مشروب الشاي المُثلّج

15 يونيو 2016
منذ صيف 1904 يقام معرض دولي للشاي المثلج(Getty)
+ الخط -
لقي الشاي المثلّج رواجاً كبيراً في العديد من أنحاء العالم، بوصفه مشروباً صيفيّاً مُنعشاً، لدرجة أنّه تم اعتبار يوم العاشر من يونيو/حزيران في كل عام، يوماً عالميّاً للشاي المثلج، وهو نفس اليوم الذي اختاره الأميركيون للاحتفاء بالشاي المثلج، حيث يعد الأمر من احتفالات الترحيب بالصيف وبمشروباته الباردة والمنعشة، ومنها الشاي البارد. يصنع الشاي المثلج من الشاي الأحمر أو الأخضر عبر تبريده أو إضافة الثلج إليه.


بعض بلدان العالم تصنع الشاي المثلج عن طريق النقع في درجات الحرارة العاديّة ولمدّةٍ طويلةٍ، وأحياناً توضَع في ضوء الشمس حتى تتمّ عمليّة النقع الكامل، ويسمى وقت ذلك بالشاي الشمسي، حيث يستمرُّ لفترة حوالى الساعة في ضوء الشمس ليعطي نتيجة مقاربة للغليان (خمس دقائق على درجة حرارة بين 80 – 100 درجة مئوية)، كما يعطي نفس النتيجة، عند النقع ليلة كاملة في الثلاجة العادية. ولبعض الدول نكهاتها المختلفة التي تضاف لهذا المشروب الشائع وتميّزِه، كإضافة الليمون أو طعم الخوخ أو الياسمين وغيرها، لإعطائه طعما مختلفاً مُحبّباً.
عرف الشاي المثلج في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، ومن وقتها وعِشقُ الأميركيين له في حالة تنامٍ. وفي دراسة عن حجم استهلاك المشروبات، وُجِد أن الشاي يعدّ المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم بعد الماء. في عام 2014، استهلك الأميركيون أكثر من 80 مليار كوب شاي، وهو ما يزيد عن 3.6 مليارات غالون، وتقريباً، يقدر أن 85% من الشاي المستهلك بالولايات المتحدة هو من الشاي المثلج. وقد ارتفعت مُعدّلات مبيعات الشاي المثلّج المعبّأ والجاهز للشرب في العشر سنوات الأخيرة بصورة متزايدة، لتتجاوز 5.2 مليارات دولار سنويّاً.


منذ صيف 1904، يُقام معرض دولي للشاي المثلج بفضل شعبية هذا المشروب، فحرارة الجو المتزايدة جعلت الناس يبحثون عن شيء يبرد حرارة أجسادهم، فلم تكن هناك طريقة أفضل من شرب الشاي المثلج. وبحلول الحرب العالمية الأولى، كان الأميركيون يشترون الشاي البارد في أكواب زجاجية طويلة، عرفت بعد ذلك باسم أكواب الشاي المثلج، وكذلك الملاعق الطويلة المناسبة لتذويب السكر في تلك الأكواب، والدبوس المعدني أو شوكة تثبيت الليمون في أكواب الشاي.


ساعد حظر الخمور في الولايات المتحدة ما بين عامي 1920 – 1933، على زيادة شعبية الشاي المثلج، نظراً لتحول نظر الأميركيين إليه كبديل من بدائل شرب الخمور والبيرة والنبيذ، والتي كانت مُحرّمة بقوة القانون في ذلك الوقت. ظهرت وصفات للشاي المثلج بنوعيه الأحمر والأخضر في كتب الطهو الأميركية، وكان يشار لأكواب الشاي المثلج بنفس المصطلح الذي يشار به إلى أكواب المشروبات الروحية، وأغلب تلك الوصفات كانت تخصُّ الشاي الأخضر.
وبالرغم من أن معظم الشاي المثلج يأخذ نكهته الأساسية من أوراق الشاي؛ فإن هناك أيضاً شاي الأعشاب الذي يُقدَّم بارداً أحياناً. كما انتشر في الولايات المتحدة نوع جديد يسمى نصف ونصف (Half and half)، وهو نوع من المشروبات المختلطة من الشاي والليمون المثلج، يعطي الشاي طعما أكثر حلاوة، وتزداد شعبية هذا النوع يوماً بعد يوم أيضاً. كما تقدم بعض المطاعم الأميركية الشاي المثلج بنظام نصف محلى ونصف غير محلى للشرب مع الطعام، ويسمونه في مطاعم فلوريدا بـ "كادي كولر"، أي علبة المبرد.
دلالات
المساهمون