مقامرة جوني ديب الأخيرة:العودة للقمة أو السقوط إلى الأبد

08 أكتوبر 2016
جوني ديب (Getty)
+ الخط -
أطلقت شركة "ديزني"، أخيراً، العرض الدعائي الأول لفيلمها الجديد المنتظر، "قراصنة الكاريبي: الرجل الميت لا يروي حكايات" (Pirates Of The Caribbean: Dead Man Tells No Tales)، وهو الجزء الخامس من السلسلة، التي بدأت عام 2003، وجعلت بطلها جوني ديب "النجم الأول" للسينما الأميركية، في السنوات اللاحقة.
قبل عام 2003، كان ديب اسماً معروفاً في هوليوود، بسبب عمله منذ الثمانينيات، لكنه ليس من نجوم الصف الأول. أكثر أعماله نجاحاً تكون دوماً مع المخرج، تيم بورتون، سواء في عمل ناجحٍ جداً تجارياً، كـ "إدوارد ذي اليدين المقصّين" (Edward Scissorhands)، أو في فيلم مُقدَّر، رُشِّح عنه لجائزة "غولدن غلوب"، كـ "إد وود"، مع بعض الأفلام الأخرى الناجحة بشكل متفاوت، نقدياً وجماهيرياً، كـ "دوني براسكو" أو "رجل ميت". لكنه، عموماً، لا يصنَّف كنجم تجاري، ولا تلتهم إيرادات أفلامه شباك التذاكر.
كلّ ذلك تغير مع "قراصنة الكاريبي" الذي بدأ "مجرّد فيلم مغامرات آخر لديزني"، والذي تحوّل إلى نجاح عاصف في شباك التذاكر، واحتل قمة الإيرادات لأسابيع عديدة، ونجح داخل أميركا وخارجها، ونال مديح النقاد والجمهور، قبل أن ينتهي الأمر بشكل سعيد أيضاً، ويترشّح ديب لجائزة "أوسكار" لأول مرة، عن دور جاك سبارو، في لحظة نادرة، ينال فيها ممثل فيلم "مغامرات وحركة كوميدي" تقديراً من "أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية".
منذ تلك اللحظة، صار جوني ديب "نجماً فوق العادة"، والاسم الأول لهوليوود. وازن بين أعمالٍ فنية، كـ "البحث عن نيفرلاند" (ترشيح ثانٍ لـ "أوسكار")، ومغامراته المستمرة مع تيم بورتون، أهمها "سويني توود" (ترشيح ثالث لـ "أوسكار" أيضاً)، إلى نجاحات جماهيرية كبيرة، كالأجزاء الثاني والثالث والرابع من "قراصنة الكاريبي"، وفيلم تجاوزت إيراداته مليار دولار أميركي، وهو "أليس في بلاد العجائب" لبورتون أيضاً.
لكن، خلال السنوات الست الأخيرة، هبطت مسيرة جوني ديب بشكل مرعب. يتعلق جانب من الأمر بسأم الجمهور من خياراته، التي صارت تعتمد على الإبهار الشكلي والتقني والطريقة التي يظهر بها في كل فيلم، عوضاً عن قيمة الفيلم نفسه. فهو صار يعتمد، بصورة أو بأخرى، على جماهيريته، حتى تآكلت، فشهدت السنوات الأخيرة سقوطاً مدوياً في شباك التذاكر، مع أعمال كـ "ظلال داكنة" و"الجوال الوحيد" (الذي يعتبر ضمن الأفلام الأكثر خسارة في تاريخ السينما) و"تجاوز" (Transcendance)، وأخيراً "أليس من خلال المرآة" (Alice Through The Looking Glass)، الذي عاد فيه إلى شخصية ناجحة، ماد هاتر، لكنها سقطت تماماً.
في لحظة حرجة في مسيرته، كتلك اللحظة، لم يكن أمام جوني ديب إلا العودة إلى "تميمة حظه"، وإلى الشخصية التي لم يفشل معها سابقاً. عاد مقامر "ماد هاتر" في "عالم العجائب"، لكن بنسبة مخاطرة أعلى كثيراً، بعودته إلى جاك سبارو، في جزء خامس من "قراصنة الكاريبي". أما مكمن المخاطرة الأساسي، فهو في أن هذا هو الـ "كارت" الأخير له في السينما، وفي الحفاظ على وجوده كنجم شباك تذاكر، وبالتالي فهو إن فشل هذه المرة، لن يعثر على شيء آخر يستند إليه كي يعود في المستقبل. لهذا، هو يراهن تماماً بكل شيء هذه المرة.
في الجزء الخامس، يستعين ديب بكل أسباب النجاح المحتملة: شركاء البطولة القدامى الأساسيين كأورلاند بلوم وجيفري راش، بالإضافة إلى نجم كبير هو خافيير بارديم، في دور الشرير الأساسي الذي يلاحق جاك سبارو. في العرض الدعائي، يحتل بارديم وشخصيته كابتن سالازار كل شيء، حيث لا يظهر ديب نفسه (كنوع من التشويق للعروض الدعائية اللاحقة)، ولكن أيضاً لأن معادلة السينما الأميركية في السنوات الأخيرة (منذ The Dark Knight تحديداً)، تقول إنه كلما كان الشرير أقوى وأكثر جاذبية، كان الفيلم أفضل، وزادت حظوظه في النجاح. شرير "الكاريبي" الآن خاطف وقوي بالفعل، ويبقى أن يكون الفيلم كذلك، وينال رضا الجمهور، قبل النقاد، ليعود جوني ديب إلى القمة، وإلا فإنه سيسقط إلى الأبد.



دلالات
المساهمون