"ميغالو" نجم مواقع التواصل في تونس

15 مارس 2015
ميغالو
+ الخط -

لا تزال قضية إيداع الإعلامي معز بن غربية والممثل والمقلد الساخر وسيم الحريصي المشهور بـ"ميغالو" السجن تثير الكثير من ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي في تونس.

ورغم إجماع الناشطين الإلكترونيين على غموض القضية، ومنهم الإعلامي زياد الهاني الذي كتب تدوينة جاء فيها "لا تتسرعوا في إدانة معز بن غربية ووسيم ميغالو، فقد يتعلق الأمر بالإعداد لكاميرا خفية"، رأى البعض الآخر في عملية الإيقاف مسّاً بحرية الرأي والتعبير، خاصةً وأنها تزامنت مع إيقاف الموقع الإلكتروني الساخر "تونسنيوز".

وكتب القيادي في حراك شعب المواطنين عدنان منصر على صفحته على فيسبوك "السلطات قامت في ما يبدو بالتدخل لإيقاف الموقع الساخر "تونسنيوز". هل أنهت سلطاتنا كل ملفاتها ولم يبق لها سوى "تونسنيوز" لتهتم بها؟ "تونسنيوز" موقع ساخر ينشطه شباب يفوقون وطنية كثيرا من المسؤولين والمتصدرين للشأن العام. السخرية طريقة من طرق التعبير، وحرية التعبير مكفولة بنص الدستور".

وأضاف منصر: "قلنا في السابق إن الدساتير لا تحمي الشعوب، بل إن الشعوب هي التي تحمي دساتيرها. كل التضامن مع الشباب المتحفز للدفاع عن حريته، اتركوا شبابنا يعبر، فأن يحمل القلم خير من أن يحمل يوما ما، يأساً، السلاح. في المقابل، إذا كان البعض يضع نفسه موضع سخرية، ما ذنب الساخرين؟ "تونسنيوز" أكثر صدقاً من كل إعلامكم".

رأي عدنان منصر، يتقاسمه مع الدكتورة سلوى الشرفي، أستاذة الإعلام في معهد الصحافة وعلوم الإخبار في تونس التي كتبت: "قالوا معز وميغالو ارتكبا أمرا موحشا بتقليد السبسي ههههه ما في باليش اللي السبسي موحش لدرجة إيداع مقلديه السجن"، وهو تعليق عقبت عليه الدكتورة رجاء بن سلامة التي ردت عليها بالقول "ليست قضية حرية تعبير يا سلوى، بل انتحال صفة في سياق تحايل. وسنرى ما سيكشف عنه البحث".

البعض الآخر من التونسيين دعا إلى الوقوف جبهة صدّ واحدة أمام سيطرة رأس المال الفاسد على الإعلام التونسي ومحاولة توظيفه لخدمة مصالحه، ومنهم الإعلامي عبد الجبار المدوري، رئيس تحرير صحيفة "البديل" الناطقة باسم حزب العمال التونسي، والذي رأى أن "الخوف كل الخوف على الإعلام التونسي من أصحاب الأموال الفاسدة الذين يمتلكون شبكة علاقات كبرى يعملون من خلالها على تدجينه وإدخاله بيت الطاعة، وهو ما يُذكّر بممارسات نظام بن علي الذي كان يحتكر المجال الإعلامي". وأضاف المدوري: "على الجميع الانتباه لذلك وعدم ترك الإعلام التونسي فريسة لهؤلاء".

ويلفّ قضية إيداع الإعلامي معز بن غربية والمقلد الساخر وسيم الحريصي "ميغالو" السجن على خلفية قضية الكثير من الغموض. وتتمحور أساسا حول تقليد صوت رئيس الدولة الباجي قايد السبسي للضغط على رجل أعمال فار من العدالة، ولكنها أعادت طرح الجدل من جديد حول مستقبل الإعلام التونسي في هذا الظرف الدقيق من تاريخ تونس، في ظلّ خشية البعض على مسألة المحافظة على سقف الحرية المرتفع الذي تمّ كسبه بفضل الثورة التونسية.

اقرأ أيضاً: تونس: انتقاد حبس "ميغالو" لسخريته من الرئيس

يُذكر أن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ومركز تونس لحرية الصحافة لم يصدرا حتى الآن، كما كان يتوقع منهما الجميع، بيانات حول عملية إيقاف بن غربية والحريصي، وهو ما يطرح عديد الأسئلة حول حقيقة القضية، وهل هي قضية حرية رأي وتعبير أم هي قضية  اجتهاد يتعارض مع مقتضيات القانون. 

من جهتها، أكدت مصادر قريبة من محامي الزميلين لـ"العربي الجديد" أنه لا يستبعد احتمال إطلاق سراحهما يوم غد الإثنين، خاصةً بعد صدور بيان من رئاسة الجمهورية تم التأكيد فيه على أن الرئاسة "لا علاقة لها بالإجراءات القضائية المذكورة، وأن الأمر يبقى موكولاً للسلطات القضائية المعنية دون غيرها"، مذكرةً بأن "حرية الإعلام والتعبير مكسب قد تعهد رئيس الجمهورية بالدفاع عنه وهو الذي يمثل ضمانته الأساسية".

المساهمون