بلعين: عشر سنوات من الانتصار في وجه الجدار

27 فبراير 2015
أصبحت القرية نموذجاً حقيقياً لتضحيات الشعب الفلسطيني (فرانس برس)
+ الخط -
قدمت قرية بلعين الفلسطينية، اليوم الجمعة، 12 إصابة برصاص الاحتلال المعدني المغلّف بالمطاط والاختناق الشديد، احتفالاً بمرور عشر سنوات على انطلاق فعاليات المقاومة الشعبية السلمية في القرية، لمواجهة مخططات بناء جدار الفصل العنصري ومصادرة مئات الدونمات من أجل بناء الوحدات الاستيطانية.

والمقاومة الشعبية السلمية، انطلقت في القرية الصغيرة الواقعة إلى الغرب من رام الله مع بدايات يناير/كانون الثاني عام 2005، عندما قرّر أهالي القرية تنظيم مسيرات احتجاجية على بناء جدار الفصل العنصري، ومواظبة سلطات الاحتلال على سرقة مساحات شاسعة من الأراضي وتدمير واقتلاع الأشجار.

وبدأت مسيرة القرية الصغيرة تستقطب العشرات من النشطاء الفلسطينيين الداعمين لمقاومة الاحتلال والرافضين لسياساته، إضافة إلى متضامنين أجانب من كافة أنحاء العالم وحركات السلام الإسرائيلية.

وأصبحت التظاهرات الشعبية والسلمية محطّ أنظار واهتمام الكثيرين في العالم، وشكلت نموذجاً مقاوماً للقرى والبلدات الفلسطينية الأخرى، إضافة إلى اهتمام كثير من المؤسسات الدولية والشعبية، والتي طالبت مع أهالي القرية المجتمع الدولي بضرورة التدخّل ووقف محاولات الاحتلال سرقة الأراضي وبناء جدار الفصل العنصري.

وقال المنسق الإعلامي للجنة الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، راتب أبو رحمة، لـ "العربي الجديد"، إن "القرية خرجت بما يصل إلى 600 مسيرة أسبوعية سلمية، على مدار العشر سنوات الماضية، وحققت الكثير من الإنجازات، من أهمها هدم جزء من الجدار الفاصل، وتغيير مساره واستعادة قرابة 1200 دونم من أراضي القرية من أصل 3200 دونم صادرتها سلطات الاحتلال لصالح الجدار والاستيطان".

ونجح نشطاء المقاومة الشعبية، بحسب أبو رحمة، في منع وإيقاف بناء 1500 وحدة استيطانية سكنية كانت ستقام على أراضٍ مصادرة من القرية. وتعود تلك الإنجازات إلى ما حققته المسيرة الأسبوعية من وحدة وطنية بين كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني في القرية، إضافة إلى المئات من المتضامنين من مختلف أنحاء العالم والذين قدموا صوراً نضالية لا تنسى.

وقدمت بلعين، في تاريخ مقاومتها الشعبية شهيدين وآلاف الجرحى بمختلف الإصابات، إضافة إلى المئات من أبناء القرية الذين اعتقلوا في سجون الاحتلال من النساء والأطفال والرجال.

وعادة ما يستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة العقاب الجماعي بحقّ الأهالي، إذ ينصب حاجزاً عسكرياً على مدخل القرية وينكل بشكل متواصل بكل من يمرون به، لا سيما بعد مسيرات الجمعة المؤثرة، وما حققتها من إنجازات، وكسب المزيد من التأييد الشعبي والدولي لمطالب أهالي القرية، وهي استعادة كافة الأراضي التي تمت مصادرتها.

وتتعرض القرية إلى مداهمات ليلية بشكل متكرّر، يعتقل فيها الاحتلال العشرات من الشبان والنشطاء ويتهمهم بالمشاركة بأعمال الاحتجاج ورشق الحجارة، وغالباً ما تشهد القرية مواجهات عنيفة يطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع الذي يخلف عادة الكثير من الإصابات في صفوف الأهالي والشبان.

ويرى نشطاء المقاومة الشعبية أن "القرية اليوم هي النموذج الحقيقي لتضحيات الشعب الفلسطيني في مواجهة ومنع الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ مخططاته، إضافة إلى أنها باتت اليوم ساحة لجنود الاحتلال الإسرائيلي من أجل استخدام أنواع جديدة من الأسلحة والغاز المسيل للدموع الذي يستخدمه في قمع تظاهرات الفلسطينيين الاحتجاجية".

ومن المعاناة وإفراط جنود الاحتلال الإسرائيلي في استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، يمكن لكل من يزور القرية أن يشاهد قنابل الغاز في كل مكان، إضافة إلى تحويلها في بعض الأوقات إلى حقول لزراعة الورود، وأشكال فنية تجسد أحقية الأهالي في الحياة الكريمة واستعادة أراضيهم، بعيداً عن اقتحامات جيش الاحتلال الليلية التي تنغصّ عليهم حياتهم وتنكّل بهم.

اقرأ أيضاًيوم الأرض في الضفة الغربية: إحباط ما بعد أوسلو