بكل ثقة، يقف عشرة من ذوي الإعاقة الذهنية، وهم أعضاء فرقة "مركز جبل النجمة للتأهيل" في بلدة بيرزيت شمال مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، أمام الجمهور ويرقصون الدبكة الشعبية المعروفة. فاجأت الفرقة الجمهور في 29 من يونيو/ حزيران الماضي، حين رقص أعضاؤها الدبكة رغم إعاقاتهم، على خشبة قصر رام الله الثقافي، ضمن فعاليات مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى الذي انطلق في دورته الـ20 أواخر الشهر المذكور.
تفاعل الجمهور حينها بالتصفيق الحار، وشجع الراقصين من ذوي الإعاقة بهتافاتٍ كثيرة. فعلت السعادة على وجوه الراقصين الذين منحوا الحضور إحساساً عميقاً بالفرحة، وهم؛ محمد عابد وعمر ناصر ويوسف نمر وحلا زيد ونهاد شحادة وجاسر وسلامة ريان ومحمد عاصي وحليمة لدادوة وميرا الرشدة وأهاليهم ومدربهم محمد تايه خويرة.
قد تقف الإعاقة حاجزاً أمام صاحبها لأداء حركات رقصة الدبكة، بيدَ أن الأمر يتخذ منحىً آخر في حالة فرقة "جبل النجمة". يوضح ذلك المدرب محمد تايه خويرة، والذي يُشرف للسنة الثانية على التوالي على تدريب الفرقة في مقر مركز الفن الشعبي في مدينة البيرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، ويشدد على أن "الحركات التي أعلمها للراقصين الأصحاء تختلف عن تلك التي يتلقاها مني ذوو الإعاقة. لكن الأمر مرهون بالقدرة الاستيعابية لهم، فكلما كانت أعلى، ساعدني ذلك في تعليمهم رقصات وحركات أكثر".
تعلَّم أعضاء فرقة "جبل النجمة" حركات بسيطة لا تتعدى الثلاث أو الأربع، مثل حركة "إنزل" أو "التاكسي" أو "وحدة ونص"؛ والتي يتم فيها رفع مستوى إحدى القدمين وقوفاً أثناء الرقص، وهي حركة مألوفة في الدبكة الفلسطينية. إضافة إلى مشية رقصة الدلعونا التي تتناسب مع مستوى إعاقاتهم، والدلعونا تشبه المشي العادي لكن في منتصف المشي، يضرب الراقص قدمه بالأرض مرتين متتاليتين، كما قال مدرب الفرقة محمد خويرة.
لكن كيف للمدرب أن يضمن استمرار شخصٍ من ذوي الإعاقة في الرقص على المسرح، وتذكره للحركات أمام مئات الحاضرين؟ يوضح المُدرب أنه رافقهم في عرضهم الراقص على المسرح، وهذا شجعهم على الانضباط بالأداء أكثر. ويؤكد ثانيةً أن الحركات السهلة يتذكرها الراقص، ولا يجد صعوبةً في أدائها، إضافة إلى أنه يتم تكرار الحركة أكثر من مرة.
وهذا الأداء في نسخة مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى للعام الحالي 2019 ليس التجربة الأولى لفرقة "جبل النجمة"، فهذه مشاركتها الثالثة على التوالي في المهرجان، وتُشارك في مهرجانات محلية أُخرى كمهرجان "نوار نيسان" السنوي، ما رفع مهارة الأعضاء في الرقص عاماً بعد عام، وفق ما تسمح به قدراتهم العقلية المرتبطة حتماً بالقدرات الجسدية أحياناً. وهذا ما لفت الجمهور داخل قاعة العرض، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انتشر فيديو مصور للعرض بكثرة.
صعوبات واجهت محمد خويرة خلال تدريب الفرقة من ذوي الإعاقة الذهنية، كانفعالات بعض ذوي الإعاقة أحياناً، وتفاوت قدراتهم على الأداء المرهون بطبيعة الإعاقة. لكن المدرب خويرة تغلب عليها بتبسيط الحركات، ومنح هؤلاء المتدربين المزيد من الحُب والاهتمام.
المدرب ليس وحده، فهناك معلمة التأهيل المهني التي ترافق الطلبة من ذوي الإعاقة إلى تدريبات الرقص التي استمرت قرابة أربعة أشهر قبل العرض. وتقول المعلمة، معزوزة صعايدة، لـ"العربي الجديد": "نراعي أموراً عديدة عند اختيار الطلبة للتدرّب في مختلف الأنشطة ومنها الدبكة؛ أبرزها أن يكون الطالب قادراً على التعبير عن نفسه، ومستوى إعاقته، وكطريقة من طرق العلاج تأتي هذه الفعاليات والأنشطة".
اقــرأ أيضاً
تدخلات صعايدة أثناء تعرض الطلبة للتدريب، تكون حينما يوجد فاصل زمني بين حركة وأُخرى، إضافة إلى محاولتها تبسيط بعض التعليمات التي يحاول المدرب إيصالها إلى الطلبة. لكن مدرب الرقص وفق معزوزة صعايدة يكون على دراية غالباً بطريقة التعامل الصحيحة مع طبيعة إعاقتهم، خاصة من الناحية النفسية، فهم لا يحتاجون سوى إلى الشعور بالحب، كما أن تعليمهم أي مهارة يجب أن يكون بعيداً عن أفعال الأمر.
