وعلم "العربي الجديد" أن الزيارة تخللتها مطالب نقلها خالد الفيصل إلى الكويت لتضغط بدورها على الدوحة لتقديم "تنازلات" ترفضها السلطات القطرية، وتعتبرها مساً بسيادتها وبقرارها الوطني.
وقد رفضت الكويت، منذ انطلاق الحملة الإعلامية ضد قطر، الانخراط في معسكر الرياض - أبوظبي، إذ أعرب مسؤولون فيها عن انزعاج كبير إزاء موجة التلفيق والإهانات التي تخللتها حملة وسائل إعلامية محسوبة على الرياض وأبوظبي والقاهرة.
واعتبر التعاطي القطري إيجابيا مع وساطة الكويت؛ إذ صرّح وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بأنه تم تأجيل خطاب كان مقررا أن يلقيه الشيخ تميم، وذلك من أجل "إعطاء فرصة لجهود أمير الكويت" للوساطة من أجل نزع فتيل الأزمة الخليجية.
وقال وزير الخارجية القطري، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية، بثت في وقت متأخر مساء أمس، إن "الدوحة تريد أن تعطي مساحة للاتصالات الجارية لحل الأزمة"، مشيراً إلى أن "التصعيد الأخير ضد قطر سبقته حملة تحريض غير مسبوقة".
وكان أمير الكويت قد أعرب، خلال اتصاله مع الأمير تميم، عن تمنياته "بعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها التصعيد، والعمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر بالعلاقات الأخوية بين الأشقاء".
وتحدثت وسائل إعلام كويتية عن زيارة مكوكية لأمير الكويت بين السعودية وقطر، اليوم الثلاثاء، حيث يلتقي في الرياض الملك سلمان، ثم يعود للدوحة كي يلتقي الشيخ تميم.
ويحاول الشيخ الصباح، في جدة اليوم، إقناع القيادة السعودية بتخفيف لهجة الخطاب ضد قطر وتقليل التصعيد، ثم يطلب في الدوحة من الشيخ تميم القبول بالوساطة التي يعرِضها.
وقد أكد مساعد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، الوساطة التي تقودها بلاده، موضحا أنها "ستقوم بما في وسعها لتعزيز أواصر التعاون بين مختلف دول العالم والمنطقة".
ألمانيا
أجرى وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اتصالا هاتفيا، يوم الثلاثاء، مع وزير خارجية جمهورية ألمانيا، السيد زيغمار غابريل.
وجرى خلال الاتصال، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها إضافة إلى مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
السودان
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس السوداني، عمر البشير، اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة الكويت "بشأن احتواء الأزمة بين دولة قطر وعدد من الدول العربية". ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، مساء الإثنين، أن أمير دولة الكويت أبلغ البشير "أنه سيغادر إلى المملكة العربية السعودية لمقابلة العاهل السعودي".
وكان السودان قد أعلن، في وقت متأخر أمس، عن استعداده الكامل للتوسط بهدف "تهدئة الخلافات ووقف التصعيد وإصلاح ذات البين بين دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر وقطر". وعبرت الحكومة السودانية عن قلقها إزاء هذا التطور الذي وصفتة بـ"المؤسف" بين دول عربية.
إلى ذلك، دعا رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة التحرك العربي الإسلامي لـ"احتواء الفتنة بين دول الخليج" على خلفية القرارات الأخيرة التي اتخذتها دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر بمقاطعة قطر دبلوماسيا.
وأكد المهدي أن المستفيد من الأزمة الأخيرة بين دول الخليج ثلاث جهات، حددها في "التطرف والغلو وإسرائيل وتجار السلاح"، مشددا على "ضرورة احتواء الأزمة بدلا من حالة الاستقطاب التي من شأنها أن تقود إلى مواجهات".
وعبر المتحدث ذاته عن أسفه لتطور الأحداث، موجها نداء إلى الملك السعودي وزعماء مصر والإمارات والبحرين وأمير قطر لفتح المجال أمام الوسطاء لتجاوز الأزمة، مبرزا، في بيان له، أن "مجلس التعاون الخليجي من أنجح التجارب في التضامن".
تركيا
بموازاة ذلك، تعمل تركيا على احتواء "أزمة قطع العلاقات"، إذ ذكر رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، اليوم الثلاثاء، أن "أنقرة ستستمر في تقديم المساعي والقيام بدور نشط من أجل تطوير حوار ودي يليق بشهر رمضان المبارك"، مشددا على أنه "يجب أن لا تتضرر العلاقات بين الدول بسبب أخبار لا أساس لها".
