف. 


وأعاد الناشطون نشر تعليقات كتبها صحافيون تابعون سياسياً لـ"حزب الله"، عن "بلوم بنك" نفسه، واتهامه بأنّه أكثر البنوك تشدداً ضد الحزب في "تطبيق ما يطلبه الأميركيون". وبينما اتهم البعضُ العدو الاسرائيلي بالوقوف وراء التفجير، سخر آخرون من تلك التحليلات. وكتبت الصحافية ديانا مقلد: "البعض يعتبر أن السؤال والتحليل حول مسؤولية حزب الله في انفجار اليوم هو ضرب من التسرع اللامنطقي والسذاجة، وأن الأمور ليست على هذا القدر من الوضوح... لكن ماذا إذا قرر الحزب أن يكون مباشرا وواضحا إلى هذا الحد وجادّا فعلا في تهديداته... ألم يفعلها قبلا يا جماعة".



ولاقت تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي اعتبر أن التفجير "غير تقليدي" وتصريح وزير التربية الياس بو صعب الذي لمّح إلى أن تلميذاً يخوض الامتحانات الرسمية في المنطقة قد يكون وراءه، سخريةً واسعة أيضاً.


السخرية لم تختفِ بدورها عن مواقع التواصل، خصوصاً بعد تأكيد عدم سقوط ضحايا في التفجير. فأمل بعض المستخدمين أن تختفي ملفات القروض التي سحبوها من البنك مع التفجير، فيما استخدم آخرون اسم المصرف (لبنان والمهجر) وشعاره (راحة البال) للسخرية. وفي هذا السياق كتب نادر: "بعد كم انفجار ولبنان كلّو بصير بالمهجر!"، فيما كتب آخر "راح لبنان وبقي المهجر". بينما نشر آخرون صورةً أزيل منها شعار "راحة البال" وكُتب مكانه "راح الباب".



وكتب زياد: "إذا بنكك من إزاز ما تراشق العالم بحجارة، ستي الممانعة"، وردّت تانيا
"بسيطة، انكسر الشر" - امي، اللي كل همها مين رح يكنّس القزاز".



وعن اللبنانيين الذين تساءلوا عن سبب عدم تفعيل خاصية "التحقق من السلامة" عبر موقع "فيسبوك"، كتب جينو: "تفجير لم يقع فيه ضحايا، لماذا يجب أن يتم تفعيل الخاصية؟".






المساهمون