تفاعل الجمهور حينها بالتصفيق الحار، وشجع الراقصين من ذوي الإعاقة بهتافاتٍ كثيرة. فعلت السعادة على وجوه الراقصين الذين منحوا الحضور إحساساً عميقاً بالفرحة، وهم؛ محمد عابد وعمر ناصر ويوسف نمر وحلا زيد ونهاد شحادة وجاسر وسلامة ريان ومحمد عاصي وحليمة لدادوة وميرا الرشدة وأهاليهم ومدربهم محمد تايه خويرة.
قد تقف الإعاقة حاجزاً أمام صاحبها لأداء حركات رقصة الدبكة، بيدَ أن الأمر يتخذ منحىً آخر في حالة فرقة "جبل النجمة". يوضح ذلك المدرب محمد تايه خويرة، والذي يُشرف للسنة الثانية على التوالي على تدريب الفرقة في مقر مركز الفن الشعبي في مدينة البيرة، في حديث لـ"العربي الجديد"، ويشدد على أن "الحركات التي أعلمها للراقصين الأصحاء تختلف عن تلك التي يتلقاها مني ذوو الإعاقة. لكن الأمر مرهون بالقدرة الاستيعابية لهم، فكلما كانت أعلى، ساعدني ذلك في تعليمهم رقصات وحركات أكثر".
تعلَّم أعضاء فرقة "جبل النجمة" حركات بسيطة لا تتعدى الثلاث أو الأربع، مثل حركة "إنزل" أو "التاكسي" أو "وحدة ونص"؛ والتي يتم فيها رفع مستوى إحدى القدمين وقوفاً أثناء الرقص، وهي حركة مألوفة في الدبكة الفلسطينية. إضافة إلى مشية رقصة الدلعونا التي تتناسب مع مستوى إعاقاتهم، والدلعونا تشبه المشي العادي لكن في منتصف المشي، يضرب الراقص قدمه بالأرض مرتين متتاليتين، كما قال مدرب الفرقة محمد خويرة.
لكن كيف للمدرب أن يضمن استمرار شخصٍ من ذوي الإعاقة في الرقص على المسرح، وتذكره للحركات أمام مئات الحاضرين؟ يوضح المُدرب أنه رافقهم في عرضهم الراقص على المسرح، وهذا شجعهم على الانضباط بالأداء أكثر. ويؤكد ثانيةً أن الحركات السهلة يتذكرها الراقص، ولا يجد صعوبةً في أدائها، إضافة إلى أنه يتم تكرار الحركة أكثر من مرة.
وهذا الأداء في نسخة مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى للعام الحالي 2019 ليس التجربة الأولى لفرقة "جبل النجمة"، فهذه مشاركتها الثالثة على التوالي في المهرجان، وتُشارك في مهرجانات محلية أُخرى كمهرجان "نوار نيسان" السنوي، ما رفع مهارة الأعضاء في الرقص عاماً بعد عام، وفق ما تسمح به قدراتهم العقلية المرتبطة حتماً بالقدرات الجسدية أحياناً. وهذا ما لفت الجمهور داخل قاعة العرض، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ انتشر فيديو مصور للعرض بكثرة.
صعوبات واجهت محمد خويرة خلال تدريب الفرقة من ذوي الإعاقة الذهنية، كانفعالات بعض ذوي الإعاقة أحياناً، وتفاوت قدراتهم على الأداء المرهون بطبيعة الإعاقة. لكن المدرب خويرة تغلب عليها بتبسيط الحركات، ومنح هؤلاء المتدربين المزيد من الحُب والاهتمام.
المدرب ليس وحده، فهناك معلمة التأهيل المهني التي ترافق الطلبة من ذوي الإعاقة إلى تدريبات الرقص التي استمرت قرابة أربعة أشهر قبل العرض. وتقول المعلمة، معزوزة صعايدة، لـ"العربي الجديد": "نراعي أموراً عديدة عند اختيار الطلبة للتدرّب في مختلف الأنشطة ومنها الدبكة؛ أبرزها أن يكون الطالب قادراً على التعبير عن نفسه، ومستوى إعاقته، وكطريقة من طرق العلاج تأتي هذه الفعاليات والأنشطة".
تدخلات صعايدة أثناء تعرض الطلبة للتدريب، تكون حينما يوجد فاصل زمني بين حركة وأُخرى، إضافة إلى محاولتها تبسيط بعض التعليمات التي يحاول المدرب إيصالها إلى الطلبة. لكن مدرب الرقص وفق معزوزة صعايدة يكون على دراية غالباً بطريقة التعامل الصحيحة مع طبيعة إعاقتهم، خاصة من الناحية النفسية، فهم لا يحتاجون سوى إلى الشعور بالحب، كما أن تعليمهم أي مهارة يجب أن يكون بعيداً عن أفعال الأمر.