سورية: جبهات مشتعلة ضد "داعش" ومصير مجهول لعشرات العمال

08 ابريل 2016
يواصل "داعش" هجماته المفاجئة بمناطق القلمون الشرقي (Getty)
+ الخط -
تتجه المعارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال سورية وجنوبها، إلى مزيدٍ من التصعيد في ظلّ مواصلة فصائل المعارضة السورية، بريف حلب الشمالي، تقدّمها باتجاه مواقع التنظيم، فيما شكلت التطورات في ريف دمشق محور الأحداث، أمس الخميس، بعد الإعلان عن انقطاع الاتصال مع عشرات العمال والموظفين في معمل إسمنت البادية، الواقع بمنطقة أبو الشامات، شمال مدينة الضمير، وذلك بعد سيطرة مسلحي "داعش" على المنطقة والمعمل يوم الأربعاء الماضي. 
وأوضح الناشط، همام القلموني، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الاتصال انقطع مع نحو 90 عاملاً وموظفاً في معمل إسمنت البادية، الواقع بمنطقة أبو الشامات، شمال الضمير"، فيما أشار التلفزيون السوري إلى أن التنظيم خطف 300 عامل. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فلفت إلى أن ما لا يقل عن 140 من العمال تمكنوا من الفرار خلال هجوم تنظيم "داعش".
وتأتي هذه الأنباء فيما يواصل "داعش" هجماته المفاجئة بمناطق القلمون الشرقي، والتي تأتي كأعنف رد للتنظيم، بعد خسارته مساحات واسعة بريفي حمص الشرقي والجنوبي الشرقي.  وفي السياق نفسه، تابع "داعش" هجومه، أمس الخميس، لليوم الثاني على التوالي، متقدماً داخل مدينة الضمير، ومسيطراً على أحياء عدة في مناطقها الشمالية والشرقية، كما تقدم في محيط مطار الضمير العسكري، والفوج 16، بعد يوم واحد من سيطرته على معمل إسمنت البادية الحكومي، واحتجازه العشرات من العمال والموظفين فيه.


وفضلاً عن خسائر النظام المادية والبشرية وخسارته لبعض المواقع المهمة، بفعل هجمات "داعش" بالقلمون الشرقي، إلا أن هذه الهجمات تثير كذلك قلق فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، وذلك لأن مدينة الضمير تبعد نحو 25 كيلومتراً عن شمال شرقي مدينة دوما، أبرز معاقل فصائل المعارضة في الغوطة، مع العلم بأن دوما تواجه بدورها خطراً آخر، يتمثل بمواصلة النظام هجماته العنيفة في منطقة المرج، سعياً لقضمِ مساحاتٍ تمكنه من فصل القطاع الشمالي للغوطة التي تشمل مدن دوما، وحرستا، وعربين، عن القطاع الجنوبي وأبرز مدنه دير العصافير وزبدين.

يُشار إلى أن فصائل الغوطة الشرقية سعت، منذ أشهر، إلى درء خطر "داعش"، وإبعاده عن الغوطة الشرقية، وخاض، في هذا الصدد، "جيش الإسلام" وفصائل أخرى بالجيش الحر معارك عديدة مع "داعش" ومجموعات أخرى متهمة بولائها للتنظيم في محيط الضمير السنة الماضية، ولكن المشهد الآن يبدو مربكاً في تلك المناطق في غضون ذلك، استأنفت الفصائل هجماتها، أمس الخميس، نحو بلدة الراعي، شمال مدينة الباب وغرب مدينة منبج، قرب الشريط الحدودي مع تركيا، بينما يواصل "داعش" معاركه التي بدأها قبل أيام ضد النظام، بمناطق القلمون الشرقي، شمال شرق العاصمة دمشق، بالتوازي مع تجدد المواجهات بين مسلحيه ومقاتلي المعارضة في بعض مناطق ريف درعا.

أما في محافظة حلب، استأنفت فصائل بالمعارضة، أمس الخميس، هجومها على مناطق سيطرة "داعش"، في أقصى شرق ريف حلب الشمالي، بغية السيطرة على بلدة الراعي، بعد أن أتمّت السيطرة على قرى عدة في جوارها، ومتاخمة للشريط الحدودي مع تركيا في الأيام القليلة الماضية. من جهتها، ذكرت مصادر ميدانية أخرى في حلب، بأن أصوات انفجارات تُسمع داخل بلدة الراعي، التي ما زالت تحت سيطرة "داعش"، وسط أنباءٍ عن قصف المدفعية التركية لمواقع التنظيم في تلك المناطق، فيما تتواصل الاشتباكات بمحيطها. في هذا السياق، أشار الناشط الإعلامي، منصور حسين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن مقاتلي المعارضة واصلوا محاولاتهم لاقتحام بلدة الراعي، "لكن هذه الهجمات لم تفلح في تحقيق هدفها، حتى عصر أمس الخميس، مع استمرار الاشتباكات العنيفة بمحيط البلدة مع مسلحي داعش".

ويلفت حسين إلى أن "الطيران الروسي أغار، أمس، على طريق الكاستيلو والسكن الشبابي والأشرفية، بمدينة حلب، مما أدى لمقتل شخص وإصابة آخر". كما أوضح أن "المليشيات الكردية قصفت بدورها طريق الكاستيلو، وسط تواصل اشتباكات مقاتليها مع فصائل المعارضة، التي سيطرت على شوارع جديدة داخل حي الشيخ مقصود".
أما على صعيد جبهات أخرى في سورية، فتتواصل الاشتباكات بين فصائل عديدة، أبرزها بين "الجبهة الجنوبية" التابعة للجيش الحر و"حركة أحرار الشام" من جهة، مع "لواء شهداء اليرموك" المقرّب من "داعش" و"حركة المثنى الإسلامية"، التي اصطفت إلى جانبه في المواجهات الدائرة هذه الأيام بمحافظة درعا، جنوبي البلاد.

المساهمون