امرأة تركية تعيش مع 80 قطاً في منزلها

29 يوليو 2019
تعتقد بعض الثقافات أن القطط لها تسع أرواح (تويتر)
+ الخط -
لا تتوقف السيدة التركية، ملتام إيشجرور (56 عاماً)، عن الاهتمام بـ 80 قطة في منزلها المتواضع في منطقة كوناك بمدينة أزمير غرب الأناضول. 

تعيش ملتام، وهي نادلة متقاعدة، مع والدتها وشقيقتها في نفس المنزل. وعلى الرغم من تحويل بيتها لمأوى وملجأ للقطط التي تتسبب في الكثير من الأحيان بإحداث المشاكل في المنزل، كتكسير الأشياء وتحطيمها، إلا أنَّها تبدو سعيدة مع أسرتها باحتوائِهم لهذه القطط. وفي الواقع، فقد خصصت ملتام أجزاء واسعة من المنزل للقطط، وقامت بتصميم المنزل وترتيبه بطريقة تلائم وجود القطط في المنزل، إذْ أصبح لها أسرّة، وغرف نوم خاصة. ورغم العدد الكبير من القطط، إلا أنَّ ملتام لا تتردد أبداً في استضافة القطط الأخرى التي يتم جلبها إليها. وتقضي معظم وقتها في رعايتها وتغذيتها والاهتمام بها وبصحتها. كما تولي ملتام عناية خاصة بالقطط المريضة، والتي تعاني من إعاقات أو إصابات، إذا يبلغ عدد القطط المريضة لديا 15 قطًا من بين مجموع القطط.

ودومًا تطالب ملتام بتعزيز الوعي المجتمعي تجاه القطط المعوقة، لأنّها تعاني حتّى من صعوبةٍ في طريقة الأكل. وتقولُ إن مشاهد دفع القطط السليمة لتلك المريضة عند اجتماعها للطعام، يجعلها تشعرها بالحزن. وبلغةٍ مرهفة ممزوجة بمشاعر الرحمة والحبّ، تقول ملتام: "يمكنني الشعور بألم قطة عمياء. ولو استطعت أن أمنحها عينيّ لفعلت". وتستمرُّ في احتضان قطة، كما ولو أنها جزء منها، وتقول إن تلك القطة تحديداً فقدت أمها قبل فترة، ولذلك تحاول أن تشعرها بالأمان.

وحول طبيعة حياتها اليومية، تقول ملتام "أستطيع أن أنام فقط خمس ساعات يومياً. وبقيّة وقتي أخصصه للاهتمام بالقطط وبشكل مستمر، حتّى أنني لا أستطيع الخروج إلا لساعة واحدة كحد أقصى". وتصرف ملتام كل راتبها الشخصي في سبيل الاهتمام بتلك القطط. وفي الكثير من الأحيان، تلجأ للاقتراض من البنوك من أجل الاهتمام بها ورعايتها، إذْ تحتاج الكثير من الأموال عندما تزورُ طبيباً بيطريّاً لفحصها وعلاجها.

وبدأ اهتمام ملتام بالقطط قبل 6 سنوات تقريباً. ومنذ ذلك الوقت تحول بيتها إلى مأوى للكثير من القطط. وعلى الرغم من الجهد الذي تبذله والتعب الذي تشعر به أحياناً، إلا أنها تصرُّ على الاستمرار ببذل المزيد من الجهد للاهتمام بها ليلَ نهار.

وقد أصبح لدى ملتام خلال هذه السنوات، معرفة جيدة بأمراض القطط، كما كسبت خبرة كافية في كيفية علاجها واستخدام الأدوية لها، وتبلغ نسبة الوفيات بين قططها 10%.

ويستحق الاعتناء بتلك القطط كل شيء بالنسبة لملتام، لأنه يجعلها تشعر بأجمل شعور ممكن أن تلقاه في الدنيا، كما تقول.

وتضيف ملتام في حديثها عن علاقتها مع هذه القطط قائلةً "أحياناً أذهب إلى سريري زحفاً من شدة التعب والإرهاق. ولكنّي أدرك أني لو ذهبت إلى أفضل الأماكن في العالم، فإنه لا يمكنني الحصول على هذا الشعور الذي أحسّ به مع هذه القطط البريئة". ورغم تعلُّق ملتام بهذا الأمر وشغفها بالاهتمام بالحيوانات، إلا أنها تتلقى أحياناً ردات فعل سيئة من قبل بعض من تعرفهم في المنطقة.

وفي الواقع، ليست ملتام الوحيدة التي تهتم بالقطط في تركيا. بل هناك الكثير من الأشخاص الذين نذروا حياتهم للاهتمام بها، ومن بينهم السيدة فاطمة باستيك (65 عاماً)، والتي أصبحت تلقب بـ"أم القطط"، منذ أن كرست حياتها قبل 12 عاماً، للعناية بقطط الشوارع في مدينة اسكندرون بولاية هاتاي جنوبي تركيا. وتجمع فاطمة المساعدات من محبي القطط من أهالي منطقتها، لشراء الطعام لأكثر من ستين قطة، تقضي أغلب وقتها معها في شوارع المدينة وأزقتها وحدائقها، تطعمها وتلعب معها وتستمتع بمحبتها. وتختلف دوافع هذا الاهتمام من شخص لآخر، ولكنها تلتقي في أغلبها عند الشعور بالإنسانية والعطف على القطط، فضلاً عن الرغبة في التسلية.

ولا تزال المعتقدات القديمة لدى الأتراك حول القطط قائمة حتى اليوم. فإضافة إلى كونهم يؤمنون بأن تربيتها هو اتّباعٌ للسنة النبوية الشريفة، يرى بعضهم أن القطط الصفراء تجلب الخير على عكس القطط السوداء التي هي نذير شؤم، بحسب ظنهم.

وتعتقد بعض الثقافات أن القطط لها تسع أرواح، بينما يعتقد آخرون أن لها سبعاً فقط، ومنهم من يظن أن لها تأثيراً في الشفاء.

ويلمس الزائر لتركيا اهتمام المواطنين بالقطط، بمجرد المرور في شوارع العديد من المدن التي تُخصّص فيها أماكن لإطعام القطط، إضافة إلى أماكن خاصة بإيواء القطط الضالة في المقاهي والمحال التجارية والمساجد وأمام المنازل.
دلالات
المساهمون