شهادة الأسير الصحافي محمد عرب عن مُعتقَل سدي تيمان: لا أعرف لماذا أنا هنا ومعي شيوخ وأطفال ومعوقون

11 يوليو 2024
محمد عرب واحد من عشرات الصحافيين الأسرى في سجون الاحتلال (التلفزيون العربي)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في 18 مارس، اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل التلفزيون العربي محمد عرب من مستشفى الشفاء في غزة، وتم نقله لاحقاً إلى سجن عوفر.
- وصف محمد عرب ظروف اعتقاله القاسية، بما في ذلك التعذيب الجسدي والنفسي، والحرمان من النوم والطعام الكافي، والمعاملة اللاإنسانية.
- أشار عرب إلى تعرض الأسرى لممارسات غير أخلاقية، مثل التحرش الجنسي والاغتصاب، والظروف الصحية السيئة، بما في ذلك الجرب والقمل والحرمان من الرعاية الطبية.

ننشر شهادة مراسل التلفزيون العربي محمد عرب الذي اعتقل من مستشفى الشفاء في غزة في مارس/ آذار الماضي، كما كتبتها المحامية الفلسطينية م. أ. التي تمكنت وزميلها خالد محاجنة من مقابلته.

في 18 مارس/ آذار الماضي، اختطفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسل التلفزيون العربي محمد عرب من مستشفى الشفاء، وسط قطاع غزة، برفقة 400 آخرين. تمكن المحامي خالد محاجنة والمحامية م. أ. بعد محاولات قانونيّة حثيثة، من الوصول إلى عرب في مُعتقل سدي تيمان العسكري ومقابلته في 19 يونيو/ حزيران الماضي، قبل نقله إلى سجن عوفر في الثاني من يوليو/ تموز الحالي.

وفقاً للمحاميَين، تكلّم محمّد عرب بكلّ صعوبة، ولم يثق بهما من السّؤال الأوّل أو الثاني. كان يتحدّث معهما وعيونه قلقة، حتّى أنّه سأل في منتصف المقابلة، بعدما اطمأنّ إليهما نوعاً ما: كيف لي أن أصدقكما؟ هل أنتما مخابرات؟ "لم يصدِّق أنّنا محاميان فلسطينيّان نحاول مساعدته قانونياً وإيصال صوته للعالم الحر"، يقولان.

هذه المقابلة والشّهادة واقعيّة بكل مضامينها، وأيّ تشابه بينها وبين قصّة أخرى هو ليس بمحض الصدفة، وإنّما بمحض الموت ومحاولات النجاة.

كيف حالك محمّد؟

متعب، مُنهك، لا أصدّق أنّكم بشر! هل أنتم مخابرات إسرائيليّة؟ شاباك؟ قلت لكم مراراً أنا مجرّد صحافي، أنا مدني ولا دخل لي بكلِّ الاتّهامات التي تحاولون إلصاقها بي.

لا تقلق محمّد، نحن محاميان من الدّاخل، جئنا إلى هنا بعدما تم توكيلنا من قِبَل أسرتك وعائلتك في غزّة، وأيضًا زملائك في التلفزيون العربي، أخبرنا كيف حالك؟ ماذا حصل معك؟

عندما أحضروني إلى المعتقل، تكالب جنود الاحتلال عليّ وعلى غيري من الأسرى. تناوب على ضربي عشرات الجنود، أكثر من ثماني ساعاتٍ من الضرب المُبرح والمتواصل، رموا عليّ أبشع الإهانات والألفاظ بالعربيّة والعبريّة، بالعربيّة أكثر، من كثرة الضّرب، دخلت في غيبوبة، وآخر ما أتذكّر أنّهم حاولوا كسر رقبتي. عندما أفقت من شدّة الألم، جرّدوني من ملابسي، ثمّ قيّدوني وعصبوا عينيَّ، وأدخلوا الكلاب عليّ لتخويفي، كنت أسمع أصوات ضرب وتعذيب المختطفين، حتّى أنّي سمعت في ستّ مراتٍ مختلفة وعلى مدى أسابيع جنود الاحتلال يقولون: خلص سيبه شكله مات. لقد كانت هنالك عدّة وفيات من شدّة التعذيب. هذه الأصفاد على يدي منذ تسعين يوماً، كانت مشدودة جداً، لكنّهم خففوها، ويبدو أنّهم فعلوا ذلك بسبب الزيارة. طلبت منهم أكثر من مرّة لكنّهم رفضوا، وعند كلِّ رفضٍ يضربونني، لقد فقدت الإحساس بأصابعي، لاحظ كيف أن علامات الأصفاد واضحة وظاهرة!

قطع كلامه فجأة ليقول: هل أنتم عصافير؟ والله لا أصدِّق أنكم بشر، لم أقابل شخصاً عادياً منذ شهور، أحسّكم من وحيَ الخيال!

