وشهدت ساحتا رياض الصلح والشهداء في العاصمة بيروت، مساء السبت، تظاهرات حاشدة بمشاركة لبنانيين من كل الأعمار، وفق ما أظهرته صور مباشرة نقلتها وسائل إعلام محلية.
وأفادت "الوكالة اللبنانية للإعلام" بأنّ المتظاهرين قطعوا الطريق الدولية بين طرابلس وشكا شمالًا، كما قطعوا الطريق الدولية في منطقة القلمون بالاتجاهين، مبينة أنّ الطريق بين طرابلس وبيروت باتت بذلك مقطوعة كلياً.
وسجّلت الوكالة ذاتها عن قطع متظاهرين طرقات في كل من الضنية والكورة شمالاً، والهرمل وزحلة وصيدا والنبطية وصور إلى الجنوب. وشهدت مدن بعلبك شرقي لبنان، وصيدا وصور والنبطية جنوباً تظاهرات حاشدة، رغم الاعتداءات التي شهدتها صور، صباحاً، من قبل مليشيات "حركة أمل" برئاسة نبيه بري.
من التظاهرات بساحة الشهداء في بيروت (حسين بيضون/العربي الجديد) |
يأتي ذلك في وقت وعد فيه رئيس الجمهورية ميشال عون، في تعليق مقتضب هو الأول له على الأحداث، بأنّه "سيكون هناك حل مطمئن للأزمة"، وفق ما نقلت الوكالة.
في الأثناء، نقلت "رويترز"، عن مصادر حكومية أنّ مجلس الوزراء اللبناني يعقد جلسة، غداً الأحد، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة، بينما نقلت قناة "أل بي سي" اللبنانية، وقناة "الجديد" عن مصادر مطلعة، أنّه "حتى الساعة لا موعد حُدد لمجلس الوزراء لأنّ الحريري وحده من يقرر ذلك وهو حتى الساعة لم يبلغ أي فريق بموعد لأي جلسة".
وزير المالية: موازنة بلا ضرائب جديدة
واليوم السبت، قال وزير المالية اللبناني علي خليل، إنّه اجتمع برئيس الوزراء، سعد الحريري، وفق ما جاء في تغريدة لخليل على موقع "تويتر".
وتم في اللقاء "التأكيد على إنجاز الموازنة بدون أي ضريبة أو رسم جديد، وإلغاء كل المشاريع المقدمة بهذا الخصوص من أي طرف، وإقرار خطوات إصلاحية جدية مع مساهمة من القطاع المصرفي وغيره، بما لا يطاول الناس بأي شكل ولا يحملهم أي ضريبة مهما كانت صغيرة".
Twitter Post
|
وكان الحريري قد أعلن، في وقت سابق اليوم عن عقده اجتماعات داخلية ولقاءات متواصلة في منزله بالعاصمة بيروت، من أجل الوصول إلى ما يخدم الشعب اللبناني.
وقال الحريري، في تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، إنّ "بيت الوسط (منزله) خلية نحل اليوم، حيث (تعقد) اجتماعات داخلية وأخرى تقنية واتصالات ولقاءات بعيدا عن الإعلام".
وأشار إلى أنه التقى مع وزراء المالية علي حسن خليل، والأشغال والنقل يوسف فنيانوس، والصناعة وائل أبو فاعور.
Twitter Post
|
آثار عنف
وقالت "المفكرة القانونية" (وهي جهة غير حكومية تعنى بالأخبار الحقوقية)، عبر صفحتها في "فيسبوك"، إنها رصدت، بالتعاون مع المركز اللبناني لحقوق الإنسان ومجموعة من المحامين والحقوقيين، توقيف 132 شخصاً خلال التظاهرات المتواصلة منذ 3 أيام في بيروت، وأشارت إلى أن من ضمن الموقوفين ستة قاصرين.
ثالث أيام الاحتجاجات (حسين بيضون/العربي الجديد) |
وذكرت أنّ القوات الأمنية أوقفت الخميس 46 متظاهرًا، فيما أوقفت ليلة أمس الجمعة 86 شخصاً في ساحات الاحتجاجات في بيروت.
وأفادت "المفكرة القانونية" بأنّ قوى الأمن أفرجت عن معظم الموقوفين بقرار من النائب العام التمييزي بموجب سند إقامة أو رهن التحقيق.
ولفتت إلى وجود آثار ضرب وسوء معاملة على أجساد العديد من المفرج عنهم. وأوضحت أن معظم المفرج عنهم قالوا إنه "تم تعنيفهم في ساحات التظاهر وليس خلال التحقيق"، "ما يثبت استخدام العنف المفرط وغير المتناسب من قبل الجيش والقوى الأمنية".
Facebook Post |
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عبر حسابها على "تويتر" أنّه "بناء لإشارة القضاء المختص تم الإفراج عن جميع الموقوفين باستثناء شخصَيْن، أحدهما بحقه قرار جزائي (غرامة مالية) والتحقيق مع الآخر للاشتباه به بجرم مخدرات"، بعدما كانت قد ذكرت أنّ الموقوفين هم 70 شخصاً.
Twitter Post
|
من جانبها، قالت وزيرة الداخلية اللبنانية ريّا الحسن، عبر "توتير"، إنها "اتصلت بالمدعي العام لدى محكمة التمييز، وأبلغها أنّ معظم الذين تم احتجازهم سيتم إخلاء سبيلهم بسند إقامة، وذلك لاستكمال التحقيقات لاحقاً للتثبت من مدى توافر الأدلة المادية حول إقدامهم عمداً على ارتكاب أعمال شغب وسرقة محال وحرق الممتلكات العامة والخاصة".
Twitter Post
|
لبنان/تظاهرات/ثالث أيام الاحتجاجات/بيروت/حسين بيضون/العربي الجديد |
على صعيد آخر، أعلن سفير السعودية لدى بيروت وليد بخاري، إجلاء 260 من الرعايا السعوديين المقيمين في لبنان، "على خلفية الاحتجاجات، بالتعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي".