وفي تعليق غير مباشر له على عزل بولتون، قال روحاني، خلال اجتماع لحكومته، اليوم الأربعاء، إنّ "على الأميركيين أن يفهموا أن دعاة الحرب ليسوا في مصلحتهم"، داعياً في الوقت نفسه الإدارة الأميركية إلى "التخلي عن سياسة الضغط الأقصى والسياسة الداعية للحرب" ضد إيران.
كما أشار روحاني، بحسب وكالة "فارس"، إلى المرحلة الثالثة لخفض إيران تعهداتها النووية، واصفاً إياها بـ"الأهم من المرحلتين السابقتين"، قائلا إن طهران "ستقدم على تنفيذ مراحل أخرى إذا استدعت الضرورة".
وأكد الرئيس الإيراني أن إيران تريد التقنية النووية السليمة، لافتاً إلى أنها تتبع استراتيجية "التعهد مقابل التعهد" في تنفيذ الاتفاق النووي.
وفي السياق، أوضح روحاني أنه في حال نفذت الأطراف الأوروبية تعهداتها بشكل ناقص، فإن إيران أيضاً ستنفذ تعهداتها، مشدداً على أن "خيار إيران هو المقاومة في مواجهة سياسة الضغط الأقصى" الأميركية.
وفي تصريحات أخرى له على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية، علّق محمود واعظي رئيس مكتب روحاني، مرة أخرى على عزل بولتون من منصبه، قائلاً إنه "قبل أن يتولى المسؤولية في البيت الأبيض كان يأخذ الراتب من منظمة المنافقين"، في إشارة إلى منظمة "مجاهدي" خلق الإيرانية المعارضة.
وأضاف أن "الإدارة الأميركية المتطرفة وصلت إلى نتيجة بأن عصر شن الحروب قد ولّى"، مشيراً إلى أنّ "جون بولتون لم يحقق أياً من أهدافه في فنزويلا وكوبا وأفغانستان وإيران وفشل فيها".
وقال واعظي "نحن سعداء لعزل بولتون لأن ذلك يؤكد وصول أميركا إلى القناعة بأن أهدافها لن تتحقق".
وقال واعظي، على "إنستغرام" تعليقاً على إقالة بولتون، إن "بولتون كان عدواً للدبلوماسية ومؤيداً للحرب والأحادية".
وأشار إلى أن المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، "كان يهدد بالحرب ضد إيران ووعد بأنها ستنهار خلال أشهر"، مؤكداً أنه "اليوم ينظر في العزلة إلى نتائج سياساته الفاشلة".
ووصف واعظي بولتون بأنه "كان منسجماً مع الكيان الصهيوني وكان من أشد أعداء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، متهماً إياه ببذل "جهود كثيرة لإسقاطه" قبل أن يؤكد أنه غادر منصبه بينما الحكومة الإيرانية "لاتزال صامدة وستحقق أهدافها الكبيرة".
Instagram Post |
إلى ذلك، وفيما دأب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على مهاجمة بولتون خلال السنوات الأخيرة، متهماً إياه بالسعي إلى تحريض ترامب على الحرب مع إيران، اكتفى في تعليق له على إقالة بولتون بالقول "نحن لا نعلق على الشؤون الداخلية في أميركا".
وكان ظريف يعتبر المستشار السابق للأمن القومي الأميركي أحد أركان "الفريق باء"، بالإضافة إلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
في غضون ذلك، رأى المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في تغريدة، أنه "مع طرد أكبر داعم للحرب والإرهاب الاقتصادي، سيواجه البيت الأبيض عراقيل أقل لفهم حقائق إيران".
وأضاف أن "المُعادين لإيران يغادرون الساحة واحداً تلو الآخر"، مشيراً إلى أن بولتون "قد وعد قبل أشهر بأن النظام الإيراني لن يصمد ثلاثة أشهر لكنه غادر ونحن باقون".
كما اعتبر وزير الثقافة الإيراني أن عزل بولتون "لم يكن يوماً مناسباً للفريق باء"، مشيراً إلى أن "أياماً أكثر مرارة في انتظار المعادين لإيران"، بحسب تعبيره.
وقال مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، في تغريدة على "تويتر"، مساء الثلاثاء، إن إقالة بولتون من منصبه، "مؤشر قاطع على فشل استراتيجي" لسياسة الضغط الأقصى الأميركية في مواجهة استراتيجية المقاومة الفعالة لإيران.
Twitter Post
|
رفض عقد لقاء بين روحاني وترامب
إلى ذلك أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، عن رفضها احتمال عقد لقاء بين الرئيسين روحاني وترامب بعدما وجه البيت الابيض إشارات في هذا الصدد.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، أعلنا، الثلاثاء، أنّ ترامب مستعد للقاء الرئيس الإيراني "بدون شروط مسبقة"، بعدما أقال الرئيس الأميركي بولتون. لكنهما شددا على أنّ واشنطن ستبقي حملة "الضغوط القصوى" على طهران.
وكرر مندوب ايران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، التأكيد على موقف روحاني في هذا الشأن.
وأوضح أنّه "ما لم تكف أميركا عن إرهابها الاقتصادي ضد إيران، فإنّ مسألة التفاوض معها غير واردة". وأضاف "لقد أعلنا مراراً كما أنّ رئيس الجمهورية أعلن صراحة أنّه لا مجال للحوار والتفاوض ما دام الحظر الظالم والإرهاب الاقتصادي الأميركي مفروضاً على الشعب الإيراني".
وتابع "حينما يرفعون الحظر الظالم يمكن الحديث حول هذا الأمر والتفاوض في إطار مجموعة "5+1" والذي كان قائماً من قبل حول القضية النووية الإيرانية".
وأضاف تخت روانجي، أنّ "التغييرات في الحكومات في العالم قضية داخلية"، قائلاً في رده على سؤال عما إذا كان عزل بولتون يؤدي إلى تغيير "السياسات المتطرفة" للإدارة الأميركية، إنّ "ذلك عوامل متعددة ومؤثرة في ترسيم السياسة الخارجية الأميركية".
وأكد على أنّ طهران "لن تقبل بسياسة الضغط الأقصى" الأميركية، داعياً واشنطن إلى إنهاء هذه السياسة ورفع العقوبات قبل الحوار معها.