إنّ السجّانين العرب الموجودين هنا أسوأ مليون مرّة من السجّانين اليهود. يفهمون كلّ شيء، وعلى الأغلب يسترقون السّمع لهذه الزّيارة، إنّهم يسترقون السّمع الآن، لقد سمعوني والله، يا ربي استرني.

كان الباب موارباً بعض الشيء من ناحية محمّد عرب، ولا ندري إن كانوا يسترقون السّمع، ولا نعرف ما إذا كانوا بالفعل يخططون لعقاب وانتقام منه بسبب الزيارة، ولا نعرف صراحةً هل هذا بسبب الخوف وحالة الرقابة الذّاتية التي تشكّلت عنده.

هل تعرِف سبب اعتقالك؟

كنت منتسباً لحركة حماس قبل سنة من اندلاع الحرب، لكنني انسحبت منها قبل الحرب، ولا تربطني أيّ علاقة مع الحركة على الإطلاق. اعتقلت من مستشفى الشّفاء أثناء عملي كمراسل للتلفزيون العربي أغطي أحداث الحرب على غزّة، وأحداث اقتحام المستشفى. أخبرتهم بذلك، لكنّهم لم يصدّقوني، وقالوا لي إنّني مراسل بين حماس وجهاتٍ أخرى، وأي شيءٍ أقوله يتم تفسيره على أنّه خدمة لحماس.

بعد اعتقالي بأربعين يوماً، استدعوني للتّحقيق، مكان التحقيق يشبه الباركس (صندوق حديديّ عرضه متران، وطوله عشرة أمتار). المكان كان حاراً جداً، وطِوال التحقيق هددوني بأهلي، بزوجتي وأطفالي، قالوا لي: إن لم تُفصِح عن أماكن الأسلحة والأنفاق والصواريخ الخاصّة بحركة حماس، فإنّهم سيقتلون أهلي وأطفالي. الاعتقال هنا والله ليس مبنياً على أيِّ حجّةٍ وسبب، أي شخص أمامهم اعتقلوه، يوجد معي شيوخ وأطفال، وأناس يعانون من إعاقاتٍ ذهنيّة وجسديّة.

سمعت في ستّ مراتٍ مختلفة وعلى مدى أسابيع جنود الاحتلال يقولون: خلص سيبه شكله مات

لا أعرف لماذا أنا هنا، مددوا لي فترة اعتقالي، أحد السجّانين فتح هاتفه، وأدخلوني إلى جلسة المحكمة عبر تطبيق زوم، وأخبرني القاضي بأنّه قد مدَّد لي الاعتقال إلى أجلٍ غير مسمّى، والسّبب هو الانتماء لتنظيمٍ غير معروف، ولم يسمح لي أن أتحدّث أو حتّى أن أدافع عن نفسي.

كيف هي المعاملة معك ومع غيرك من الأسرى، وما هي ظروف اعتقالكم الإنسانيّة؟

إنسانيّة؟! تهديد بالضّرب إذا قمنا بأيَّ حركة، ممنوعون من الكلام، ممنوعون من الالتفات ورفع الرأس، علينا البقاء في وضعيّة الجلوس ومحنيي الظهور للأسفل، وأيادينا مقيّدة للخلف، البعض أيديهم مقيّدة للأمام. إذا ما تمّ رفع الرأس يتم ضربنا وتعذيبنا. الجلوس يكون على قطعة بلاستيك، يُمنع الالتفات حولك، معصوبو الأعين، كنّا لا نعرف الليل إلّا في حالةٍ واحدة، عندما يشغّلون الموسيقى المزعجة كي يمنعوننا من النّوم، أصوات مزعجة تمنعنا من النوم، ننام وأعيننا معصوبة، وإذا سقطت العصبة خلال النّوم، نتعرّض للضّرب المبرح والمتواصل. النوم يكون في باركس، أو كراج للسيارات... لا أعرف، لم أعد أستطيع تمييز الأماكن ومسمّياتها من شدّة الضرب وقسوة التعذيب، أعطوا كل واحدٍ منا بطّانيةٍ واحدة من دون وسادة، وإذا حالفك الحظ وكنت ترتدي نعلًا/ حذاءً يمكنك استخدامه كوسادة، وتسحب البطانيّة في حال التفتنا يميناً أو يساراً أو إذا سقطت العصبة.

في أوّل خمسين يوماً، كنت أرتدي البنطال نفسه رماديّ اللون، وحتّى البارحة استبدلوا البنطال بعدما صار بنياً من كثرة اتساخه، واليوم استبدلوه مرّةً أخرى. الآن عرفت لماذا استبدلوا البنطال، بسبب الزّيارة.

