استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل الإسرائيلية**: مسؤولون إسرائيليون أشاروا إلى أن لقاء نتنياهو مع بايدن كان أكثر إيجابية مقارنة بلقائه مع هاريس، معربين عن خشيتهم من أن تصريحات هاريس قد تعقد التوصل إلى اتفاق مع حماس.
- **مواقف الأطراف المختلفة**: هاجم وزراء إسرائيليون تصريحات هاريس، معتبرين أنها تدعو للاستسلام لحماس. في المقابل، أكد مساعدو هاريس أن تصريحاتها تتماشى مع مواقفها السابقة وتدعم أمن إسرائيل مع القلق بشأن الوضع الإنساني في غزة.
تصريح هاريس بعد اللقاء كان أكثر انتقاداً بكثير مما قالته لنتنياهو
مسؤول إسرائيلي: لقاء نتنياهو مع بايدن كان أكثر إيجابية
بن غفير وسموتريتش يهاجمان هاريس
أعرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن امتعاضه من تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بعد لقائهما في واشنطن، أمس الخميس، وخشيته من تسبب تصريحاتها بضرر لمفاوضات الصفقة ووقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية اليوم الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمّه.
وذكر موقع والاه العبري أنّ لقاء نتنياهو مع مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية، تزامن مع توقيت حرج في المفاوضات بشأن الصفقة. وهذا هو أول لقاء لهاريس مع زعيم أجنبي منذ أن بدأت حملتها لرئاسة الولايات المتحدة.
وجاء لقاء نتنياهو مع هاريس بعد اجتماع استمر نحو ثلاث ساعات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، تخللته مناقشات بشأن الصفقة. والتقى الزعيمان عائلات ثمانية محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة يحملون الجنسية الأميركية، فيما ذكرت العائلات أنها أكثر تفاؤلاً بعد اللقاء بشأن احتمال التقدّم في الصفقة قريباً.
وبعد لقاء استمر 40 دقيقة مع نتنياهو، صرّحت هاريس لوسائل الإعلام بأنها ضغطت على نتنياهو من أجل التوصّل إلى صفقة أسرى ووقف لإطلاق النار في غزة. وقالت هاريس: "لقد حان الوقت لكي تنتهي هذه الحرب بطريقة تكون فيها إسرائيل آمنة، ويطلق سراح جميع المختطفين، وتنتهي معاناة الفلسطينيين في غزة، ويتمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والكرامة وتقرير المصير". وأضافت: "كما قلت للتو لرئيس الوزراء نتنياهو، حان الوقت لعقد هذه الصفقة. فلنبرم الصفقة، حتى نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء الحرب. تعال لنعيد المختطفين إلى الديار. ودعونا نقدّم المساعدة الملحّة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني".
وأعربت هاريس عن التزامها بأمن إسرائيل، لكنها تحدّثت في الوقت نفسه عن المعاناة في غزة والأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدنيين الفلسطينيين والأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران لـ"والاه"، إنّ لقاء نتنياهو مع بايدن كان "أكثر إيجابية بكثير" من لقائه مع هاريس، لكنهما أكدا في الوقت ذاته أنّ اللقاء مع نائبة الرئيس "لم يكن متوتراً أو صعباً". وأوضح المسؤولان أنّ نتنياهو وطاقمه فوجئوا بتصريحات هاريس أمام الكاميرات دون تنسيق معهم، وفوجئوا بلهجتها التي قالوا إنها بدت أكثر انتقاداً بكثير من لهجة الرئيس بايدن.
"نتنياهو منزعج"
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنّ "تصريح هاريس بعد اللقاء كان أكثر انتقاداً بكثير مما قالته لنتنياهو في الغرفة المغلقة". وأضاف أنّ نتنياهو "منزعج" من حقيقة أنّ هاريس تحدثت عن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار باعتبارهما نهاية للحرب، بينما تتمسّك إسرائيل بموقفها الذي يتيح لها استئناف القتال بعد تنفيذ الصفقة.
كما قال المسؤول الإسرائيلي أيضاً إن نتنياهو غير راضٍ عن انتقاد هاريس لإسرائيل علناً في ما يتعلق بالأزمة الإنسانية في غزة وقتل المدنيين، خاصة في الوقت الحالي أثناء التفاوض على الصفقة. مع هذا، لم تقل هاريس إن على إسرائيل إنهاء الحرب دون شروط، لكنها أضافت مسألتي "أمن إسرائيل" وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. كما أن حديثها عن الوضع الإنساني في قطاع غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين يتماشى مع تصريحات سابقة لها ولمسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية بهذا الشأن.
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير الذي تحدّث للموقع العبري: "عندما يرى أعداؤنا أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل تتبنيان الموقف نفسه، فإنّ ذلك يزيد من فرص التوصّل إلى صفقة مختطفين ويقلل من فرص التصعيد الإقليمي. وعندما تكون هناك فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فإنّ ذلك يدفع الصفقة بعيداً ويقرّب التصعيد الإقليمي. نأمل ألا تترك انتقادات هاريس العلنية لإسرائيل انطباعاً لدى حركة حماس بأنّ هناك فجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وبالتالي زيادة صعوبة التوصّل إلى اتفاق".
لكن أحد مساعدي هاريس، قال للموقع ذاته إنه لا يعرف ما الذي يتحدث عنه المسؤولون الإسرائيليون، مضيفاً أنّ "الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس نقلا الرسالة نفسها خلال الاجتماعات المغلقة مع نتنياهو بأنه حان الوقت لتنفيذ وقف إطلاق النار واتفاق المختطفين. وهذا ما قالته نائبة الرئيس أيضاً على الملأ".
ووفقاً للمسؤول الأميركي، الذي لم يسمّه الموقع، فإنّ تصريحات هاريس تتوافق مع تصريحاتها السابقة حول الصراع و"تتضمن دعماً قوياً لإسرائيل من ناحية، وقلقاً إزاء إيذاء المدنيين والأزمة الإنسانية في غزة من ناحية أخرى، كما تفعل دائماً".
بن غفير وسموتريتش يهاجمان هاريس
من جانبه، كتب رئيس حزب الصهيونية الدينية، وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتيش، عبر حسابه على منصة إكس، اليوم الجمعة، أنّ "كامالا هاريس كشفت للعالم كله، ما أقوله أنا منذ أسابيع، بشأن السبب الحقيقي وراء الصفقة. الاستسلام للسنوار (يحيى السنوار قائد حماس في غزة)، ووقف الحرب بطريقة تسمح لحماس بالتعافي، والتخلّي عن معظم المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين) الموجودين في أسر حماس. ممنوع الوقوع في هذا الفخ".
وبالمثل، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، موقف هاريس، قائلاً على "إكس": "لن يكون هناك وقف للحرب، سيدتي المرشّحة". لكن سموتريتش وبن غفير لم يذكرا الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، والذي قال، أمس الخميس، قبل اجتماعه المقرر اليوم مع نتنياهو، إنّ "على إسرائيل إنهاء الحرب مع حماس سريعاً وإعادة المختطفين".