وقع آلاف العرب من سورية والعراق واليمن رهائن للمساومات السياسية بين بيلاروسيا، ومن ورائها روسيا، وبولندا وليتوانيا، ومن خلفهما الاتحاد الأوروبي، إذ استدرجهم نظام مينسك لإمساك أوراق يمكنه عبرها تخفيف العقوبات الأوروبية المفروضة عليه، ونيل اعتراف عبر آلام العالقين وأحلامهم وآمالهم المحاصرة وراء الأسلاك الشائكة، وفق ما يوثقه الجزء الأول من ملف "العربي الجديد".
ويتتبع الجزء الثاني مكاتب الوساطة بين المهربين والمهاجرين السوريين الحالمين بالفردوس الأوروبي للخلاص من شتاتهم ومعاناتهم بسبب نظام الأسد، لكنهم وجدوا أنفسهم تائهين في الغابات أو رهن الاحتجاز، في معسكرات عليهم دفع تكاليف إقامتهم وعائلاتهم فيها.
ويكشف الجزء الثالث مصير العراقيين ممن ذهبوا إلى بيلاروسيا عبر تأشيرات سياحية، أملاً في إيجاد ملاذ آمن من القتل والفوضى في بلادهم، لكن انتهى بهم المطاف وسط موجات البرد القارس، يتناولون أوراق الشجر ويشربون مياهاً غير صالحة، ويعانون انتهاكات جسدية ونفسية.
أما رحلة اليمنيين إلى ذات الغايات، فتبدأ من مطار القاهرة عبر مهرّب يرتب إجراءات السفر إلى بيلاروسيا، بعدما انتشرت إعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل مثل "واتساب" و"تليغرام" تروج أنّ الرحلة يسيرة والنجاح مضمون.
وفي ظل غياب الأدوار الحكومية الفاعلة والتنسيق مع المنظمات المختصة، توفي 11 مهاجراً على الأقل في المنطقة الحدودية بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، وبينما ينتظر الباقون مصيراً مجهولاً، إلا أنهم يرفضون العودة إلى معاناتهم السابقة بعدما أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من أحلامهم.