ووصلت أكثر من خمس وستين حافلة، تقل نحو ثلاثة آلاف وستمائة شخص، بين مدنيين، وعناصر من "جيش الإسلام" إلى منطقة معبر الزندين قرب مدينة الباب، قبل قليل، حيث يتواجد موظفو منظماتٍ إغاثية وطبية، وعناصر من "الدفاع المدني" لتأمين مآو للمهجرين، ولنقل المصابين إلى مستشفياتٍ للعلاج.
وغادرت هذه الحافلات، وهي أول القوافل التي تألفت من تسع وستين حافلة، ليل أمس الإثنين، من نقطةٍ قرب حرستا، حيث تجمعت الحافلات التي كانت تخرج تباعاً من دوما، إلى معبر الوافدين، خلال ساعات النهار عند بداية الأوتستراد الدولي، قبل أن تنطلق جميع الحافلات التي خرجت من دوما دفعة واحدة نحو مناطق شمالي سورية.
وكان مصدرٌ من "منسقي الاستجابة في الشمال السوري"، قد أفاد في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، بأن 69 حافلة تقل 3548 شخصاً من المدنيين والمقاتلين من مدينة دوما انطلقت باتجاه الشمال السوري.
وبالتزامن مع خروج هذه القافلة، اكتمل أمس الإثنين، خروج 24 حافلة من دوما، وتقل الأشخاص الذين كان يحتجزهم "جيش الإسلام" منذ سنوات، وهم مجموعة مدنيين وعسكريين، احتجز معظمهم خلال معارك دارت في مدينة عدرا شمال شرق دمشق عام 2013.
ويأتي هذا التهجير تنفيذاً للاتفاق الذي أبرم، الأحد، بين ممثلين عن دوما وضباط روس، وتضمن خروج كافة مقاتلي "جيش الإسلام" بأسلحتهم الخفيفة نحو شمال سورية، على أن يفرج هذا الفصيل عن المحتجزين لديه من مدنيين وعسكريين، والذين اعتبرهم محسوبين على النظام السوري.
وكذلك سيخرج من دوما في عملية نقل جماعي، كافة المدنيين الذين يرفضون شروط "التسوية" مع النظام، والتي تتضمن التحاق كافة الشبان في دوما بالخدمة العسكرية الإلزامية مع قوات النظام.
وتم التوصل للاتفاق بعد يومين داميين، صعّدت فيهما قوات النظام قصفها لدوما بالطائرات الحربية والمدفعية والصواريخ. ووصل التصعيد ذروته مساء السبت، مع سقوط عشرات القتلى في دوما اختناقاً بغازات سامة تم قصفها على المدينة.