"لحم الأرانب" على موائد السوريين بسبب الحرب

الأناضول

avata
الأناضول
22 يناير 2015
D1A441C5-689F-4260-9585-5430C38D86AE
+ الخط -
خلفت الأزمة السورية المستمرّة منذ نحو 4 سنوات، صعوبات حياتية كثيرة، بات معها المواطن السوري أمام تحدي ابتكار وسائل جديدة، لتأمين متطلباته المعيشية وغذائه. ففي حين تُعدّ لحوم الأرانب مكوّناً رئيسياً للموائد في عدد من البلدان العربية ووجبةً مستحبة، كان تناولها غير مستساغ للسوريين، وكانوا يفضلون لحوم المواشي والدجاج. لكن بسبب الظروف الصعبة وغلاء المعيشة توجه العديد من المواطنين للبحث عن بدائل ومنها لحوم الأرانب.

فقد لجأ المواطن بيكاس أوصمان، من ناحية شيراوا في مقاطعة عفرين بمحافظة حلب شمالي سورية، إلى تربية الأرانب في حديقة منزله، واتخذ من تلك الحرفة مصدراً للرزق إضافة إلى مصدر لتأمين مادة اللحم لعائلته.

يقول أوصمان في حديث لوكالة "الأناضول" إنّ "الحرب في سورية رفعت أسعار المواد الغذائية بشكل عام، لا سيما اللحوم الحمراء، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 1800 ليرة سورية (9 دولارات) أما مثيله من لحم العجل فيبلغ سعره 1400 ليرة (7 دولارات)، لذا يشكّل لحم الأرانب بديلاً جيداً فهي أرخص أنواع اللحوم الحمراء، ويبلغ سعرها 600 ليرة سورية (3 دولارات) للكيلوغرام الواحد".

وأشار إلى أن لحم الدجاج الذي يصنف ضمن اللحوم البيضاء ينافس لحم الأرانب من حيث السعر والاستهلاك حيث يبلغ سعر الكيلو غرام منه 300 ليرة سورية، (1.5) دولار. وأضاف: "توجهت إلى تربية الأرانب في حديقة المنزل التي كانت مزروعة أساساً ببعض الأشجار المثمرة والخضروات، لكنها يبست بسبب الجفاف وقلّة المياه التي تنقطع أحياناً لأسابيع، وبالتالي حولتها إلى مكان لتربية الأرانب".


وتابع: "نصحني أحد الأصدقاء بالفكرة، فاشتريت خمسة أرانب في البداية، لكنّها تكاثرت بسرعة وازداد عددها ليصل إلى 150 أرنباً في أقلّ من عام، ما جعلني أفكر بالتحول إلى استثمار تربيتها للتجارة، حيث تعاقدت مع أحد المطاعم لتوريد لحم الأرانب إليه بشكل دوري، صحيح أن تربية الأرانب لا تفي بكل احتياجاتنا المعيشية، لكنّها أتاحت لي دخلاً إضافياً من خلال بيع بعضها في السوق، إذ تصل الأرانب إلى وزن التسويق (1.5 – 2 كلغ) في عمر صغير (10 – 12 أسبوعا)". 

أما عن الصعوبات التي تواجه مربي الأرانب فلخّصها أوصمان "بتوفير الحماية للأرانب ضدّ أعدائها الطبيعيين كالقطط والكلاب والجرذان التي تلتهم صغار الأرانب، وحمايتها من مياه الأمطار والتيارات الهوائية الباردة في فصل الشتاء وأشعة الشمس المباشرة في فصل الصيف".

الطبيب البيطري يحيى حنّا قال في حديث لـ"الأناضول" إنّ "الأرنب يصل إلى سنّ البلوغ في عمر ثلاثة أو أربعة أشهر، ويمكن لعكرشة (أنثى الأرنب) أن تلد مرّات عدّة من 30 إلى 40 خرنقا (صغير الأرنب) في العام، مقابل مرّة واحدة للماشية والأغنام في السنة".