يتم التعامل معنا كأرقام، توجد كما ترى في يد كل واحدٍ منا "إسوارة" مطبوعٌ عليها رقم، وكل أسيرٍ لديه رقمه وإسوارته الخاصّة. المرحاض عبارة عن صندوق بلاستيك متر بمتر، ولفّة محارم واحدة لكلِّ مائة أسير، وعليها أن تكفينا طِوال اليوم، ويستوجب إبقاء الباب مفتوحاً أثناء الدخول إلى الحمام، يُمنع إغلاقه. منذ أن وصلت إلى هنا لم أحلق ذقني ولم يهتمّوا بنظافتي الشخصيّة، قبل أربعين يوماً كانت أوّل مرّة أحلق فيها ذقني، لا يسمحون لنا بالاستحمام إلّا مرّةً واحدة في الأسبوع ولمدّة دقيقة، يتم إدخال كل أربعة أسرى في الوقت نفسه للاستحمام، ولدينا ستون ثانية للاستحمام، وإذا تأخّرت تتم معاقبتك، ما الذي يمكن إنجازه في دقيقةٍ واحدة؟

ماذا عن الطّعام؟ هل تأكلون؟

يطعموننا من خبز الفصح خاصّتهم، أربعة ألواحٍ لكلّ أسيرٍ، مع حبّةٍ واحدة من الخيار أو البندورة، وعلبة لبنة صغيرة، وفي بعض الأحيان يعطوننا تفّاحة، وإن شعرت بالظمأ والعطش؟ ما لك إلّا أن تشرب من مياه الحمّام. هذا ما نأكله ثلاث مراتٍ في اليوم، يوزّعون الأكل من خلال الشّاويش، وهو أسير مختطف أيضاً، يعاملونه بطريقةٍ أفضل، لكنه يُعذّب.

يعاملوننا كأرقام؛ في يد كل واحدٍ منا "إسوارة" مطبوعٌ عليها رقم

حسنًا، والأسرى الآخرون؟ هل تعرف شيئًا عنهم؟ كيف هي أوضاعهم؟ أعدادهم؟ ماذا يمكنك أن تخبرنا عنهم؟

حسب تقديري هنالك أكثر من 1200 أسير في هذا المعتقل، حيث إنّ هناك أربعة أقفاص، في كل قفصين عنبرين، وفي كل عنبرٍ هنالك ما بين الـ100-150 أسيراً، يتم نقل الأسرى من عنبرٍ إلى آخر، أثناء نقل الأسرى يقومون بضربهم والتعامل معهم بطريقة حيوانيّة. يتجوّل الجنود برفقة كلابهم بجولة مشاةٍ بيننا كأنّهم في نزهة، يراقبنا إضافة للجنود جنودٌ آخرون في منطقةٍ أبعد. كل الأسرى يعانون من الإمساك بسبب الجلوس ونقص التّغذية، بعض الأسرى يعانون من البواسير، تقرّحات في المنطقة بين الفخذين بسبب الجلوس الدّائم، نسترق الكلام بعضنا من بعض بالرّغم من وجود عواقب، ونحاول معرفة الأوضاع الخاصّة بكافّة المعتقلين. توجد فوق المكان الذي نجلس فيه أعشاش حمام، تتساقط علينا فضلاتها، هنالك حشرات كالبرغش والفاش. كل الأسرى هنا يعانون من الحساسيّة والجرب والقمل. مع بداية دخول فصل الصّيف، وارتفاع درجات الحرارة، سحبوا منّا الجوارِب والبطّانية التي كانت مع كل أسير. إنّ المكان هنا حار جداً، في ساعات النّهار تصل الحرارة حتى أربعين درجة مئوية. يمنعنا الجنود من الحديث مع الذين يجلسون بجانبنا من الأسرى، يمنعوننا من رفع رؤوسنا، وإذا خالفنا التعليمات، تتمّ معاقبتك بالوقوف لمدّة ثماني ساعاتٍ تحت الشّمس ووجهك باتّجاه حائط.

أين نحن؟ معسكر صوفا قرب خانيونس؟

عندما قلنا له: أنت في سجن سدي تيمان، جنوب مدينة رهط الواقعة في بئر السّبع، انصدم ولم يصدِّق ذلك.

ماذا فعلوا لكم؟ هل هنالك أساليب تعذيب معيّنة؟ أدوات تحقيق وضرب؟

تعرّض الأسرى لممارساتٍ غير أخلاقيّة، قاموا بالتحرّش جنسياً ببعض الأسرى واغتصاب بعضهم، من خلال إدخال الأدوات الحادّة أو العصي في مؤخّراتهم، ذلك كله بينما الأسير مقيّد، لا يستطيع الدّفاع عن نفسه. من شدّة التعذيب، هنالك أشخاص فقدوا قدراتهم العقليّة، وبسبب التعذيب الممنهج هنالك ستّ وفيات على الأقل، بالإضافة للعديد من الإصابات الخطيرة.

