"ماراثون الصورة" في غزة: لقطات من زوايا مختلفة

02 سبتمبر 2016
نظمت المعرض مؤسسة "تامر" للتعليم(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
اختلفت الرؤية والزاوية التي عبر من خلالها عدد من المصورين الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية عن معنى كلمة "موسيقى" فوتوغرافياً، إذ عَبّر أحدهم عنها بتصوير مجموعة من آلات الناي بطريقة فنية، وآخر بتصوير طفلة تغني وسط آلات موسيقية، وثالث صَوّر بيانو.
تلك الصور، وعدد كبير غيرها، عُرضت خلال معرض فوتوغرافي نظمته مؤسسة "تامر" للتعليم المجتمعي في قرية الفنون والحرف غربي مدينة غزة. وجاءت نتاجاً لمسابقة "ماراثون الصورة" التي نظمها البيت الدنماركي، لمجموعة من المصورين الشباب، والتي تم تنفيذها في الضفة الغربية وقطاع غزة للسنة الخامسة على التوالي، وشارك فيها عشرات المصورين. فكرة المسابقة لم تكن تقليدية هذه المرة، ولم يتم تحديد الزوايا أو المشاهد التي يجب على المتسابق معالجتها، بل تم إعطاء كل متسابق مجموعة مواضيع حسب الفئة التي اختارها، والتي توزعت ما بين فئة 6 ساعات وتحمل ستة مواضيع، وفئة 12 ساعة، وتحمل 12 موضوعاً، إلى جانب فئتي الأطفال والعائلة، وعلى المتسابق تسليم الصور قبل انتهاء مدة الفئة التي اختارها.
ويقول منسق المسابقة والمعرض الفوتوغرافي، بهاء عليان، إن "ماراثون الصورة" يعتبر مسابقة ليوم واحد فقط، يتم خلالها إعطاء المتسابق عدة عناوين وأفكاراً غير تقليدية، حتى يقوم بترجمتها حسب رؤيته الخاصة، مما يساهم بالخروج بباقة متنوعة من الصور حول كل فكرة.
ويوضح عليان أن فئة الساعات الست مثلاً تناولت مجموعة أفكار منها "جيران، عَ السيارة، يعطيك العافية، أنا من هنا، عنا وبس، حدود"، بينما تناولت الفئة الثانية أفكاراً مختلفة، ومنها "حط حالك محله، غير متوازي، شوي شوي، بسرعة، صورة، يا خوفي، عنا وبس، مشهد، ظل وظلال، موسيقى، يا دوب مبين".
ويقول عليان أن الفكرة ليست مسابقة تصوير فقط، بل تنافس عن طريق إظهار الأفكار من زوايا عديدة، من أجل الخروج بنظرة غير تقليدية، وغير نمطية، موضحاً أن المسابقة فاز فيها 12 متسابقاً من الضفة الغربية وغزة، وكان صاحب المركز الأول من غزة.
الصور الفنية التي عُرِضت في المعرض الفوتوغرافي ضمت 12 مجموعة، تعود كل مجموعة لمتسابق فائز. وعبرت الصور عن الواقع الفلسطيني بأساليب فنية، إذ ضمت صوراً لآلات موسيقية وبيوت قديمة ومساجد تجاورها كنائس وركام يجاوره صورة فتاة جميلة وبائع وعامل نظافة وصانع زجاج وعُمال تعبئة أنابيب زجاج، إلى جانب مجموعة من صور الأطفال وكبار السن وعجوز يعمل داخل فرن قديم ولاعب شطرنج، وعدة صور لأماكن طبيعية.
اللافت في المعرض، هو تنوع الزوايا التي تم التعبير عن الأفكار من خلالها. ترجم أحد المصورين فكرة "عنا وبس" بتصوير عامل يكسر ألواح الثلج، والتي تنبه إلى الانقطاع المتواصل للكهرباء، والذي أدى إلى انتشار بيع ألواح الثلج، وعبر عنها مصور آخر بتصوير جدار الفصل العنصري، وثالث بتصوير تمثال نيلسون مانديلا المُقام في رام الله.
بينما عبّر أحد المصورين عن فكرة "أنا من هنا"، من خلال تصوير نساء مزارعات، وآخر بتصوير كوفية فلسطينية، وثالث بتصوير رجل عجوز مع حفيده داخل بيت عربي. اختلفت الرؤية حول تنفيذ فكرة "حط حالك محله"، فقد عبر عنها أحدهم بتصوير رجل سليم إلى جانب كرسي متحرك لذوي الاحتياجات الخاصة، وآخر بتصوير شاب إلى جانب عجوز.
ويقول المتسابق الفائز، محمد الريفي، لـ"العربي الجديد"، أنه اشترك في المسابقة عدة مرات، ولم يتمكن من الفوز، لكنه حصل على الخبرة الكافية، والتي مكنته من الفوز هذه المرة في فئة 12 ساعة، "شاركت بكل قوتي هذه المرة، كي أتمكن من الحصول على مركز متقدم".
ويوضح الريفي أنه استطاع تنفيذ الأفكار المطلوبة عبر ثلاث مراحل، كان يحصل في كل واحدة على أربعة أفكار، ويقوم بتسليمها كي يحصل على الأفكار المتبقية، لافتاً إلى أنها تجربة جميلة، "مشيت في ذلك اليوم حوالي 40 كيلومتراً خلال ساعات المسابقة".



المساهمون