واشنطن ترجح استعادة الموصل نهاية العام

31 اغسطس 2016
القوات العراقية تستعد لخوض معركة الموصل(Getty)
+ الخط -
رجحت واشنطن أن تكون استعادة سيطرة القوات العراقية على مدينة الموصل (شمالاً) في نهاية العام الحالي، وذلك في أحدث تصريح حول المدينة التي تشهد أطرافها معارك عنيفة بين تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والقوات العراقية ووحدات "البشمركة" الكردية.

وقال قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف بوتيل، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي من البنتاغون "أتوقع تحقيق هدف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالنصر في معركة الموصل نهاية العام الجاري، رغم أن القتال سيكون صعباً وشاقاً".

ورجح فوتيل أن يقوم تنظيم "داعش" باستخدام المدنيين داخل الموصل كدروع بشرية، وأنه سيترك خلفه عدداً كبيراً جداً من المتفجرات.

وتأتي تصريحات القادة الأميركيين، في وقتٍ تستمر فيه استعدادات القوات العراقية لخوض معركة الموصل، والتي بدأت مراحلها الأولى قبل أسابيع وانتهت بالسيطرة على بلدة القيارة الاستراتيجية الغنية بالنفط جنوب الموصل.

وتراجعت سيطرة "داعش" على مساحات واسعة من أراضي البلاد بعد منتصف 2015 إثر استعادة القوات العراقية مدن تكريت وبيجي، تلتها استعادة السيطرة على مدن هيت والرمادي والفلوجة بعد عام 2016.

وتقلصت نسبة سيطرة التنظيم على الأراضي العراقية بنحو 45 في المائة نهاية عام 2014 إلى أقل من 20 في المائة منتصف عام 2016، بحسب تصريحات القادة العراقيين.

وتعتبر مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث عدد السكان، وتمتد إلى مساحة كبيرة جداً شمال غرب البلاد، تجعل من المعركة المرتقبة ذات أبعاد تختلف عن سابقاتها من مدن تكريت وبيجي والفلوجة والرمادي.

وفي هذا السياق، رأى ضباط عسكريون من قيادة عمليات نينوى، أن معركة الموصل المرتقبة إذا أخذت بالإطار المهني الصحيح بقوات نظامية، من الممكن أن تحسم خلال نهاية العام الجاري بغطاء جوي من التحالف الدولي.

واعتبر محللون أن تصريح واشنطن حول استعادة الموصل نهاية العام الجاري، يأتي بعد مقتل المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في سورية، الذي شكل مقتله ضربة قوية للتنظيم وسبقه مقتل القائد العسكري أبو عمر الشيشاني قبل أسابيع.

وأوضح المحلل الأمني باسم العبيدي، أن "قدرات التنظيم في تراجع مستمر، رغم قبضته الأمنية الشديدة على المدن التي يسيطر عليها، ومنها الموصل لكنه يتلقى ضربات موجعة بين الحين والآخر، آخرها مقتل المتحدث باسمه أبو محمد العدناني بغارة في سورية".

وبين العبيدي، لـ"العربي الجديد"، أن "المعركة لن تكون سهلة بكل تأكيد فالتنظيم يسيطر على الموصل منذ منتصف 2014، وقام بتفخيخ كل شيء تقريباً وهذا يعني صعوبة تقدم القوات العراقية خلال المعركة فضلاً عن وجود نحو مليونين ونصف مليون مدني داخل المدينة".

واقتربت القوات العراقية من محيط مدينة الموصل بنحو (60 كيلومتراً) باستعادتها السيطرة على بلدة القيارة الأسبوع الماضي.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية تحرير بلدة القيارة الواقعة على بعد (60 كيلومتراً) جنوب الموصل بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي ضمن المرحلة الأولى من عمليات استعادة الموصل.

وتستمر القوات العراقية متمثلة بالجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الذهبية بالتقدم ببطء نحو محيط مدينة الموصل، تمهيداً لتطويقها لبدء المعركة المرتقبة في المدينة.

من جهة ثانية، أكّد خبراء أن تنظيم "داعش لن يتخلى عن الموصل بسهولة، إذ تعد أهم وأبرز معاقله بعد مدينة الرقة السورية، ما يعني أن المعركة ستواجه صعوبات بالغة".

ولفت الخبير العسكري حاتم الدليمي، إلى أنّ "القوات العراقية ستواجه العديد من الصعوبات في معركة الموصل، فالتنظيم فخخ كافة الطرق المؤدية من وإلى المدينة والبنايات والجسور بعشرات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة بطريقة معقدة ما سيعيق تقدم القوات العراقية على الأرض".

وأوضح الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن "هذه المعركة حد فاصل في تاريخ التنظيم، لذلك سيكون قتاله شرساً، لكن هذا لا يعني احتفاظه بالمدينة لفترات أطول خاصة بعد فقدانه لما يقرب من 35 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وسيلعب طيران التحالف الدولي الدور الأبرز في المعركة المقبلة".


المساهمون