ولكثرة الإصابات، أقاموا مشفى ميدانياً للأسرى، وفي طريق الأسير لتلقّي العلاج يتم ضربه والتنكيل به حتّى وصوله للمشفى الميداني. يتم علاج الإصابات بدون تخديرٍ أو مسكِّنات، هنالك أسير أحضروه للمعتقل مصاب في قدمه بعيارٍ ناريّ من جندي وكانت الرصاصة لا تزال مستقرّة في قدمه، ظلّ يتألّم لمدّة عشرين يوماً حتّى اقتنعوا بأنّه بحاجة ماسّة لعلاج، أحضروا الطبيب، ووالله أمامنا، أجروا له عمليّة استخراجٍ للرصاصة من دون تخدير، ونحنُ شاهدون على كلِّ صرخات الألم، حتّى من شدّة الألم دخل في غيبوبة، لم يقوموا بتغطية جروح المصاب وغيره من المصابين بشاشٍ طبّي أو حتّى بالبطانيّة، كانوا يتركون الجروح مكشوفة ومعرّضة للهواء والشمس.

لقد وضعوا بيننا الكثير من الجواسيس في المعتقل، لا تكفي كل هذه المعاناة، هنالك جواسيس. لا أدري لماذا يضعونهم بيننا ونحن أصلًا محرومون من إدارة أيِّ محادثةٍ طبيعيّة وعاديّة. ولم يخبرني أحدّ إلى أين نحن ذاهبون ولا حتّى عن زيارة، أحضروني إلى هنا مقيّد اليدين والساقين، محني الظهر، معصوب العينين، توقّعت أنّني في طريقي لتحقيقٍ جديد، فوجئتُ بأنّكم أشخاص عاديّون!

قاموا بالتحرّش جنسياً ببعض الأسرى واغتصاب بعضهم، من خلال إدخال الأدوات الحادّة أو العصي في مؤخّراتهم

فجأة قال بخوفٍ: هل أنتم مخابرات؟ كيف لي أن أصدقكم؟

توجد أيضاً إصابات كسورٍ في العظام عند بعض الأسرى من شدّة التعذيب، هنالك فن في تعذيبنا، كل الذي أصفه الآن لا يُحاكي واحداً في المئة من الذي نعيشه بالفعل. بعد كل هذا التعذيب والضرب المبرح والتحقيق، هنالك مرحلة العدّ، مرحلة العد تحصل ثلاث مرّات في اليوم، على الجميع أن يقفوا في طابور خلال العدّ، لا يهم إن كنت مصاباً، مشلولاً، أو كانت رجلاك مقطّعتين أم مكسورتين، عليك أن تقِف، أو يجبرونك على الوقوف، وإن لم تفعل؟ يعاقبونك. هناك أسرى شيوخ وكبار في العمر، اشتدّ عليهم التعذيب، وبسبب عامل العمر، يصعب عليهم الوقوف، بالرّغم من ذلك يجبرون على الخضوع للأوامر. بالإضافة إلى أطفال، العديد من الأطفال لا يتجاوزون الثالثة عشرة من عمرهم، وضعوهم معنا في المعتقل نفسه، ويتعرّضون لأنواع التعذيب نفسها. كل الأسرى هنا يعانون من آلامٍ في الظّهر والرّقبة، ولا تتم معالجتها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، فقط في الحالات المستعصية التي تتطلّب علاجًا مكثّفًا، ومنذ أيام قليلة، صاروا يعطوننا مسكِّنات للآلام.

ماذا تفعل خلال الاعتقال يا محمّد؟

حينما تكون يداي مقيّدتان، أسبّح ربّي وأستغفره، سبحانه ليس لنا سِواه. أتوضّأ عن طريق الطبطبة على الأرض مع نيّة الوضوء، وأُصلِّي بعيوني، نحن ممنوعون من الصّلاة والعبادة وحتّى التكبير، قبل أيّام، أحد السجّانين "الجيّدين" سمح لنا بالصّلاة ونحن في وضعية الجلوس، من دون إصدار أيِّ صوت.

ألا تستطيعون الاعتراض على هذه المعاملة؟ هل حاولتم؟

حاولنا منذ ثلاثة أيام الإضراب عن الطعام، قدّموا لنا الأكل وحاولنا إرجاعه، لكنّهم انهالوا علينا بالضّرب، وأفلتوا الكلاب علينا. يوجد معنا في المعتقل عشرون أسيراً من الذين أُفرِج عنه في صفقة شاليط قبل ثلاثة عشر عاماً، أحدهم اسمه مصطفى مسلماني. اقتادوه إلى هنا قبلي بخمسين يوماً. قال مسلماني لي: الأيام الخمسون التي قضيتها في هذا المعتقل أصعب بكثير من الـ18 عاماً التي أمضيتها في الأسر.

المساهمون