وعبر رئيس الوزراء التركي عن أسفه للتطورات الموجهة ضد قطر، داعيا جميع الأطراف إلى الحوار.
وخلال تقييمه للأوضاع في اجتماع الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية، قال يلدريم إن "تركيا هي الدولة التي تصرّ على أن تبقى قنوات التواصل مفتوحة مع جميع العناصر في المنطقة، وكذلك المصرة على العمل على إمكانيات السلام، ولا توجد لدينا رفاهية أن ندير ظهرنا للمنطقة ونتغاضى عما يحدث ونتابع النار من بعيد. وقبل أن تنتهي الأزمات في كل من العراق وسورية واليمن وليبيا، ظهرت أمامنا أزمة أخرى في الخليج".
وأضاف: "نحن نراقب هذه التطورات بأسف، ونتمنى أن يقوم شركاؤنا الاستراتيجيون من دول مجلس التعاون الخليجي بحل المشاكل البينية، من خلال الحوار، وأن يجدوا الحلول بشكل هادئ، وذلك في الوقت الذي تحتاج فيه منطقتنا للاستقرار والسلام"، مبرزا أن "الحكومة التركية، وعلى رأسها الرئيس التركي، بدأت بإجراء الاتصالات الدبلوماسية مع الدول المعنية وباقي الدول، بينما تستمر الحكومة في جهودها على جميع المستويات".
وفي سياق التحرك التركي لنزع فتيل الأزمة الخليجية، هاتف الرئيس رجب طيب أردوغان عددا من زعماء الدول خلال الساعات الأخيرة. وذكرت مصادر في الرئاسة التركية، الثلاثاء، أن أردوغان هاتف في هذا الصدد أمير قطر، والعاهل السعودي، وأمير الكويت، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شدد على "أهمية اتباع السبل الدبلوماسية والحوار لتخفيض التوتر الحالي بين قطر وبعض الدول العربية".
الجزائر
وجاءت دعوة الجزائر، فجر اليوم، كلا من قطر والسعودية والإمارات والبحرين إلى "التزام حوار يتيح تسوية الخلافات بينها، والتزام حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها الوطنية"، لتصب في إطار دعوات التهدئة.
وأكد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أنها "تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين بعض دول الخليج ودول المنطقة، وانعكاساته على وحدة وتضامن العالم العربي"، مضيفا أن "الجزائر دعت مجمل البلدان المعنية لانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتها".
وأعلنت، أمس، كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر عقب "حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية على الدوحة والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني"، بحسب ما ذكر مجلس الوزراء القطري.
الجامعة العربية
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنه يتابع بتحسُّبٍ كبير التطورات التي أدت إلى اتخاذ كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين واليمن ومصر قرارات بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر.
وأوضح أبو الغيط، في تصريح صحافي له اليوم، أنه يأسف لوصول الأمور إلى هذه النقطة بين عدة دول عربية، وخاصة أنه معني بشكل كبير بتداعيات الخلافات التي تحدث على العمل العربي المشترك ومنظومته.
وأكد أبو الغيط أنه يحدوه الأمل، من موقعه كأمين عام للجامعة، بأن يتم تجاوز هذه الأزمة الخطيرة في القريب صيانةً للأمن القومي العربي من التهديدات التي يتعرض لها، وذلك من خلال الالتزام بتنفيذ التفاهمات التي سبق التوصل إليها عام 2014 حتى تتم استعادة المسار الطبيعي في العلاقات بين الدول الشقيقة، وكذا التزام الدول الأعضاء بالمبادئ الأساسية التي يكرسها ميثاق الجامعة وكافة قرارات القمم العربية.
وأعرب في هذا الصدد عن استعداده للعمل بالتنسيق مع جميع الدول الأعضاء من أجل رأب الصدع العربي على أسس سليمة وبما يفتح الطريق أمام تنفيذ التوافقات والقرارات العربية المتعلقة بالتصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب بشكل شامل.
أندونيسيا
تلقى وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اتصالاً هاتفياً، يوم الثلاثاء من وزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا، السيدة ريتنو مرسودي.
وجرى خلال الاتصال، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا) بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
قرغيزيا
أعربت جمهورية قيرغيزيا عن أملها في تسوية أزمة قطع علاقات عدد من الدول مع دولة قطر، عن طريق الحوار وعلى أساس الإرادة الطيبة، ومصالح شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشدد وزير الخارجية القيرغيزي، إرلان عبدلدايف، في تصريح له، يوم الثلاثاء، على أهمية الحفاظ على جو مستقر وسلمي في منطقة الخليج، معبرا عن قلقه إزاء تطور الأحداث في المنطقة تجاه دولة قطر.
(العربي الجديد)