وأضاف الطبيب: "يمكن لأنثى الأرنب أن تنتج من 20 إلى 25 ضعف وزنها من اللحم في العام، من خلال الولادة، كما تنتج الأرنب المغذّاة على مساحة من البرسيم (نبات عشبي يزرع ويحتوي كمية من البروتين) خمسة أضعاف ما تنتجه الأغنام من المساحة نفسها، والأرانب تتناول كلّ شيء، من العلف والحبوب وبقايا الخضراوات والحشائش وجذور الأشجار".


من جانبه قال شورش حسين، صاحب أحد المطاعم في عفرين إنّ "تقديم المأكولات التي تحتوي على لحوم الأرانب شيء جديد بالنسبة إلينا في مقاطعة عفرين وفي سورية عموماً، فغالبية أصناف الأطعمة المعتادة كانت تحتوي إمّا على لحوم الأغنام أو الدجاج، لكنّها لاقت إقبالاً من قبل بعض الزبائن، فهناك من يرتاد المطعم خصّيصا لتناول لحم الأرانب المشوي، إذ تمتاز بسهولة الهضم، وتحتوي على القليل من الكولسترول، وعلى نسبة عالية من البروتين، ومذاقها طيب ومميز، بينما هناك زبائن آخرون لم يستسيغوا هذا النوع من اللحوم وفضلوا البقاء على الأصناف المعتادة التي نقدمها أيضاً".

أما فيدان رشو، وهي ربّة منزل، فقالت إنّها تطبخ "أطباق الكبة والمحاشي الآن بإضافة لحم الأرنب، وأطهو الملوخية بلحم الأرانب كما يتناولها أخوتنا المصريون، وقد استلذّها أفراد عائلتي. لحم الأرانب قليل الدهون لذا فهو جيد للأطباق المشوية مثل الكباب الحلبي، أما بقية الأطباق فأضيف إليها دهن الأغنام أو بعضاً من السمن".

ومقاطعة عفرين، ذات الغالبية الكردية، هي إحدى مقاطعات الإدارة الذاتية الثلاث، التي أعلن عنها مطلع العام الماضي شمالي سورية من قبل مجموعة من الأحزاب والمنظمات الكردية والعربية والسريانية، وتتبعها 366 قرية. وقد ارتفع عدد سكانها من 650 ألف نسمة قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضدّ نظام بشار الأسد في مارس/آذار 2011، إلى أكثر من مليون نسمة، بحسب مصادر كردية، بعدما توجه نازحون من المناطق المجاورة ومن مدينة حلب إليها، كونها آمنة إلى حدّ ما.
دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

شهدت عدة مناطق في شمال غرب سورية، اليوم الجمعة، خروج تظاهرات رفضاً للتطبيع مع نظام الأسد الذي تسعى إليه بعض الدول العربية واحتمال دعوته للدورة المقبلة من اجتماعات الجامعة العربية في الرياض.
الصورة

سياسة

شيع آلاف السوريين، اليوم الثلاثاء، جثامين أربعة مدنيين أكراد قُتلوا على يد مجموعة مُسلحة، أمس الاثنين، في ناحية جنديرس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي.
الصورة
مستشفى متخصص في الأمراض النسائية وطب الأطفال في عفرين في سورية (عدنان الإمام)

مجتمع

يواصل الطاقم الصحي في المستشفى المتخصص في الأمراض النسائية وطبّ الأطفال التابع لمنظمة "الأطباء المستقلين"، في مدينة عفرين السورية، عمله في خيام شُيّدت في محيط المستشفى الذي تضرّر في الزلزال الأخير.
الصورة
سوريون مهجرون من ريف حماة يمتهنون صناعة الفحم

اقتصاد

امتهن مهجرون من ريف حماة الجنوبي صناعة الفحم في بلدة الشيخ محمد بمنطقة عفرين بريف حلب، شمال سورية، حيث يستخدمون حطب أشجار السنديان أو يشترونه من الباعة لصناعة الفحم.
المساهمون